سوق الدراجات النارية الكهربائية من "سبيرو" تتوسع في 3 دول أفريقية (صور)
بـ 6 آلاف دراجة
دينا قدري
يشهد قطاع الدراجات النارية الكهربائية انتشارًا واسعًا في أفريقيا، دعمًا لخطط خفض انبعاثات النقل والابتعاد عن مصادر الوقود الأحفوري.
إذ توجد أكثر من 27 مليون دراجة نارية من طراز محركات الاحتراق الداخلي مسجلة في جميع أنحاء أفريقيا، تُستَعمَل نحو 80% منها في صناعة سيارات الأجرة بالدراجات النارية.
ويواجه العديد من المشغّلين في هذه الصناعة ارتفاعًا في التكاليف وأرباحًا متناقصة بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل المرتبطة بالتغييرات المتكررة في الزيت وخدمات الصيانة للدراجات النارية بمحركات الاحتراق الداخلي، فضلًا عن التكلفة المتزايدة للبنزين.
وقد أدى ذلك إلى إيلاء الكثير من الاهتمام لحلول كهربة صناعة سيارات الأجرة بالدراجات النارية في القارة السمراء، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "كلين تكنيكا" (Clean Technica).
وفي هذا السياق، تهدف شركة سبيرو الهندية أن تكون أكبر مزوّد للطاقة لقطاع النقل، إذ تقود كهربة قطاع النقل في أفريقيا وتزوّده بالكهرباء بحلول عام 2025.
سبيرو هي أكبر منصة للمركبات الكهربائية في أفريقيا، مع أكثر من 6 آلاف دراجة نارية وبخارية كهربائية، وأكثر من 30 ألف دراجة متوقعة بنهاية عام 2023.
التوسع في نشر الدراجات النارية الكهربائية
بدأت سبيرو -المعروفة سابقًا باسم "إم أوتو"- عمليات نشر الدراجات النارية الكهربائية في بنين وتوغو بغرب أفريقيا، في مايو/أيار 2022، ثم بدأت الآن التوسع في شرق أفريقيا، بدءًا من رواندا وأوغندا، إذ تتطلع إلى إجراء عمليات في 7 دول على الأقلّ، بحلول نهاية عام 2023.
وقد وقّعت سبيرو مؤخرًا اتفاقية إطارية مع حكومة أوغندا لتشجيع اعتماد ما يصل إلى 140 ألف دراجة نارية كهربائية؛ إذ تُستَورَد نحو 120 ألف دراجة نارية من طراز محركات الاحتراق الداخلي إلى أوغندا سنويًا.
بالنظر إلى شبكة الكهرباء الخضراء في أوغندا -التي تعمل في الغالب بالطاقة الكهرومائية- ستستفيد البلاد من استبدال واردات البنزين، ما يوفر العملة الأجنبية التي تشتد الحاجة إليها.
وستكون هذه الاتفاقية الإطارية حافزًا مهمًا لتسريع نمو صناعة الدراجات النارية الكهربائية في البلاد.
إذ يوجد العديد من الشركات الفاعلة بصناعة الدراجات النارية الكهربائية في أوغندا، وتخطط سبيرو للتعاون مع هذه الشركات، وكذلك مع شركة لخدمات الطاقة.
ومن ثم، ينتقل قطاع الدراجات النارية الكهربائية في أفريقيا من البرامج التجريبية إلى النشر التجاري الكامل.
نظام مبادلة الدراجات النارية الكهربائية
من أجل توفير خدمة طاقة فعّالة قللت من الحواجز التي تحول دون اعتماد المشغّلين في صناعة سيارات الأجرة بالدراجات النارية، أدرجت سبيرو نموذجًا استُعمِلَ بنجاح في الأسواق الأخرى.
في هذا النموذج، تحتفظ سبيرو بملكية بطاريات الدراجات النارية، ثم تقوم بتجميع خدمات الطاقة جزءًا من حزمة شاملة لجميع مستعملي الدراجات، للاستمتاع بالانتقال السلس من الدراجات النارية ذات محركات الاحتراق الداخلي إلى دراجات سبيرو الكهربائية الجديدة.
بموجب نموذج المبادلة لـ"سبيرو"، يحصل السائقون على دراجة نارية كهربائية جديدة تمامًا مقابل دراجة نارية قديمة، دون دفع نقود.
بعد ذلك، يدفعون اشتراكًا يوميًا بقيمة 5 دولارات يشمل مبادلتين للبطارية يوميًا (4 بطاريات صغيرة توفر مسافة إجمالية قدرها 160 كيلومترًا)، وتكاليف صيانة الدراجة النارية، وحزمة تأمين شاملة لدراجاتهم النارية.
تُدفع هذه الحزمة البالغة 5 دولارات من أرباحهم اليومية، وتعمل على أن تكون أرخص بنسبة 20% يوميًا من تكاليف التشغيل اليومية العادية لدراجة نارية من طراز محركات الاحتراق الداخلي.
من خلال التحول إلى الدراجات النارية الكهربائية، يمكن للركّاب توفير ما يصل إلى 360 دولارًا سنويًا، وتأتي معظم الوفورات من انخفاض تكاليف الوقود والصيانة.
