خط أنابيب شرق أفريقيا مُحرم على نفط الكونغو بأمر توتال الفرنسية

خطوة تعرقل تنمية الدولة الأفريقية لثروتها النفطية

حياة حسين

2023-04-25

0 701

تعرقل شركة توتال الفرنسية تنمية جمهورية الكونغو الديمقراطية حقول النفط بها، عبر رفض مساهمة الدولة الأفريقية في خط أنابيب شرق أفريقيا "إيكوب"، وتحريم استعماله.

وتسعى الكونغو إلى جني مليارات الدولارات من عشرات من مربعات النفط غير المستغلة في البلاد حتى الآن.

غير أن هذا لن يصبح ممكنًا دون ربطها بمشروع خط أنابيب شرق أفريقيا "إيكوب"، الذي يسمح بتصدير خام عدد من الدول الأفريقية، وتديره عملاقة النفط توتال إنرجي الفرنسية، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ، يوم الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023.

ويربط خط أنابيب شرق أفريقيا "إيكوب" حقول النفط في أوغندا وميناء تانغا في تنزانيا، ومن المفترض بدء تشغيله في 2025، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

محادثات أفريقية

بدأت جمهورية الكونغو الديمقراطية محادثات مع جاراتها أوغندا وتنزانيا وجنوب السودان؛ لبناء خطوط أنابيب لنقل النفط، أو نقل إنتاجها عبر خط أنابيب شرق أفريقيا "إيكوب"، وفق ما صرح به وزير النفط بالبلاد ديدير بوديمبو، في حوار مع إحدى الصحف الشهر الماضي (مارس/آذار).

وقررت الكونغو في يوليو/تموز (2022)، زيادة عدد المناطق المطروحة للتنقيب عن النفط والغاز إلى 30 مربعًا، من 16 مربعًا في وقت سابق.

وتسعى الكونغو إلى تعزيز قطاع النفط، واستغلال احتياطياتها الهائلة؛ إذ ظل الإنتاج مستقرًا لسنوات؛ بسبب نقص الاستثمارات، عند 25 ألف برميل يوميًا، تُصدر بالكامل.

وتسعى الدولة الأفريقية لزيادة الإنتاج إلى ما بين 500 ألف ومليون برميل يوميًا، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

إحباط آمال الكونغو

رغم آمال الكونغو المتعلقة بمشروع خط أنابيب شرق أفريقيا "إيكوب"؛ فإن متحدثًا رسميًا لشركة توتال إنرجي الفرنسية، المسؤولة عنه، أحبط تلك الآمال.

وقال: "إن الشركة لن تستطيع نقل نفط الكونغو، وإيكوب سيعتمد في العقد الأول من عمره -تقريبًا- على إنتاج أوغندا".

وقال الرئيس التنفيذي للشركة الفرنسية باتريك بويانيه، خلال لجنة برلمانية فرنسية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن توتال إنرجي لن تشارك في عطاءات المناطق المطروحة للتنقيب، ولن توجد في الكونغو؛ لذلك لن تستعمل برازافيل خط إيكوب".

وأحبط التعليق وزير النفط الكونغولي ديدير بوديمبو، وعلق قائلًا: "إن توتال إنرجي لا تملك القرار الأخير في مسألة نقل نفط بلادي عبر إيكوب".

تقديرات الصندوق الدولي

قدر صندوق النقد الدولي حجم احتياطيات النفط في 5 مربعات بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بنحو 5.5 مليار برميل؛ ما يعني جني الاقتصاد 69.5 مليار دولار، تعود بالفائدة على نحو 100 مليون نسمة؛ عدد سكان الدولة الأفريقية.

وقال المحلل بشركة ريستاد إنرجي، براناف جوشي: "إذا لم تسمح توتال إنرجي الفرنسية للكونغو بتصدير نفطها عبر خط أنابيب شرق أفريقيا "إيكوب"؛ فإنها لن تستطيع تصدير إنتاجها من هذه الجهة".

ورغم أن أوغندا منفتحة على شحن نفط الكونغو؛ فإن هناك توقفًا متكررًا بسبب حالات الطوارئ.

وأشار مدير الشؤون القانونية والمؤسسية في شركة النفط الوطنية الأوغندية بيتر موليسا، إلى أنه بالنظر إلى أن زيادة إنتاج النفط في الكونغو ستستغرق سنوات؛ فإن خط إيكوب قد يسمح بنقل النفط بحلول هذا الوقت.

في حين قال المتحدث باسم وزارة الطاقة الأوغندية سولومون مويتا، إنه لطالما كان من المتوقع في أوغندا أن تكون الكونغو جزءًا من خط أنابيب شرق أفريقيا إيكوب.

عروض التنقيب والبحث

خلال الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة النفط بالكونغو تمديد الموعد النهائي لقبول عروض التنقيب والبحث في 24 مربعًا، للمرة الثانية، وكشفت عن قيامها بجولة تسويقية في 11 مايو/أيار المقبل.

وتقبل الوزارة -حاليًا- عروضًا في 3 مربعات قريبة من مناطق الإنتاج الحالية.

وتتشارك توتال إنرجي مع شركة سينوك الصينية في تدشين مشروع خط أنابيب شرق أفريقيا "إيكوب"، بتكلفة استثمارية تبلغ 4 مليارات دولار، وبطول 1443 كيلومترًا مربعًا.

ويمتد المشروع من بحيرة ألبرت في أوغندا بالقرب من حدودها مع الكونغو ليصل إلى ميناء تانغا في تنزانيا، ومن المتوقع بدء نقل النفط بحلول عام 2025.

وقال وزير النفط الكونغولي: "مفاوضات بلادنا مع أوغندا تستهدف امتلاك حصة في إيكوب".

وأضاف: "أن البديل الذي نتفاوض عليه أعلى تكلفة، ويتمثل في تدشين خط أنابيب يعبر أوغندا إلى جنوب السودان من خلال إثيوبيا".