معركة استثمارات الغاز بين مجموعة الـ7 ونشطاء المناخ.. من يربح في النهاية؟
ألمانيا واليابان تنجحان في إقرار تعزيز الاستثمارات
حياة حسن
أثارت توصية مجموعة الـ7 الصناعية بشأن استمرار استثمارات الغاز غضب نشطاء المناخ، وتوالت الانتقادات ضد الدعم الذي قدّمه زعماء المجموعة في اجتماع القمة.
ووفق الوثيقة الختامية للاجتماع، الذي انتهت أعماله أمس السبت 20 مايو/أيار (2023)، في مدينة هيروشيما اليابانية، فقد وافق زعماء المجموعة على دعم الاستثمارات في مجال الغاز لتعزيز إجراءات التخلص من الاعتماد على الطاقة الروسية، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وبدت ألمانيا الأكثر تشبثًا بقرار دعم استثمارات الغاز، ما يعكس مدى تأزّمها جراء قطع الإمدادات الروسية عقب الحرب في أوكرانيا، التي شنّتها موسكو في 24 فبراير/شباط (2022)، إذ كانت برلين تعتمد على تلبية أكثر من 50% من احتياجاتها من الدولة المعتدية، مقابل 40% في المتوسط لباقي أوروبا.
ويمتدّ خط أنابيب نقل الغاز الرئيس نورد ستريم 1 من روسيا إلى ألمانيا، التي تزوّد باقي الدول في القارة العجوز منه، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت روسيا تحظى بدعم ألماني واسع في عهد المستشارة السابقة أنغيلا ميركل، التي ساندت إقامة خط أنابيب نورد ستريم 2، أملًا في الحصول على كميات أكبر من الغاز لبرلين وبروكسل.
لكن موسكو فشلت في تشغيل الخط بعد الانتهاء منه، وضخّ ما يزيد عن 10 مليارات دولار استثمارات فيه، بعد تولّي المستشار أولاف شولتس الحكم، في نهاية عام (2021).
التخلص من الهيمنة الروسية
في اجتماع وزراء البيئة والمناخ لمجموعة الـ7 الصناعية، في أبريل/نيسان 2023، اتفق المجتمعون على "أن تشجيع استثمارات الغاز ممكن في سبيل التخلص من الهيمنة الروسية بعد غزو كييف".
وجاء هذا القرار رغم الخلاف بين دول المجموعة الأوروبية واليابان حول هذا البند، التي طالبت به الأخيرة ورفضته الأولى، وهو ما كان بمثابة نصر لطوكيو، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي نهاية اجتماع زعماء مجموعة الـ 7 الصناعية، تغيرت لهجة المجتمعين بشأن إمكان وجود استثمارات الغاز، إلى "ضرورة التوسع في الاستثمارات لتسريع التخلص من الطاقة الروسية"، وفق مصدر شارك في الاجتماع.
وقال البيان الختامي لاجتماع القمة: "نحن نؤكد أهمية ضخ المزيد من الغاز الطبيعي المسال، ونرى أن ضخ استثمارات أكثر في القطاع يمكن أن تساعد في علاج الأزمة الحالية".
وأضاف البيان: "التخلص من استثمارات الغاز والوقود الأحفوري يعتمد على مدى توفر الطاقة وانخفاض الطلب على الغاز مع مراعاة مستهدفات اتفاقية باريس للمناخ والتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة".
دعم الوقود الأحفوري
قالت خبيرة السياسات المناخية الدولية في منظمة (غرينبيس) العالمية تراسي كارتي، في بيان: "في مواجهة التصرف السريع والحاجة العاجلة للتخلص من الوقود الأحفوري، ماذا فعل قادة مجموعة الـ7 خلال اجتماعهم في هيروشيما؟.. لقد قدّموا حافزًا جديدًا لهذا الوقود"، حسبما نقلت رويترز.
وأضاف المدير المساعد للسياسة العالمية في منظمة (350) المناخية أندرياس سيبر: "الرسالة الأوضح في قرارات زعماء مجموعة الـ 7 هي أنهم أدمنوا الكربون، وفشلوا في البناء على قرارات وزراء البيئة والمناخ في اجتماع أبريل/نيسان الماضي".
وتابع: "استثمارات الغاز التي نادى بها الزعماء بمثابة ثغرات في الالتزام الفاتر بتسريع التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وإزالة الكربون بحلول عام 2035"، وفق بيان، حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
بدوره، قال مدير المنظمة في أمريكا جيف أوردور، إن استثمارات الغاز التي حثّت المجموعة على تشجيعها بمثابة ممارسة الغسل الأخضر، أسهمت فيها الولايات المتحدة بالدور الأكبر، كما ساعدت على الخضوع لليابان بالإبقاء على الفحم حتى 2030، وهو ما يعني تناقض الرئيس جو بايدن مع مبادئه المناخية.
يُذكر أن أميركا هي أكبر مصدّر للغاز المسال على المستوى العالمي، تليها دولة قطر، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
رفض ألماني
رفض مسؤولون حكوميون في ألمانيا انتقادات نشطاء المناخ لقرارات مجموعة الـ 7 الصناعية الخاصة بتحفيز استثمارات الغاز.
وقال أحد هؤلاء المسؤولين: "نحن نحتاج لبعض محطات الغاز الجديدة، ولكن يجب أن تُصمم على أساس إمكان استعمالها الهيدروجين الأخضر لاحقًا، ما يعني أننا نستثمر في المستقبل النظيف".
يُذكر أن ألمانيا أعلنت عقب غزو روسيا لأوكرانيا عن تدشين محطتين عملاقتين للغاز المسال، في إطار خطط تأمين احتياجات أكبر اقتصاد أوروبي من الطاقة.
وعدّت اليابان وألمانيا الغاز المسال من وسائل المدة الانتقالية لتحوّل الطاقة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار البيان الختامي لزعماء مجموعة الـ7 الصناعية إلى أن "استثمارات الغاز مرحلة مؤقتة للاستجابة لأزمة الطاقة والتخلص من الوقود الروسي".
وفي الوقت نفسه، جددت المجموعة التزامها بتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، والحدّ من الاحترار العالمي (الحفاظ على درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية.
موضوعات متعلقة..
- مجموعة الـ7 تدعم انتقال الطاقة في فيتنام بـ15.5 مليار دولار
- هل تملك مجموعة الـ7 تحديد سقف أسعار النفط الروسي؟ أنس الحجي يجيب
- قراءة في سوق الطاقة الأوروبية عقب قرار مجموعة الـ7 وأوبك+.. كيف تنتهي الأزمة؟
اقرأ أيضًا..
- أكبر 10 حقول نفط في العالم حسب الاحتياطيات المؤكدة المتبقية (إنفوغرافيك)
- إكسون موبيل قد تخسر 350 مليون دولار شهريًا في غايانا.. هل يتوقف الإنتاج؟
- شركات السيارات الكهربائية محرومة من ائتمانات الوقود المتجدد في أميركا