تشير سبيرو إلى أن نموذج مبادلة البطاريات مثالي لمعظم الأسواق الأفريقية؛ إذ يضمن التشغيل الآمن للبطاريات وتجربة الشحن المحسّنة في بيئة أكثر تحكمًا ومراقبة في مراكز الشحن الخاصة بها، بدلًا من الشحن في المنازل الخاصة بقائدي سيارات الأجرة بالدراجات النارية.
هذا، إلى جانب أن اختيارها لبطاريات فوسفات الحديد والليثيوم، الأكثر استقرارًا وأكثر ملاءمة لدرجات الحرارة المرتفعة في أفريقيا سيضمن تعزيز السلامة عمومًا، كما تقول سبيرو.
يساعد نموذج مبادلة البطارية، جنبًا إلى جنب مع محاور الشحن المرتبطة، على معالجة المشكلات المتعلقة باستقرار الشبكة وازدحام الشبكة في المدن الكبرى؛ إذ تُخَطَّط المحاور بعناية مع تحديد موقعها في المناطق ذات السعة المتاحة للشبكة.
تصميم الدراجات النارية الكهربائية
تقول شركة سبيرو، إنها صممت دراجتها النارية الكهربائية من "الألف" إلى "الياء"، وجرى تجميع النماذج الحالية على الطريق وتصنيعها في الصين من خلال شركة تصنيع تعاقدية.
سبيرو بصدد بناء خطوط التجميع الخاصة بها في توغو وبنين لتوطين عنصر مهم في إنتاج الدراجات النارية الكهربائية.
بعد الانتهاء من المصانع في توغو وبنين، ستبدأ شركة التصنيع التعاقدية في شحن أطقم مفككة بالكامل إلى بنين وتوغو، حيث سيجري التجميع النهائي للدراجات النارية الكهربائية، مع دمج ما يصل إلى 50% من المكونات المحلية عند الاستحقاق.
تمتلك سبيرو 200 محطة مبادلة في بنين، و125 محطة مبادلة في توغو، وقد أمّنت 30 محطة مبادلة في كيغالي برواندا.
لتمويل هذه العمليات، جمعت سبيرو 60 مليون دولار من مساهمها الرئيس، صندوق التحول والتصنيع في أفريقيا، الذي يهدف إلى تقديم حلول للمشكلات التي تعوق التنمية الأفريقية.
للقيام بذلك، ستستثمر الشركة -بمفردها أو مع المستثمرين المشاركين- في الأصول التي تدعم التصنيع والتنمية الاقتصادية في القارة، مع الحفاظ على التزام قوي بالاستدامة البيئية والاجتماعية.
تُجري سبيرو حاليًا مناقشات حول جولة تمويل جديدة مع العديد من صناديق الأسهم الخاصة، إذ تخطط لجمع نحو 250 مليون دولار لتمويل نموها.
مواصفات دراجات سبيرو الكهربائية
تمتلك سبيرو حجمين من حزم البطاريات، أحدهما بسعة 3.4 كيلوواط/ساعة، والآخر أصغر بسعة 2 كيلوواط/ساعة.
تتسع دراجة سبيرو النارية لبطارية واحدة كبيرة أو بطاريتين صغيرتين؛ ما يمنح قائدي الدراجات المرونة في الذهاب لرحلات أطول إذا دعت الحاجة لذلك، مع الشعور بالراحة لوجود البطارية الاحتياطية.
وفي يوم عادي، يقطع سائق سيارة أجرة بدراجة نارية نحو 150 كيلومترًا يوميًا، على دراجة نارية ذات محرك احتراق داخلي.
تقول سبيرو، إنه بفضل دراجاتها الكهربائية، يقطع السائقون حاليًا ما يصل إلى 180 كيلومترًا يوميًا، مدعومة بعمليات مقايضة البطارية المتعددة.
تصل سرعة دراجة سبيرو كوماندو النارية إلى 80 كيلومترًا/ساعة، مع مدى يبلغ 40 كيلومترًا، ووزن صافٍ يُقدَّر بـ 120 كيلوغرامًا، ويستغرق وقت مبادلة البطارية من دقيقتين إلى 3 دقائق.
بينما تصل سرعة دراجة سبيرو شاب شاب البخارية إلى 65 كيلومترًا/ساعة، مع مدى يبلغ 70 كيلومترًا، ووزن صافٍ يُقدَّر بـ 92 كيلوغرامًا، ويستغرق وقت مبادلة البطارية من دقيقتين إلى 3 دقائق.
موضوعات متعلقة..
- الدراجات الكهربائية في أفريقيا.. إمكانات واعدة وتحديات تبحث عن حلول
- تكلفة الدراجات الكهربائية قد ترتفع 15% مع وقف الدعم في تاميل نادو الهندية
- تطوير مراكز لتبديل بطاريات الدراجات الكهربائية في كينيا
اقرأ أيضًا..
- خفض انبعاثات النفط والغاز يتطلب 600 مليار دولار حتى عام 2030 (تقرير)
- أكبر سفينة سياحية تعمل بالغاز المسال تبدأ الإبحار التجريبي في يونيو (صور)
- الطاقة الشمسية في الإمارات.. أرقام قياسية تواجه رياحًا معاكسة (تقرير)
- تحول الطاقة في أوروبا والعالم يتطلب تخزينًا جيدًا لكهرباء الطاقة المتجددة