طاقة نوويةتقارير الطاقة النوويةرئيسية

المفاعلات النووية الصغيرة تظهر في أميركا بسعة 300 ميغاواط

كُلفتها مليار دولار

محمد عبد السند

قررت شركة الطاقة النووية المحدودة الأميركية "ويستنغهاوس" اقتحام سوق المفاعلات النووية الصغيرة "المهجورة"، بُغية الاستفادة منها في أغراض لا تتعلق بتوليد الكهرباء.

وخلال السنوات الماضية، أحجمت شركات الطاقة النووية على ما يبدو عن تصميم المفاعلات الصغيرة، مبررة ذلك بعدم جدواها السوقية.

وبينما يُعد سباحة ضد التيار، شرعت ويستنغهاوس في تطوير نسخة مُصغرة سعة 300 ميغاواط، من تصميم المفاعل النووي "إيه بي 1000" المُستعمل -حاليًا- في ولاية جورجيا، في مسعى منها لتلبية ما وصفه المسؤولون التنفيذيون بالشركة، في 4 مايو/أيار (2023)، بالحاجة إلى وحدات أصغر حجمًا لتوريد الكهرباء، وإتاحة استعمالات غير متعلقة بالكهرباء، مثل إنتاج الهيدروجين، حسبما نشرت منصة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس".

وكشف المسؤولون النقاب عن تصميم مفاعل "إيه بي 300" خلال مؤتمر صحفي، قائلين إنه من الممكن بناء محطة تحتوي على مفاعل نووي واحد بتكلفة رأسمالية تلامس مليار دولار.

ويعمل المفاعل بالماء المضغوط، وسيستعين بالمكونات المستعملة في نسخته الأكبر حجمًا "إيه بي 1000"، في محاولة لتجنب أي تأخيرات في التراخيص والبناء، على غرار تلك التي أثرت في تركيب الأخير، حسب تصريحات المسؤولين التنفيذيين بالشركة المُصنعة، وطالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

تصميم مختلف

يختلف التصميم الجديد عن نسخة مفاعل صغير سابقة من الشركة سعة 225 ميغاواط، كانت قد اُقترحت للحصول على تراخيص في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، إلا أن ويستنغهاوس تخلّت عن المشروع في عام 2014، مبررة ذلك بأن المفاعلات الصغيرة ليس لها جدوى من الناحية التسويقية.

وتبدّلت الأمور -الآن- حسبما قال الرئيس التنفيذي لشركة ويستنغهاوس، بارتيك فراغمان، خلال المؤتمر الصحفي الذي تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح فراغمان: "شركتنا كانت تتطلع كثيرًا إلى المفاعلات النمطية الصغيرة في الماضي، لكن السوق لم تكن مواتية لهذا النوع من المفاعلات".

وأضاف: "بناء عليه، فكّر مجلس الإدارة في أن تكون لدينا نُسخة مصغرة من مفاعل إيه بي1000، والاستفادة من مكوناته، مع تقديم أي مزايا اقتصادية جذابة... فتلك كانت أفضل فرصة لأن نكون من الرواد في هذا المجال".

منافسة شرسة

ستنافس ويستنغهاوس مع سلسلة من تصميمات المفاعلات الصغيرة التي اكتسبت زخمًا في السنوات العديدة الماضية.

شعار شركة ويستنغهاوس على أحد مقارها
شعار شركة ويستنغهاوس على أحد مقارها - الصورة من إنرجي نيوز

فعلى سبيل المثال، اُختير مفاعل " بي دبليو آر إكس-300" سعة 300 ميغاواط، طورته شركة جنرال إلكتريك هيتاشي نكلير إنرجي "جي إي إتش"، من قبل شركات "أونتاريو باور جنريشن" و"هيئة وادي تينيسي" -شركة فيدرالية في الولايات المتحدة الأميركية- وشركة "سينثوس غرين إنرجي"، لتنفيذ مشروعات في كل من كندا وولاية تينيسي الأميركية وبولندا على الترتيب.

