أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا يحدد المشترين المحتملين
أسماء السعداوي
يحمل أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا إمكانات واعدة للدولة الأفريقية التي تسطع على أرضها أشعة الشمس لمدة 300 يومًا على مدار العام، فضلًا عن الرياح القوية، من أجل تلبية الطلب على الكهرباء النظيفة، والتصدير للخارج، وخاصة إلى أوروبا التي تسعى لفكّ قيود الاعتماد المفرط على الوقود الأحفوري، وخاصة بعد أزمة الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي هذا الصدد، أشاد الرئيس التنفيذي لشركة هايفن هيدروجين إنرجي، ماركو رافينيتي، بالاتفاقية المبرمة مع الحكومة المحلية في مايو/أيار المنصرم، بشأن تنفيذ أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا، حسب تقرير نشره موقع "إنرجي فويس" (energyvoice)، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال رافينيتي، إن الخطوة تُبشّر بانطلاق مشروعات أخرى لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا، مضيفًا: "إنه المشروع الأول، ولكن سيكون له تأثير في نطاق مشروعات الهيدروجين الأحضر، نحن مستأجر رئيس، ونحمل مسؤولية ضخمة، إنها سابقة".
إمكانات أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا
تطمح ناميبيا لأن تصبح أول مركز لتصدير الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، كما تستهدف أن يكون أحد أرخص 3 مشروعات في العالم.
وعند دخوله حيز التشغيل الكامل، من المتوقع أن يصل إجمالي الإنتاج بالمشروع إلى 350 ألف طن سنويًا من الهيدروحين الأخضر، من خلال 7 غيغاواط من الكهرباء المنتجة من مصادر للطاقة المتجددة، و3 غيغاواط من المحلل الكهربائي.
يقع المشروع على مساحة 4 آلاف كيلومتر في متنزه تساو خايب الوطني على الساحل الجنوبي الغربي لناميبيا، وهي منطقة مثالية لتطوير الكهرباء النظيفة من خلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
كانت شركة هايفين هيدروجين إنرجي قد فازت، في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021، بمناقصة أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا.
وبموجب الاتفاق، حصلت الشركة -وهي عبارة عن مشروع مشترك بين شركة "نيكولاس هولدنغ" البريطانية و"إنرتراغ" الألمانية- على حق إنشاء المشروع وتشغيله لمدة 40 عامًا، بإجمالي استثمارات 10 مليارات دولار.
يقول الرئيس التنفيذي للشركة: "إن المشروع يمثّل أفضل تجربة عالمية للتنمية المستدامة لمشروعات الهيدروجين الأخضر واسعة النطاق، بطريقة تحمل مسؤولية عرقية واجتماعية، وانتقال عادل للطاقة، مع الحفاظ على البيئة".
ماذا بعد؟
أبرمت شركة هايفن في أواخر مايو/أيار المنقضي اتفاقية مع الحكومة لتحديد الطريقة التي سيقدّم بها الطرفان استثمارات الهيدروجين الرئيسة.
ستبدأ عمليات الإنشاءات في أواخر عام 2025، كما من المتوقع بدء الإنتاج نهاية عام 2027.
حاليًا، تنتظر الشركة وضع الحكومة إطار عمل لدعم الصناعة، وهي "مهمة كبيرة"، بحسب رافينيتي.
يقول الرئيس التنفيذي لشركة هايفن: "إن الخطوة التالية هي الهندسة، ويشمل ذلك أعمالًا تفصيلية والاستغلال الأمثل للمنظومة، لا يمكننا السيطرة على الأسواق والسياسات، وإنما يمكننا التحكم في مشروعنا وأنظمة الكهرباء".
يقول رافينيتي: "مصالحنا متوافقة، ويتطلب نجاح المشروع دعمًا محليًا وحكوميًا".
وأضاف: "ثمة حاجة ليكون شاملًا للجميع، يجب أن تستفيد ناميبيا من مواردها، ستستفيد البلاد من تحصيل الضرائب وتشغيل السكان المحليين".
فرص عمل للمحليين
عدّد الرئيس التنفيذي لشركة هايفين هيدروجين إنرجي، ماركو رافينيتي، مزايا المشروع التي ستعود بالفائدة على الدولة الأفريقية.
وأبرز دور المشروع في توفير فرص العمل، قائلًا: "هناك حاجة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من فرص التشغيل المحلية، إنها مهمة شاقة، لكن ناميبيا متعطشة لفرص العمل".
