الخلايا الشمسية وأنظمة التخزين في الصين تترقبان استثمارًا جديدًا
هبة مصطفى
تستعد الصين لبدء استثمار جديد في تصنيع الخلايا الشمسية وبطاريات التخزين، في خطوة من شأنها تعزيز الأهداف المتجددة لأكبر الاقتصادات الآسيوية.
وفي هذا الإطار، وُقع اتفاق بين حكومة مدينة ووهو الواقعة جنوب شرق الصين وشركة "شنغهاي تيانشن" حول بناء منشأة لتصنيع الخلايا وأنظمة التخزين، وفق ما نشرته مجلة بي في ماغازين (PV Magazine).
ويكتسب تصنيع الخلايا أهمية كبرى لبكين، إذ تسمح لها التوسعات الإنتاجية بتلبية الطلب المحلي وزيادة الصادرات أيضًا، بالنظر إلى أن هذه الخلايا تؤدي دورًا كبيرًا في عمل الألواح الشمسية، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
مصنع جديد
تُعد منشأة تصنيع الخلايا الشمسية وأنظمة التخزين -المتفق عليها مؤخرًا بين الحكومة المحلية لمقاظعة أنهوي وشركة "شنغهاي تيانشن"- استثمارًا مهمًا للحكومة الصينية المركزية التي تستهدف إحراز خطوات مهمة في قطاعات الطاقة المتجددة.
وتزداد أهمية الاستثمار مع السعة المتوقعة للمصنع، إذ أشارت شركة شنغهاي تيانشن إلى أن سعة الخلايا الشمسية المُنتجة من المتوقع أن تصل إلى 20 غيغاواط سنويًا، بالإضافة إلى سعة بطاريات تقارب 20 غيغاواط.
وأوضحت الشركة أن مستهدف السعة المذكور يمكن أن يصل إليه المصنع بعد مراحل عدة، إذ تتراوح سعة الخلايا حول نطاق 5 غيغاواط، وأنظمة التخزين 6 غيغاواط في مراحل التشغيل الأولية.
وقدّرت الشركة حجم الاستثمار المطلوب لبناء منشأة تصنيع الخلايا الشمسية وبطاريات التخزين -المعتزم بناؤها في منطقة التطوير والتنمية الاقتصادية "فانتشانغ"- بما يصل إلى 11.6 مليار يوان صيني (ما يعادل 1.67 مليار دولار أميركي).
تصنيع شمسي مكثف
لم تكن منشأة تصنيع الخلايا الشمسية وأنظمة التخزين حديثة العهد لدى شركة "شنغهاي تيانشن"، إذ سبق أن أعلنت في فبراير/شباط 2022 توقيع اتفاق مع شركة "هوا صن" لتصنيع الوحدات.
وقُسّمت حصة الشراكة بين شركتي "شنغهاي تيانشن" و"هوا صن" بنسبة 80% للأولى و20% للثانية، وقالت الشركتان إنهما تستهدفان تطوير الوحدات غير المتجانسة للطاقة الشمسية.
وعقب عام من توقيع اتفاق مشروعها المشترك مع "شنغهاي تيانشن"، شرعت شركة "هوا صن"، خلال فبراير/شباط 2023، في إنشاء مشروع للاستفادة من منشأة تصنيع الخلايا الشمسية "إتش جيه تي" الواقعة في مدينة تشانشنغ الصينية.
وتصل سعة الخلايا الشمسية المصنعة في منشأة شركة "هوا صن" إلى 2.4 غيغاواط سنويًا، ويركز بصورة رئيسة على إنتاج خلايا الثنائية المزودة بتقنيات كفاءة تحويل الكهرباء.
وتتوافق مساعي الشركات المحلية مع اتجاه الدولة الواقعة شرق القارة الآسيوية لتعزيز قطاع الطاقة الشمسية بإضافة ما يزيد على 100 غيغاواط من الكهرباء النظيفة إلى الشبكة، خلال العام الجاري 2023.
تقنيات وصادرات
أزاحت شركة "يانتاي سي آي إم سي رافلز أوفشور" الصينية الستار عن تقنيتها الجديدة بإطلاق أولى منصات الطاقة الشمسية البحرية شبه الغاطسة من نوعها في الصين، خلال شهر أبريل/نيسان الماضي.
ولم تقتصر جهود بكين على تطوير الصناعة محليًا، وإنما توسعت في الخارج أيضًا، إذ عززت الخلايا الصينية سوق الطاقة الشمسية في أميركا بعدما تلقت الواردات من بكين دعمًا بتخفيف حدة القيود بموجب قانون تنظيم عمليات الاستيراد من دولة تشهد مشكلات عمالية، حسبما أُعلن في مارس/آذار الماضي.
ويقارن الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- بين أنواع الألواح الشمسية المختلفة، من حيث التكلفة والعمر الافتراضي وغيرها:
وجاءت هذه الخطوة عقب مرور 3 أشهر على إفراج السلطات الأميركية عن شحنة ضخمة تضم مكونات ومعدات تصنيع، سبق أن احُتجزت في المواني الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وسط اتهامات موجهة إلى بكين بسند قانوني يُجرّم التعاون مع الشركات الصينية التي تُشغل عمال الإويغور قسريًا.
وعقب الإفراج عن الشحنة المكونة من 1000 لوح شمسي، طرحت الهيئات الأميركية المعنية الألواح الشمسية الصينية للبيع في الأسواق المحلية.
اقرأ أيضًا..
- 8 أرقام عن أداء الذهب خلال الربع الأول من 2022 (إنفوغرافيك)
- الهيدروجين في سلطنة عمان.. تحدٍّ جديد ما زال قيد الاستكشاف (تقرير)
- سفير موسكو في القاهرة: التخلي عن النفط والغاز الروسيين لم يكن في صالح الأوروبيين (حوار)