وبالمثل، تُخطط "نوسكيل باور" لبناء محطة نووية تتألف من عدة مفاعلات سعة 77 ميغاواط في أحد المواقع بولاية إيداهو الأميركية، لصالح شركة "يوتا أسوشيتد ميونيسيبال باور سيستمز" بدعم مالي من وزارة الطاقة الأميركية.

يُشار إلى أن المفاعل "إيه بي 1000"، سعة 1200 ميغاواط، كان قد صُمم بأنظمة سلامة نووية سلبية، وهو أسهل في بنائه مقارنة بأسلافه.

مشكلات قائمة

بينما كانت هناك حماسة كبيرة في عام 2005 بشأن بناء تلك المفاعلات بأعداد كبيرة، جاءت حادثة فوكوشيما النووية في عام 2011، مع انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في أميركا الشمالية، واستقرار الطلب على الكهرباء، لترجئ تنفيذ تلك الفكرة على الأرض، إذ لم ير النور سوى القليل من تلك المشروعات.

وحتى المشروعات التي نُفذت على الأرض قد عانت الأمريْن من ارتفاع التكلفة، وتأخيرات في الجداول الزمنية للتسليم.

فعلى سبيل المثال، بدأ للتو تشغيل أول مفاعل نووي أوروبي مضغوط -تصميم مفاعل الماء المضغوط من الجيل الثالث- في فنلندا، رغم البدء في بناء المفاعل خلال عام 2005.

يُذكر أن هناك 4 مفاعلات "إيه بي 1000" عاملة في الصين، كما أن هناك مفاعلًا من الطراز نفسه في جورجيا، وتحديدًا في محطة "فوغتل" التابعة لشركة "جورجيا باور"، مع توقعات بتشغيله تجاريًا بحلول نهاية يونيو/حزيران (2023)، في حين تبقى هناك وحدة ثانية تقترب من عملية شحن الوقود.

سهولة التراخيص والبناء

قال مسؤولو ويستنغهاوس، إن الاعتماد على تصميم مفاعل "إيه بي 1000" في إنتاج نسخته المصغرة "إيه بي 300" من شأنه أن يسهّل عملية الحصول على التراخيص والبناء.

وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لشركة ويستنغهاوس، بارتيك فراغمان: "الأمر كله يتعلّق بإعادة استعمال تصميم ناضج وسلسلة إمدادات قائمة".

من جهته، أوضح رئيس أنظمة الطاقة في الشركة ديفيد دورهام: "بينما ستكون هناك مكونات، مثل وعاء ضغط المفاعل، ومولدات البخار، وأجهزة الوقود، مشابهة لتلك الموجودة في مفاعل (إيه بي 1000)، فإنها ستكون أصغر حجمًا".

وستتقدم ويستنغهاوس لدى لجنة التنظيم النووي في الولايات المتحدة الأميركية للحصول على شهادة ترخيص المفاعل، ومن المتوقع أن يتأتى لها ذلك بحلول عام 2027، حسبما قال الرئيس التنفيذي لشركة ويستنغهاوس، بارتيك فراغمان.

وستستغرق الشركة نحو 3 أعوام للحصول على ترخيص الموقع المُخصص لإنشاء المحطة النووية، بجانب 3 أعوام أخرى لبناء المحطة الأولى، مع بدء إتاحة الكهرباء إلى الشبكة من مفاعل "إيه بي 300" في العام الجاري (2023)، وفق تصريحات فراغمان.

وبخصوص أوجه استعمال المفاعل، أشار رئيس أنظمة الطاقة في الشركة ديفيد دورهام، إلى أنها تتركز على إزالة ملوحة ماء البحر، والتدفئة، وإنتاج الهيدروجين، بالإضافة إلى توليد الكهرباء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق