انخفاض واردات الصين من النفط مع زيادة الغاز.. ما السر؟
في أبريل 2023
هبة مصطفى
سجلت واردات الصين من النفط انخفاضًا، خلال شهر أبريل/نيسان 2023، في بيانات أثارت الجدل بالنظر إلى أن الواردات كانت في أدنى مستوياتها منذ شهر يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري.
ومقابل ذلك، زادت واردات بكين من الغاز الطبيعي في الشهر ذاته، رغم تسجيل متوسطها تراجعًا خلال الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري، بحسب بيانات جمركية نقلتها صحيفة إل إن جي برايم (LNG Prime) اليوم الثلاثاء 9 مايو/أيار 2023.
ويبدو أن سوق الطاقة في بكين تمرّ باضطرابات أثّرت في الميزان التجاري لواردات النفط والغاز خلال أبريل/نيسان، وامتدّت آثارها إلى صادرات الوقود المكرر، وفق بيانات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
بيانات واردات النفط
بلغت واردات الصين من النفط، خلال أبريل/نيسان الماضي، 42.41 مليون طن (بما يعادل 10.3 مليون برميل يوميًا)، طبقًا لبيانات صادرة عن هيئات جمركية.
وتُشير هذه الأرقام إلى انخفاض واردات الخام الشهر الماضي بنسبة 1.45% على أساس سنوي، إذ استوردت بكين في أبريل/نيسان 2022 ما قُدِّر حينها بنحو 10.5 مليون برميل يوميًا، استنادًا إلى بيانات نشرتها رويترز اليوم الثلاثاء 9 مايو/أيار 2023.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تدرُّج الطلب الصيني على النفط منذ عام 2012 حتى العام الجاري 2023:
وتُظهر البيانات -أيضًا- أن واردات الصين من النفط ،خلال الشهر الماضي، سجلت أدنى المستويات منذ يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري 2023.
ويأتي هذا مقارنة بارتفاع واردات الصين من النفط -خلال الشهر السابق له (مارس/آذار)- إلى أعلى مستوياتها منذ شهر يونيو/حزيران عام 2020، مسجلة 12.3 مليون برميل يوميًا، بنسبة زيادة إلى 22.5% على أساس سنوي.
صادرات الوقود وعوامل مؤثرة
يبدو أنّ تراجع واردات الصين من النفط خلال شهر أبريل/نيسان الماضي انعكس سلبًا على صادراتها من الوقود، إذ سجلت هبوطًا على أساس سنوي.
وسجلت صادرات الوقود 3.75 مليون طن الشهر الماضي، بنسبة انخفاض عن المدة ذاتها العام الماضي بلغت 1.96%، وهو أدنى مستوى لها منذ شهر يوليو/تموز 2022.
ورصد محللون عوامل عدّة أثّرت في تراجع واردات الصين من النفط، وكذلك انخفاض معدل صادرات الوقود، وكان أبرزها تُخمة المعروض من واردات الأشهر السابقة، في ظل خضوع بعض المصافي لأعمال الصيانة.
ودفع ارتفاع المخزونات، وضعف الطلب، وأعمال الصيانة التي تشهدها المصافي، نحو تراجع هوامش التكرير.
واتفق رأي محللة أسواق النفط في بكين لدى "فورتكسا"، إيما لي، مع هذه العوامل، مشيرة إلى توقّف أعمال التكرير وخضوع المصافي للصيانة وقفزة واردات مارس/آذار، أدت إلى تراجع واردات الصين من النفط.
أمّا محلل أسواق النفط الصينية لدى "ستاندرد أند بورز غلوبال كومودوتي إنسايتس"، سيجيا سون، فقد أكد أن الطلب على النفط في بكين سجل -خلال شهر أبريل/نيسان- مستويات أقلّ من المتوقعة، مُرجعًا ذلك إلى أعمال صيانة المصافي -أيضًا-.
وتأثّر الطلب على الوقود -خاصة الديزل- في ظل تراجع النشاط الاقتصادي بالبلاد، في حين تسببت عمليات تفتيش لشحنات النفط الواردة من إيران في وصولها إلى مركز المصافي المستقلة بمقاطعة شاندونغ بوتيرة بطيئة.
واردات الغاز
بخلاف معدلات تراجع واردات الصين من النفط خلال الشهر الماضي، سجلت واردات الغاز الطبيعي والمسال ارتفاعًا.
وارتفعت ورادات بكين من الغاز إلى 8.97 مليون طن (12.3 مليار متر مكعب)، بنسبة زيادة على أساس سنوي تصل إلى 11%، إذ استوردت خلال الشهر ذاته العام الماضي 8.08 مليون طن.
(مليون طن يعادل 1.379 مليار متر مكعب)
وتختلف واردات أبريل/نيسان المرتفعة عن معدل واردات بكين من الغاز خلال الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري (من يناير/كانون الثاني حتى أبريل/نيسان)، والتي سجلت 35.68 مليون طن، بانخفاض قدرة 0.3% على أساس سنوي.
ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم واردات الصين من الغاز عام 2021، سواء واردات خطوط الأنابيب أو الغاز المسال:
وقُدِّرت مدفوعات واردات الغاز خلال الأشهر الـ4 المذكورة بنحو 21.5 مليار دولار، بقيمة تنخفض 0.2% على أساس سنوي.
وتراجع متوسط واردات الصين من الغاز المسال بنسبة 4.5% إلى 16.43 مليون طن، خلال الربع الأول من العام (من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار)، مدفوعًا بتراجع كبير سجلته خلال الشهر الأول من العام.
اقرأ أيضًا..
- نتائج أعمال أرامكو تتفوق على كبرى شركات النفط العالمية (4 رسومات بيانية)
- سفير موسكو في القاهرة: التخلي عن النفط والغاز الروسيين لم يكن في صالح الأوروبيين (حوار)
- تقرير يتوقع انخفاضًا كبيرًا بأسعار الهيدروجين في أوروبا
- أمين عام أوابك: 3 مشروعات غاز عربية مرتقبة.. وتكلفة إنتاج النفط في الخليج الأقل عالميًا (حوار)