استثمارات النفط والغاز العالمية ترتفع 140 مليار دولار خلال عامين (تقرير)
ريستاد إنرجي تحذر الشركات من الركون لطفرة مؤقتة غير مضمونة
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
شهدت استثمارات النفط والغاز العالمية طفرة كبيرة، خلال عامي 2022 و2023، لتعزيز أمن الإمدادات، بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي لم تهدأ منذ اندلاعها في فبراير/شباط 2022.
وأظهرت بيانات حديثة صادرة عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، زيادة الاستثمارات المتوقعة في قطاع النفط والغاز العالمي بمقدار 140 مليار دولار خلال عامي 2022 و2023.
وتوقعت ريستاد إنرجي -قبل الحرب- وصول الاستثمارات العالمية في النفط والغاز إلى إجمالي 945 مليار دولار خلال عامي 2022 و2023، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ارتفاع الاستثمارات إلى 1.1 تريليون دولار
أربكت الحرب الأوكرانية حسابات الأوروبيين وشركات النفط والغاز الدولية والوطنية التي وقعت في مأزق التضحية بأهداف خفض الانبعاثات جزئيًا لصالح الحفاظ على أمن إمدادات الطاقة في ظروف عالمية مضطربة.
وقبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، كان من المتوقع أن تسجّل استثمارات العالم في النفط والغاز 470 مليار دولار في عام 2022، قبل أن ترتفع إلى 475 مليار دولار العام الجاري.
ورصد تقرير ريستاد إنرجي ارتفاع استثمارات النفط والغاز عالميًا بعد اندلاع الحرب الأوكرانية إلى إجمالي 1.1 تريليون دولار خلال عامي 2022 و2023، بزيادة قدرها 140 مليار دولار عن تقديرات ما قبل الحرب.
وفي السياق ذاته، أشارت تقديرات منتدى الطاقة الدولي إلى ارتفاع استثمارات النفط والغاز حول العالم بنسبة 39% خلال العام الماضي، لتصل إلى 499 مليار دولار، داعيًا إلى زيادتها عند 640 مليار دولار بحلول عام 2030، لضمان أمن الإمدادات.
ويوضح الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، الاستثمارات العالمية النفط والغاز حتى 2030:
النفط الصخري يجتذب 80 مليار دولار
اجتذب إنتاج النفط الصخري أغلب الاستثمارات العالمية الإضافية في قطاع النفط والغاز خلال العامين الماضي والحالي.
وجذب إنتاج النفط الصخري أكثر من 70% من الاستثمارات العالمية الإضافية في عامي 2020 و2023، ما يعادل 80 مليار دولار.
وزادت الاستثمارات العالمية في هذا القطاع مع ارتفاع نشاط الحفر والاستكشاف بنسبة 30%، كما قفزت أسعار خدمات حقول النفط بنحو 50%، مع اضطرابات سلاسل التوريد وتسارع التضخم العالمي.
في المقابل، استحوذت مشروعات إنتاج النفط والغاز من الحقول البحرية على 40 مليار دولار، في حين استحوذت الأنشطة البرية على 20 مليار دولار من الاستثمارات المرصودة لعامي 2022 و2023.
الطفرة مؤقتة وليست مضمونة
حذرت ريستاد إنرجي المستثمرين وشركات النفط والغاز الدولية والوطنية من الركون إلى زيادة الاستثمارات العالمية في القطاع منذ العام الماضي، بوصفها طفرة مؤقتة مرتبطة بظروف استثنائية لن تستمر طويلًا.
وتتوقع شركة الأبحاث تراجع الاستثمارات العالمية في الوقود الأحفوري خلال سنوات قليلة، استنادًا إلى تقديرات بزيادة الاستثمارات البديلة في مشروعات الطاقة المتجددة.
وتنصح ريستاد إنرجي شركات خدمات الحقول بالاستفادة من طفرة استثمارات النفط والغاز خلال السنوات القليلة المقبلة، مع إبقاء عينها مفتوحة على المستقبل الذي يشير إلى أن ثورة الطاقة الخضراء لا مفر منها على حد تعبيرها.
وتستشعر شركة الأبحاث موجة ضخمة من الاستثمارات العالمية في مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات المرتبطة بها حتى عام 2030، وخاصة بعد إعلان الولايات المتحدة أكبر حزمة إعفاءات ضريبية في تاريخها لصالح مشروعات الطاقة النظيفة.
وأقر الرئيس الأميركي جو بايدن، في أغسطس/آب 2022، قانون خفض التضخم الذي تضمّن حزمة حوافز مغرية تصل إلى 370 مليار دولار لدعم نشر تقنيات الطاقة المتجددة في البلاد بحلول عام 2030.
وبدأت شركات أوروبية في الهجرة إلى الولايات المتحدة منذ العام الماضي، في إطار المنافسة على حجز أكبر قدر ممكن من المقاعد المستقبلية المربحة التي يضمنها أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
لهذا السبب تنصح ريستاد إنرجي شركات الخدمات النفطية بضرورة الموازنة والتكيف للاستفادة من التيار الأخضر المتصاعد عالميًا، بالتوازي مع تقييم عروض النفط والغاز الحالية.
موضوعات متعلقة..
- استثمارات النفط والغاز العالمية تواجه 5 عقبات جديدة (تقرير)
- سلطان الجابر: انخفاض استثمارات النفط والغاز وراء تقلبات أسواق الطاقة
- رئيس أرامكو يوجه رسائل حاسمة بشأن استثمارات النفط والغاز وتحول الطاقة (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- لماذا تتراجع أسعار النفط رغم الخفض الطوعي لبعض دول أوبك+؟ أنس الحجي يجيب
- وزير الطاقة السعودي: صادراتنا من الهيدروجين إلى أوروبا ستنطلق عبر دولتين
- الكهرباء في غزة تستغيث بالمجتمع الدولي من أجل تأمين الوقود للمحطات