الغاز المسال في موزمبيق يتلقى دعمًا يابانيًا.. ومشروع توتال أول المستفيدين
هبة مصطفى
تستعد مشروعات الغاز المسال في موزمبيق لمرحلة جديدة قد تحرّك المياه الراكدة، لا سيما أن الدولة الواقعة جنوب شرق أفريقيا تعاني بشدة تداعيات الأعمال الإرهابية على خطط التطوير.
وأبدى رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، استعداد بلاده لدعم مشروعات الغاز لدى الدولة الأفريقية -ومن بينها مشروع شركة توتال إنرجي الفرنسية- كما دعا المستثمرين في طوكيو إلى المشاركة في هذه المشروعات، وفق ما نقلت عنه صحيفة إنرجي كابيتال أند باور (Energy Capital & Power).
ورغم العراقيل والتحديات، تسعى مابوتو إلى الانتقال بخريطة التطوير إلى خارج حدود الدولة الأفريقية، وعززت طموحاتها بالانضمام قبل أشهر إلى مجموعة الدول المصدرة للغاز المسال، حسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
دعم ياباني
تعهّد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، بتقديم الدعم اللازم لاستئناف مشروع الغاز المسال في موزمبيق الذي تقوده شركة توتال إنرجي الفرنسية، وتشارك فيه شركة ميتسوي -ومقرها طوكيو- بحصة قدرها 20%، وحجم استثمار يصل إلى 20 مليار دولار.
وتسببت الأعمال التخريبية وما تعانيه المناطق الشمالية للبلاد من تهديدات أمنية في توقف بناء المشروع، ما دفع كيشيدا إلى إعلان تقديمه دعمًا لموزمبيق من نوع آخر، إذ شدد على دعم المشروع بالتوازي مع تقديم حزمة مالية أخرى لمواجهة الأعمال الإرهابية.
ويتفق هذا مع ما أعلنته حكومة مابوتو مؤخرًا حول تلقيها دعمًا حكوميًا يابانيًا في صورة معدات وسفن للمراقبة البحرية، بما يصل إلى 800 ألف دولار.
وأوضح أن الاستقرار الأمني يشكّل أهمية كبرى لمشروعات بلاده في شمال الدولة الأفريقية، إذ اتفق كيشيدا مع الرئيس الموزمبيقي "فيليب نيوسي" على تطوير مشروعات الغاز الطبيعي البحرية.
ولم يقتصر الدعم الياباني لمشروعات الغاز المسال في موزمبيق على دعم الحقول البحرية ومشروع توتال إنرجي فقط، لكن الدولة الآسيوية تُخطط أيضًا إلى تعزيز المشروع بمرافق إنتاجية.
مشروع توتال إنرجي
طالما طمحت موزمبيق إلى الانضمام لنادي مُنتجي الغاز المسال عالميًا عبر رفع إنتاجه محليًا إلى 30 مليون طن سنويًا، غير أن الأعمال الإرهابية التي انتشرت في البلاد منذ عام 2017 شكلت تحديًا كبيرًا أمام هذا الطموح.
وفي مارس/آذار عام 2021، قالت شركة توتال إنرجي الفرنسية، في مارس/آذار الماضي، إنها ستوقف مشروع الغاز المسال في موزمبيق، مرجعة ذلك إلى الأعمال الإرهابية في عدد من المناطق القريبة من محيط المشروع.
ويوضح المقطع المصور التالي -المنشور عبر قناة شركة توتال الفرنسية على يوتيوب- تفاصيل مشروعها في موزمبيق:
وعقب ذلك بشهر واحد (في أبريل/نيسان 2021)، أعلنت الشركة الفرنسية حالة القوة القاهرة للمشروع وتأجيل الإنتاج لمدة تزيد على عام، مع استمرار تدهور الأوضاع الأمنية، كما قررت سحب موظفيها من مواقع العمل.
ويبلغ حجم استثمارات توتال بمشروع الغاز المسال في موزمبيق نحو 20 مليار دولار، وعوّلت عليه الدولة الأفريقية كثيرًا، إذ يُسهم -وفق خططه- بنحو نصف مستهدف مابوتو من الإمدادات بحلول عام 2024.
تصدير الغاز المسال
أسهم تشغيل مشروع محطة الغاز المسال في موزمبيق "محطة كورال ساوث العائمة" في دخولها نادي الدول المُصدرة، في الربع الأخير من العام الماضي 2022.
ووفق تقرير أوابك -الصادر مؤخرًا وحصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه- صدّرت الدولة الأفريقية ما يقرب من 0.56 مليون طن من الغاز المسال خلال الربع الأول من العام الجاري 2023، مستفيدة من تشغيل المحطة العائمة التي تصل سعتها إلى 3.4 مليون طن سنويًا.
ومع تشغيل المحطة، انطلقت الشحنات -الأولى من نوعها بين دول شرق أفريقيا- لتغذي الأسواق الأوروبية ومن بينها: (إيطاليا، وكراوتيا)، بالإضافة إلى أسواق آسيوية وأبرزها: الهند، وكوريا الجنوبية.
ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- وجهات صادرات الغاز المسال من موزمبيق خلال الربع الأول من العام الجاري 2023، طبقًا لبيانات أوابك:
توتال إنرجي تشتكي جشع المقاولين بمشروع الغاز المسال في موزمبيق
وكان الأمين العام لمنتدى الدول المُصدرة للغاز محمد هامل، قد أشاد -عبر تصريحات له في مارس/آذار الماضي- بانضمام موزمبيق إلى المنتدى في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي 2022.
وتوقع هامل أن يشهد تطور قطاع الغاز المسال في موزمبيق تطورًا، إلى أن يصل بالدولة الأفريقية إلى تقلدها موقع أكبر خامس المُصدرين بحلول عام 2040.
اقرأ أيضًا..
- خط أنابيب غاز شرق المتوسط مهدد بالتوقف.. وخبيران للطاقة: في صالح مصر
- عقود الغاز المسال طويلة الأجل تنتعش من جديد.. وطفرة في سلطنة عمان (تقرير)
- إنتاج النفط الأميركي يرتفع.. ولهذه الأسباب لا تهتم أوبك ببياناته (تقرير)
- النفط الليبي يستهدف زيادة الإنتاج 8% بحلول نهاية 2023