كما أشاد بالعمال المحليين من ذوي الكفاءات العالية، الذين يتمتع معظمهم بخبرات محلية ودولية.
من المتوقع أن يوفر مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا نحو 15 ألف فرصة عمل، و3 ألاف فرصة ثابتة خلال التشغيل.
وتقول الشركة، إنها ستشغّل 90% من القوة العاملة بالمشروع، من السكان المحليين، وخاصة الشباب، كما تستهدف تلبية 30% من احتياجاتها من السلع والخدمات والمواد المحلية، من السوق المحلية.
تحدّيات رئيسة
لفت رافينيتي إلى تحدٍّ رئيس يتعلق بتوفير الأرض اللازمة للمشروع، فالحكومة تمتلك الأرض، لكن السكان المحليين يرفضون تسليمها.
وقال: "نحاول كسب القلوب والعقول عبر التعاون والوفاء بالوعود.. سيكون هناك عروض على الطرق في الأسابيع المقبلة، للتواصل مع مختلف الدوائر، والحصول على دعم البلاد بأكملها".
وأكد أن الشركة والاستشاريين يعملون على دراسة لتحديد المهارات والمواهب اللازمة لإنجاز المشروع.
وفي السياق نفسه، شدد على أن الاتفاقية المبرمة بين الشركة والحكومة والسكان المحليين في مايو/أيار ستسهم بطمأنة المموّلين بشأن جدوى المشروع.
وفيما يتعلق بتحديد التكلفة، قال: "هناك نقطة غير مفهومة قليلًا بشأن الهيدروجين الأخضر، فزيادة تكلفة التمويل تحمل تأثيرًا لا يتناسب مع سعر المنتج النهائي".
وأكد أن "السياسات والاستقرار يقودان التأثير في تكلفة رأس المال.. السوق لا تفهم الهيدروجين الأخضر، ولا يوجود مؤشر واضح للأسعار، هناك أيضًا شكوك حول تصنيف الهيدروجين على أنه أخضر".
وأضاف: "علينا تسريع خفض منحنى التكلفة"، لافتًا إلى جهود عالمية لزيادة توافر الهيدروجين، مثل قانون خفض التضخم الأميركي.
أسواق عالمية تنتظر الإنتاج
قال ماركو رافينيتي، إن الفرصة سانحة أمام أكبر مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا، لحجز مقعده في أسواق أوروبا وآسيا وخاصة اليابان وكوريا الجنوبية، التي وضعت أهدافًا للتحول إلى الهيدروجين، ولكنها تمتلك قدرات محدودة لإنتاج إمداداتها الخاصة.
وقال: "أبرمنا اتفاقيات لشراء الإنتاج مع أوروبا وآسيا.. ما نراه هو أن الطلب تقوده الدول مطلقة الانبعاثات في الشمال، بينما توجد الإمدادات في الجنوب".
وتوقّع أن يكون المستوردون الحاليون لإمدادات الطاقة، هم أنفسهم كبار مستوردي الهيدروجين، قائلًا: "عليهم الاختيار بشأن مصدر الإمدادات".
وتابع: "تقوم ناميبيا بدور جيد، إنها متوافقة أيديولوجيًا مع أوروبا وكوريا واليابان".
وأشار إلى أن "هايفن" ستدخل تلك الأسواق عبر تصدير الأمونيا، قائلًا: إن "استعمال السوق هناك للأمونيا كافٍ لدعم كل المشروعات الفريدة مثل مشروعنا".
واختتم بقوله: "من الواضح أن هناك عملًا للقيام به، ولكن إذا كانت ناميبيا جادّة بشأن استغلال فرصة الهيدروجين، ستكون كل الأنظار باتجاه هايفن لإبداء ما يمكنها فعله".
موضوعات متعلقة..
- أضخم مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا يشهد إعلان موعد الانطلاق
- مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ناميبيا بقيمة 10 مليارات دولار
- الهيدروجين الأخضر في ناميبيا يترقب صفقة أوروبية مهمة
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول العربية توليدًا للكهرباء من طاقة الرياح.. مصر والمغرب يتصدران (إنفوغرافيك)
- صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.. هل يمكنها التحرر من قبضة الصين الممتدة؟ (تقرير)
- الهيدروجين الأخضر.. تقنية جديدة تقلل تكلفة الإنتاج وتعمل 100 ساعة متواصلة