خط أنابيب نفط شرق أفريقيا حلم يراود الكونغو.. هل تحققه توتال إنرجي؟
محمد عبد السند
ما تزال جمهورية الكونغو الديمقراطية تتشبث بحُلم استعمال خط أنابيب نفط شرق أفريقيا "إيكوب" لتصدير إنتاجها من الخام، عبر الدخول في مباحثات متواصلة مع الدول المساهمة في المشروع: أوغندا وتنزانيا وجنوب السودان.
لكن توتال إنرجي، عملاقة الطاقة الفرنسية المسؤولة عن تشغيل المشروع، لها رأي آخر، إذ تقف حجر عثرة أمام استعمال برازافيل "إيكوب"، من خلال رفضها المشاركة في المشروعات النفطية التي ينفذها البلد الواقع شرق أفريقيا.
وفي هذا السياق، تدخل جمهورية الكونغو الديمقراطية في جولة مباحثات جديدة مع جارتها أوغندا بشأن إمكان استعمال خط أنابيب نفط شرق أفريقيا "إيكوب" المُخطط إنشاؤه، بُغية تصدير إنتاجها النفطي، حسبما أوردت وكالة رويترز.
وتطوّر أوغندا "إيكوب" الذي يمتد بطول 1445 كيلومترًا، وبُكلفة إجمالية تلامس 3.5 مليار دولار أميركي، وسيبدأ من حقول النفط في حوض ألبرتين المتصدع على حدودها الغربية المتاخمة للكونغو، وصولاً إلى ميناء تانغا البحري التنزاني على المحيط الهندي.
وسيختص "إيكوب" بنقل النفط الخام الأوغندي إلى الأسواق العالمية، حينما تشرع كامبالا في إنتاج النفط في عام 2025.
مباحثات لا تهدأ
تقابل وزير الهيدركربونات الكونغولي ديدييه بوديمبو مع نظيرته الأوغندية روث نانكابيروا سينتامو، وتركزت المناقشات بينهما على سُبل استعمال خط أنابيب نفط شرق أفريقيا من قبل برازافيل، حسبما ورد في بيان نشرته الوزارة الكونغولية يوم الثلاثاء 9 مايو/أيار (2023) على حسابها بموقع "تويتر".
وقال البيان: "أوغندا أقرّت بحاجة جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى استعمال خط أنابيب نفط شرق أفريقيا المُنتَج من مواقع الاستكشاف النفطية الواقعة في منطقة ألبرتين غرابن الكونغولية".
وتتشارك الكونغو وأوغندا في حوض ألبرتين غرابن الغني بالنفط.
وسوف تتناقش الفرق الفنية من البلدين، ثم تُعدّان تقارير تمهيدًا لتقديمها إلى الوزيرين في الكونغو وأوغندا اللذين سيُطلعان –بدوريهما- رئيسي دولتهما بشأن آخر التطورات حول توقيع مذكرة تفاهم في هذا الصدد، بحسب البيان الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأكد ناطق باسم وزيرة الطاقة الأوغندية سريان المباحثات بين الجانبين، مشيرًا إلى أن "إيكوب" قد صُمم بغرض الاستعمال المحتمل من قبل جيران أوغندا، من بينها الكونغو وجنوب السودان.
وفي العام الماضي (2022)، طرحت الكونعو مزادًا لتطوير 30 موقعًا للنفط والغاز رغم اعتراض نشطاء البيئة الذين يرون أن تطوير بعض من تلك المواقع من شأنه أن يُعرّض المناطق الحساسة بيئيًا للخطر، ويتسبب في إطلاق كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
حُلم مشروط
تتطلع الكونغو إلى استغلال العشرات من مربعات النفط غير المستغلة لديها حتى الآن في جني مليارات الدولارات.
لكن حلم برازافيل لن يتحول إلى واقع ملموس -على ما يبدو- دون ربط تلك المربعات بمشروع خط أنابيب نفط شرق أفريقيا، الذي يسمح بتصدير خام عدد من الدول الأفريقية.
ومن المفترض بدء تشغيل الحقل المقترح في 2025، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتأبى توتال إنرجي إسهام الكونغو في خط أنابيب نفط شرق أفريقيا، وتحريم استعمالها له، ما يفوت فرصة ذهبية عليها لتطوير قطاعها النفطي.
ورغم آمال الكونغو المتعلقة بمشروع "إيكوب"؛ فإن متحدثًا رسميًا لشركة توتال إنرجي، المسؤولة عنه، نسف تلك الآمال.
ففي لجنة برلمانية عُقدت في نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، قال الرئيس التنفيذي لتوتال إنرجي باتريك بويانيه، إن الأخيرة لن تشارك في المناقصات التي تطرحها الكونغو -بين الحين والآخر- للتنقيب في عدد من المربعات النفطية لديها.
وبناء عليه، لن تتمكن برازافيل من استعمال خط إيكوب، حسبما ذكر بويانيه.
احتياطيات نفطية غير مُستغلة
فتحت جمهورية الكونغو الديمقراطية قنوات الحوار مع جاراتها أوغندا وتنزانيا وجنوب السودان، لبناء خطوط أنابيب لنقل النفط، أو حتى استعمال خط "إيكوب" لنقل إنتاجها النفطي، وفق ما صرح به وزير النفط الكونغولي ديدير بوديمبو، في حوار مع إحدى الصحف في مارس/آذار (2023).
وفي يوليو/تموز (2022)، قررت الكونغو زيادة عدد المناطق المطروحة للتنقيب عن النفط والغاز إلى 30 مربعًا، من 16 مربعًا في وقت سابق.
وتستهدف الكونغو استغلال احتياطياتها النفطية الضخمة غير المستغَلة، ما سينعكس على حجم إنتاج الخام الذي لم يطرأ عليه تغيير لسنوات، بسبب نقص الاستثمارات، عند 25 ألف برميل يوميًا، تُصدر كاملة.
وتسعى الدولة الأفريقية لزيادة حجم الإنتاج إلى ما بين 500 ألف ومليون برميل يوميًا، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- خط أنابيب شرق أفريقيا مُحرم على نفط الكونغو بأمر توتال الفرنسية
- خط أنابيب شرق أفريقيا يواجه قرارًا أوروبيًا.. وأوغندا ترد: موقف استعماري جديد
-
خط أنابيب شرق أفريقيا في مرمى نيران نشطاء المناخ.. وشكوى جديدة إلى الخارجية الأميركية
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف نفطي في ليبيا على يد شركة روسية
- أفريقيا والشرق الأوسط تقود طفرة خطوط أنابيب النفط الجديدة.. ودولة عربية بالقائمة
- أكبر قضية فساد بقطاع الطاقة الجزائري تدفع سوناطراك إلى قواعد جديدة