توليد الكهرباء من الطاقة النووية يشهد انتعاشة عالمية مستقبلًا بمفاعلات جديدة (تقرير)
نوار صبح
- • في السنوات الأخيرة بلغ عدد المفاعلات الجديدة قيد الإنشاء 56 مفاعلًا.
- • يقول معارضو الطاقة النووية إن هناك خيارات أفضل وأرخص وأكثر أمانًا في الأفق.
- • الطاقة النووية ليست جزءًا من أي إستراتيجية مجدية يمكن أن تواجه تغير المناخ.
- • وزارة الطاقة الأميركية تقوم بالترويج وتوفير التمويل لمشروعات المفاعلات النووية المتقدمة.
- • لا توجد محطة طاقة نووية تجارية قتلت أي شخص في الولايات المتحدة.
يرى مؤيدو توليد الكهرباء من الطاقة النووية أن هناك نهضة عالمية في هذا القطاع تلوح في الأفق، في ظل الدعم المتسارع لإزالة الكربون من الشبكات، ويتوقع المحللون انضمام ولاية كولورادو الأميركية لهذا المسار.
وعلى الرغم من أن مستقبل الطاقة النووية في ولاية كولورادو لا يزال غير مؤكد؛ فإن دراسة تقنيات الطاقة الموثوقة وميسورة التكلفة للمساعدة في دعم الاقتصادات الريفية في شمال غرب وجنوب شرق كولورادو قد تُشكّل هذا المستقبل، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
جدير بالذكر أن توليد الكهرباء من الطاقة النووية يشهد انتعاشًا مع وجود 413 مفاعلًا في 32 دولة بجميع أنحاء العالم، تُنتج حاليًا نحو 10% من الكهرباء العالمية.
في السنوات الأخيرة، بلغ عدد المفاعلات الجديدة قيد الإنشاء 56 مفاعلًا، بحسب مقال بعنوان "نهضة توليد الطاقة النووية مستمرة" لمراسل شؤون الطاقة لدى صحيفة دنفر غازيت الأميركية (envergazette)، سكوت وايزر.
وتمتلك الولايات المتحدة أكبر أسطول، في 92 مفاعلًا عامًلا، مع استكمال اثنين آخرين ويخضعان للاختبار ومن المتوقع تشغيلهما في الشهرين المقبلين.
حلول الطاقة المتقدمة في ريف ولاية كولورادو
ينتظر مشروع قانون بعنوان "تقييم حلول الطاقة المتقدمة في ريف كولورادو"، برعاية السيناتور الجمهوري رود بيلتون، من بلدة شايان ويلز، توقيع حاكم ولاية كولورادو بعد تمريرها في مجلسي النواب والشيوخ بدعم ساحق من الحزبين.
ويتطلب الأمر من مكتب كولورادو للطاقة دراسة الخيارات، بما في ذلك الغاز الطبيعي مع احتجاز الكربون، والطاقة الحرارية الأرضية، والهيدروجين النظيف، والطاقة النووية المتقدمة -وكذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية- في شمال غرب كولورادو وجنوب شرقها.
وقال بيلتون: "يحاول مشروع القانون هذا التقاط كل ما سبق، ومعرفة ما هو منطقي وما هو اقتصادي".
وأكد أنّ "الطاقة النووية هي المنتج الاقتصادي الحقيقي التالي للطاقة. وتُظهر المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة التي بدأت في الخدمة، الكثير من الأمل ".
وقال مدير مكتب الطاقة في كولورادو، الذي أدلى بشهادته لصالح مشروع "تقييم حلول الطاقة المتقدمة في ريف كولورادو"، ويل تور، إن استكشاف خيارات التوليد بدوام كامل في المناطق التي تضررت بشدة من إغلاق محطات توليد الكهرباء بالفحم والمناجم التي خدمت الولاية لأكثر من قرن هو فكرة جيدة.
وقال السيناتور الجمهوري، رود بيلتون: "نعتقد أن الطاقة الحرارية الأرضية والنووية والهيدروجين النظيف والغاز مع احتجاز الكربون والتخزين طويل الأمد يمكن أن تؤدي دورًا، وأعتقد أننا مهتمون باستكشاف دور كل هذه التقنيات".
ويعتقد بيلتون أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية يمكن أن توفر ما يصل إلى 85% من الطاقة التي يحتاج إليها سكان كولورادو، مع استقرار الشبكة والسعة الاحتياطية، التي توفرها في الوقت الحالي مولدات توربينات الغاز الطبيعي.
وأوضح أنّ توربينات الغاز قد تضطر إلى العمل بنسبة 5% فقط من الوقت لتوفير الكهرباء عند ذروة الطلب أو أوقات مدخلات متجددة منخفضة،" بحسب مراسل شؤون الطاقة لدى صحيفة دنفر غازيت الأميركية (envergazette)، سكوت وايزر.
وأضاف: "نتطلع إلى الفترة الزمنية من 2030 إلى 2040 ونحاول الانتقال من 84% و85% من خفض الانبعاثات نحو شبكة محايدة كربونيًا بالكامل".
وأشار إلى التقنيات التي يمكن أن تؤدي دورًا في تحقيق نسبة 10% إلى 15% الأخيرة اللازمة للوصول إلى توليد كهرباء محايد كربونيًا بنسبة 100%، وأن الطاقة النووية تُعَد إحدى تلك التقنيات.
توليد الكهرباء من الطاقة النووية
يقول معارضو الطاقة النووية إن هناك خيارات أفضل وأرخص ثمنًا وأكثر أمانًا في الأفق؛ بما في ذلك البطاريات على نطاق المرافق والهيدروجين النظيف بصفتها وقودًا لمحطات الكهرباء.
وقال الرئيس السابق للهيئة التنظيمية للطاقة النووية الأميركية، مؤسس شركة ماكسيان للطاقة النظيفة، الدكتور غريغ جاسكو: "الحقيقة هي أن الطاقة النووية ليست نظيفة أو آمنة أو ذكية، ولكنها تقنية معقدة للغاية مع إمكان التسبب في ضرر كبير."
وأضاف: "ربما الأهم من ذلك، أن الطاقة النووية ليست جزءًا من أي إستراتيجية مجدية يمكن أن تواجه تغير المناخ".
تجدر الإشارة إلى أنّ المنظمات البيئية، بما في ذلك السلام الأخضر "غرينبيس"، اعترضت على تقدم الطاقة النووية منذ السبعينيات، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلنت منظمة السلام الأخضر أنّ "الطاقة النووية ليس لها مكان في مستقبل آمن ونظيف ومستدام"، و"أنها باهظة الثمن وخطيرة، ولِكَوْن التلوث النووي غير مرئي لا يعني أنه نظيف."
في أوروبا، ترفع منظمة السلام الأخضر دعوى قضائية ضد المفوضية الأوروبية، زاعمة أن الطاقة النووية بصفتهًا مصدرًا للطاقة النظيفة تنتهك متطلبات "عدم إلحاق ضرر كبير" بقانون المناخ للاتحاد الأوروبي واتفاقية باريس للمناخ لعام 2015.
وأوضح مدير سلامة الطاقة النووية في "اتحاد العلماء المعنيين" -وهي مؤسسة غير ربحية- إدوين ليمان، أن موقف المجموعة محايد ولكنه يقظ.
وأعرب عن مخاوفه بشأن كل من أمن محطة الطاقة النووية وتخزين الوقود المستهلك، فضلًا عن احتمال تجاوز التكاليف وإطالة عمر خدمة المفاعلات الحالية بسبب المخاوف بشأن الاستقرار والسلامة في نهاية عمر محتمل يبلغ 80 عامًا.
تَعَذُّر الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة
في بعض الأحيان يشك خبراء الطاقة في إمكان توليد كهرباء محايدة كربونيًا فعليًا دون الطاقة النووية.
قال رئيس بيريغرين للاستشارات في بلدة سيبروك، بولاية تكساس، وهي شركة استشارية لتخطيط موارد المرافق، تشارلز غريفي، إن طاقة الرياح والطاقة الشمسية وحدهما غير قادرتين على توفير الكهرباء الثابتة المطلوبة للحفاظ على تشغيل الشبكة الكهربائية.
ويعتقد غريفي أن مصادر الطاقة المتجددة لا توفر القدرة على تلبية التغيرات المتلاحقة في النظام الكهربائي للحفاظ على شبكة مستقرة.
وأضاف غريفي أن مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن تتطلب ما يصل إلى 80-90% من السعة الاسمية في مولدات الكهرباء الاحتياطية للشركة في غياب هبوب الرياح وسطوع الشمس.
في المقابل، يشير مؤيدو الطاقة المتجددة إلى أن تقنية بطارية في المرافق لديها القدرة على الاستجابة بسرعة لتغيرات الحمل ويمكن أن توفر ميزات متابعة الحمل واستقرار الشبكة.
وتوفر بطاريات أيونات الليثيوم الحالية في المرافق نحو 4 إلى 6 ساعات من الكهرباء، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وتَعِد التقنيات الناشئة، مثل بطاريات الحديد الهوائية التي تختبرها شركة إكسل إنرجي، بتوفير ما يصل إلى 100 ساعة من الكهرباء.
استقرار الطاقة النووية وفائدتها
تمثّل الطاقة النووية أحد المصادر القليلة واسعة النطاق للكهرباء منخفضة الكربون، التي يمكن أن تعمل بشكل مستمر، بغض النظر عن الظروف الجوية.
