قطر للطاقة تسلم شحنة غاز مسال غير مسبوقة.. "تحمل شهادة انبعاثات"
طريقة جديدة تبنتها 3 شركات بصفتها معيارًا مشتركًا للانبعاثات
هبة مصطفى
تسعى شركة قطر للطاقة إلى تطبيق نظام منهجي من شأنه خفض انبعاثات شحنات الغاز المسال، وسلّمت شركة بافيليون إنرجي -ومقرها سنغافورة- أولى الشحنات من هذا النوع، حسبما أعلنت الأخيرة على موقعها الإلكتروني اليوم (الثلاثاء 16 مايو/أيار 2023).
ووصلت الشحنة إلى محطة "سنغافورة للغاز المسال" مصحوبة ببيان تفصيلي (أو شهادة) حول حجم انبعاثات الشحنة، في محاولة من شركات الطاقة لإضفاء الاعتبارات البيئية إلى صناعة الغاز الضرورية لعملية الانتقال، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويتتبع البيان حجم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لشحنات الغاز المسال، بدءًا من عملية الإنتاج واستخراج الإمدادات من الآبار والحقول، حتى محطات تفريغ الشحنات.
شراكة ثلاثية لخفض الانبعاثات
اتفقت كل من: (قطر للطاقة، وشيفرون الأميركية، وبافيليون إنرجي) على التوسع في نشر بيان حجم الانبعاثات، والعمل على تحويله إلى معيار مشترك يرصد الانبعاثات على مدار سلسلة القيمة شحنات الغاز المسال.
وتتضمّن منهجية عمل البيان التيقن من بيانات الانبعاثات ورصدها في إطار مساعي خفض غازات الاحتباس الحراري مدفوعة بمعايير الشفافية، إذ أُسس على منهجية قابلة للنشر على نطاق واسع.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم انبعاثات الميثان لنحو 12 دولة مُنتجة للنفط والغاز، عام 2021:
ومن شأن معيار الانبعاثات المصاحب لشحنات الغاز المسال الترسيخ لإستراتيجيات مستقبل منخفض الكربون، خاصة بين الشركات العاملة في قطاع الغاز الذي يعده محللون وقودًا انتقاليًا.
وبدأ نشر بيان الانبعاثات قبل عامين، خلال 2021، ومنذ ذلك الحين طُبق على تسليمات 6 شحنات للغاز المسال.
واستقبلت شركة بافيليون إنرجي، اليوم الثلاثاء، أولى الشحنات المصحوبة ببيان تفصيلي يتتبع انبعاثاتها بدءًا من الآبار التابعة لشركة قطر للطاقة، حتى وصولها إلى محطة سنغافورة للغاز المسال.
وقود انتقالي
أكد الرئيس التنفيذي لشركة بافيليون إنرجي، آلان هينغ، أن إقران شحنات الغاز المسال ببيان الانبعاثات يأتي في إطار تحمل الشركات مسؤوليتها عن الانبعاثات الكربونية.
وأضاف أن الغاز يُعد وقودًا رئيسًا للاقتصادات منخفضة الكربون لسنوات مقبلة، ما يتطلب ضرورة اتباع سبل من شأنها خفض الانبعاثات خلال توسعات تجارته وتصدير واستقبال شحناته.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020، وقعت قطر للطاقة وبافيليون اتفاقية توريد 1.8 مليون طن من الغاز المسال القطري إلى الشركة السنغافورية سنويًا، بعد ترسية مناقصة بشأن تقليص انبعاثات شحنات الغاز المسال على الشركة القطرية.
وعقب ذلك بعام واحد (في 2021)، وقعت الشركة السنغافورية وشركة شيفرون الأميركية اتفاق توريد شحنات غاز مسال إلى الأولى، يُقدّر بنحو 500 ألف طن سنويًا، على أن يبدأ سريان الاتفاق من العام الجاري 2023 ويستمر لمدة 6 سنوات.
وتضمّن الاتفاق الموقع منذ عامين، تسليم شيفرون الشحنات إلى بافيليون مقترنة ببيان الانبعاثات التتبعي للشحنة بدءًا من استخراج الإمدادات عند الآبار لحين تفريغ الشحنات.
جهود قطرية
في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021، أعلنت شركة قطر للطاقة إطلاق معيار مشترك لقياس انبعاثات شحنات الغاز المسال، واتفقت مع بافيليون إنرجي وشيفرون على إقران بيان واضح بكميات انبعاثات سلسلة القيمة مع الشحنات.
ونُظر حينها إلى هذه المنهجية بصفتها الأولى من نوعها للتطبيق على تجارة الغاز المسال، وانتقدت مجموعات بيئية المنهجية التي قد تُستعمل لحساب كميات تعويضات الكربون في وقت لاحق، وبرروا انتقاداتهم بأن تعويضات الكربون تعزز استمرار صناعة الوقود الأحفوري.
وتواصل شركة قطر للطاقة توسعاتها في تجارة الغاز المسال العالمية، ووقعت اليوم الثلاثاء أيضًا عقدًا لتطوير مشروع حقل الشمال الجنوبي، بما ينظم عملية الهندسة والمشتريات والإنشاءات.
ويضم الحقل -الذي يُعد رافدًا رئيسًا لصادرات الشركة من الغاز المسال- خطي إنتاج عملاقين، تبلغ سعتهما الإجمالية 16 مليون طن سنويًا.
ومن شأن حقلي الشمال الجنوبي والشرقي رفع الطاقة الإنتاجية للدولة الخليجية، من 77 مليون طن سنويًا في الآونة الحالية إلى 126 مليون طن سنويًا في أعقاب انتهاء تطويرهما.
اقرأ أيضًا..
- النفط الروسي يضع الهند في ورطة.. وأوروبا تلوح بالعقوبات
- واردات الغاز المسال العالمية تحقق رقمًا قياسيًا في أبريل 2023
- الكشف عن أكبر بطارية لتخزين الكهرباء في أوروبا وموعد تشغيلها
- عودة إيران لاحتجاز ناقلات النفط تُنذر بكارثة.. ولواء أميركي سابق يهدد بالقواعد العسكرية