كشف أسباب انهيار توربين مزرعة رياح إيميرديك الهولندية

بعد نحو 4 أشهر ونصف الشهر على انهيار توربين مزرعة رياح إيميرديك الهولندية، كشفت الشركة المُصنعة للمنشأة النقاب عن الأسباب الحقيقية التي قادت إلى الحادث الذي نجم عنه تشغيل المزرعة بالكلية.

وتمثّل مزارع الرياح البحرية ركيزة أساسية في إستراتيجية هولندا الطموحة لفطم نفسها عن الوقود الأحفوري، ومساعدتها في مسار تحول الطاقة وأهداف الحياد الكربوني.

وعزت شركة فيتنفال، المالكة والمشغلة لمزرعة رياح إيميرديك الواقعة بالقرب من بلدية زيفولده في مقاطعة فليفولاند الهولندية، انهيار توربين الرياح في المزرعة إلى "خلل في نظام التحكم"، وفق ما نشره موقع "ري نيوز بي آي زاد" re NEWS.BIZ.

ونتج الحادث، الذي شهدته مزرعة رياح إيميرديك في 4 يناير/كانون الثاني (2023)، عن وجود خلل في أحد مكونات النظام الذي يتحكم في وضعية شفرات التوربين، ويختص بتدويره "بعيدًا عن الرياح"، ما تسبب في وقف عمله في الحال، حسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

توقف عمل التوربين

ذكرت فيتنفال -أكبر منتج للكهرباء في السويد- في بيان: "في 4 يناير/كانون الثاني (2023)، زادت الرياح بقوة، وتوقف نظام التشغيل في مزرعة الرياح عن العمل".

وأوضحت فيتنفال: "ونتيجة لذلك، لم يعد بالإمكان ضبط شفرات التوربين على وضعية مختلفة، لتصطدم نتيجة لذلك بكميات كبيرة جدًا من الرياح".

وتُعد السيطرة على الشفرات أهم طريقة على الإطلاق لإبطاء سرعة التوربين، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومع ذلك تشتمل توربينات مزارع الرياح -أيضًا- على فرامل ميكانيكية، ورغم أن الفرامل كانت في وضعية نشطة، فإنها لم تكن قادرة -بعد- على وقف عمل التوربين.

ومن ثم تضاعفت الكهرباء المُنتَجة بالمولدات، عن الكمية المناسبة لقدرات الأخيرة، ما قاد -في النهاية- إلى فشلها وظيفيًا.

وبدأت شفرات التوربينات في الدوران بوتيرة أسرع وأسرع، حتى تعرض إحداها للكسر في النهاية.

وبناء عليه تعرّض التوربين لخلل شديد، نتج عنه انكسار الجزء العلوي منه -أيضًا-.

توربين ثنائي الشفرات

تُعد مزرعة رياح إيميرديك الهولندية الوحيدة من نوعها في البلاد التي استعملت لها فيتنفال هذا النوع من التوربين ثنائي الشفرات، يصل ارتفاع كل منها إلى 55 مترًا.

وتتكون معظم مزارع الرياح من توربينات ثلاثية الشفرات، وتكون كل شفرة نظام التحكم الخاص بها.

وعليه فإنه إذا ما فشل أحد أنظمة التحكم في شفرة من شفرات التوربين، تساعد الشفرتان الأخريان على استمرار عمل التوربين، ومن ثم تمنعان حصول حوادث كتلك التي تعرضت لها مزرعة رياح إيميرديك الهولندية.

يُذكر أنه كان من المُخطط هدم التوربينات في مزرعة الرياح الهولندية في وقت لاحق من العام الجاري (2023).

وفي أعقاب الحادث مباشرة، جرى غلق التوربينات الـ16 الأخرى في مزرعة رياح إيميرديك الهولندية.

وكان الناطق باسم فيتنفال روبرت بورتييه، قد عقّب على ملابسات وقوع الحادث بقوله: "في 4 يناير/كانون الثاني (2023)، وحينما كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحًا، انهار أحد توربيني مزرعة رياح إيميرديك".

وأضاف بورتييه: "في 5 يناير/كانون الثاني (2203)، شرعت الشركة المُصنعة في إزالة حُطام التوربين، التي ستُخزن للاستعانة بها في التحقيقات، وجرى وقف كل التوربينات الأخرى، وضبطها على الوضعية الآمنة".

معلومات عن المزرعة

فيما يلي بعض المعلومات ذات الصلة بمزرعة رياح هولندا المتوقفة عن العمل:

• لا تبدو إيميرديك مزرعة رياح عادية، نظرًا إلى أن الصواري كلها تتفاوت تفاوتًا طفيفًا من حيث اللون، ما يجعل توربينات الرياح كافة تعمل معًا في تناسق إلى حد ما مثل قوس قزح.
• يعتمد اختيار الألوان وتصميم مزرعة الرياح على ألوان الريف المحيط.
• تتألف مزرعة الرياح من 18 توربينًا، تمتد جميعها لتغطي مساحة 4.5 كيلومترًا بطول سد إيميرديك.
• بالإضافة إلى صواريها الملونة، تختلف مزرعة رياح إيميرديك الهولندية عن مزارع الرياح الأخرى، نظرًا إلى أن التوربينات المُصنعة من قبل شركة "نيد ويند" لديها ريشتان دوارتان لكل منها.

قطاع حيوي

تمتلك هولندا خططًا طموحة تستهدف من خلالها الوصول بإجمالي سعة طاقة الرياح البحرية إلى نحو 10 غيغاواط بحلول نهاية العقد الجاري (2030).

في غضون ذلك، تمتلك هولندا مزارع رياح بحرية عاملة قبالة سواحل مقاطعة نورد هولاند، علاوة على مزارع رياح قيد الإنشاء، كانت ثمرة سلسلة من المناقصات التي طرحتها أمستردام في السنوات الأخيرة، بسعة تلامس 3 غيغاواط.

وتعوّل الحكومة على مشروعات مزارع الرياح الجديدة في توفير الكهرباء للقطاعات الصناعية الكائنة في منطقتي بوتليك وقناة بحر الشمال؛ ما يمكّنها من تقليص اعتمادها على الغاز.

موضوعات متعلقة..

• خطة لمضاعفة قدرات الرياح البحرية في هولندا
• بي بي البريطانية تنضم إلى سباق الرياح البحرية في هولندا
• هولندا تتوسع في طاقة الرياح البحرية بتطوير 3 مزارع قبالة سواحلها

اقرأ أيضًا..

• خط أنابيب غاز شرق المتوسط مهدد بالتوقف.. وخبيران لـ"الطاقة": في صالح مصر
• الألواح الشمسية العائمة يمكنها توفير الكهرباء لأكثر من 6 آلاف مدينة عالمية (تقرير)
• إنتاج النفط الأميركي يرتفع.. ولهذه الأسباب لا تهتم "أوبك" ببياناته (تقرير)