وتتمتع الطاقة النووية بقدرتها على أداء دور مهم في الوصول إلى الحياد الكربوني، وفقًا لخبراء الصناعة، مثل مستشار تقني أول في معهد الطاقة النووية، الرابطة التجارية لصناعة الطاقة النووية التجارية في الولايات المتحدة، إيفريت ريدموند.
قال ريدموند: "تمتلك الطاقة النووية القدرة على الارتباط بشكل جيد مع الرياح والطاقة الشمسية".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى كل مصادر التوليد هذه، ولكن في الواقع يجب أن تكون الطاقة النووية جزءًا من هذا المزيج من أجل إزالة الكربون من قطاعي الكهرباء والطاقة."
في الولايات المتحدة، يتم إنتاج كهرباء الحِمْل الأساسي، حاليًا، من محطات توليد الكهرباء بالفحم والغاز الطبيعي، مع توفير نحو 20% من الطاقة النووية، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
في ولاية كولورادو الأميركية، جاء 69.7% من الكهرباء من الغاز الطبيعي والفحم في عام 2022، بينما وفرت مصادر الطاقة المتجددة 30.3% من كهرباء الولاية العام الماضي.
وقال مسؤولو إدارة معلومات الطاقة الأميركية إنه بدءًا من يناير/كانون الثاني، أنتج 92 مفاعلًا أميركيًا 18.2% من إجمالي توليد الكهرباء.
إضافة إلى ذلك، توفر الطاقة النووية 50% من الكهرباء النظيفة لأميركا، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في مقابلة مع صحيفة دنفر غازيت، قال رئيس شركة إكسل إنرجي في كولورادو، روبرت كيني: "بوجود توليد كهرباء الحِمْل الأساسي، حتى في عصر مصادر الطاقة المتجددة، من المحتمل أن هذه الموارد لا تزال متقطعة وما زلنا ملزمين بتوفير موثوقية بنسبة 99.99%."
وأضاف أن هذا "أحد الأسباب التي أعتقد أن الطاقة النووية تصبح مصدرًا جذابًا للحمل الأساسي."
من ناحيتها، تعمل شركة إكسل إنرجي على تشغيل محطات الطاقة النووية منذ السبعينيات. وتوفر 3 مفاعلات، في موقِعيْن في ولاية مينيسوتا، الكهرباء لما يقرب من 30% من عملاء إكسل إنرجي في منطقة الغرب الأوسط العليا.
بدورها، تقوم وزارة الطاقة الأميركية، في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، بالترويج وتوفير التمويل لمشروعات المفاعلات النووية المتقدمة، بحسب مراسل شؤون الطاقة لدى صحيفة دنفر غازيت الأميركية (envergazette)، سكوت وايزر.
ويدعم برنامج الائتمان النووي المدني (سي إن سي) الذي تبلغ تكلفته 6 مليارات دولار العمليات المستمرة لمنشآت الطاقة النووية الآمنة والموثوقة، مع الحفاظ على الآلاف من وظائف الطاقة النظيفة ذات الأجور الجيدة، مع تجنب انبعاثات الكربون.
ويُعَد الأسطول الأميركي الحالي من المفاعلات النووية موردًا حيويًا لتحقيق هدف الرئيس الأميركي بايدن المتمثل في توليد كهرباء نظيفة بنسبة 100% بحلول عام 2035، واقتصادًا خاليًا من الانبعاثات بحلول عام 2050، وفقًا لبيان صحفي صادر عن وزارة الطاقة الأميركية.
التكنولوجيا الحديثة تقلل من المخاطر
يرى مؤيدو الطاقة النووية أنّ المخاوف البيئية مبالغ فيها وأن الطاقة النووية بديل آمن وناضج لتوليد الكهرباء بالوقود الأحفوري، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
في مقابلة مع صحيفة دنفر غازيت، قال أستاذ الهندسة النووية في كلية كولورادو للمناجم، الدكتور جيفري كينغ: "تُعَد الطاقة النووية بشكل عام واحدة من أكثر أشكال توليد الكهرباء أمانًا"، مشيرًا إلى أنه "لا توجد محطة طاقة نووية تجارية قتلت أي شخص في الولايات المتحدة، أو حتى في الغرب."
وقال السيناتور الجمهوري رود بيلتون: "إن التكنولوجيا النووية تقدمت في السنوات التي تلت كارثة تشيرنوبيل في عام 1986، والمفاعلات المتقدمة اليوم آمنة.
موضوعات متعلقة..
- خبير لـ"الطاقة": توليد الكهرباء من الطاقة النووية في مصر هدف طموح "تأخر 50 عامًا"
- انقطاعات توليد الكهرباء من الطاقة النووية في أميركا تتراجع 19% خلال صيف 2022
- توليد الكهرباء من الطاقة النووية يتراجع إلى أدنى مستوى في 4 عقود
اقرأ أيضًا..