تمضي شركة النفط البريطانية بي بي قُدمًا نحو تعزيز حافظتها الاستثمارية العالمية في قطاع الغاز، في إطار خُططها الرامية لزيادة إنتاج النفط والغاز، على حساب أهدافها المناخية.
وتُعَد الشركة من أوائل عمالقة النفط والغاز، التي سبق أن أعلنت أهداف الحياد الكربوني، قبل أن تعود في الأشهر الأخيرة وتخفض أهدافها بشأن مستويات الانبعاثات الكربونية بما يتراوح بين 35 و40% بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا السياق، وافقت شركة بي بي على شراء حصة منافستها شل، عملاقة النفط الأنغلو هولندية، البالغة نسبتها 27% في مشروع براوز المشترك؛ ما يعزز وجودها في أكبر مورد غير مستغل للغاز في أستراليا، في خطوة من الممكن أن تُحسن آفاق تطوير المشروع المُتعطل منذ مدة طويلة، حسبما أوردت وكالة رويترز.
مشروع متعطل
تعطل مشروع "براوز" -الذي تُقدر تكلفته بـ20.5 مليار دولار- لسنوات، لكنه يعد بديلًا لحقول الغاز المتقادمة في إمداد محطة "نورث ويست شيلف" للغاز المسال، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وسيُسهم تطوير مشروع "براوز" في إطالة العمر الافتراضي لمحطة "نورث ويست شيلف" لعقود؛ ما يساعد على تلبية الطلب على الغاز المسال من أكبر الشركاء التجاريين في أستراليا؛ من بينهم الصين واليابان وكوريا الجنوبية، حتى رغم تحول تلك الدول إلى الطاقة النظيفة.
وفي بيان صدر اليوم السبت 29 أبريل/نيسان (2023)، ذكرت شل أستراليا أنها قد وافقت على بيع حصتها من الأسهم في براوز؛ نظرًا إلى أن "المشروع لم يعد صالحًا إستراتيجيًا في سياق محفظة شل العالمية".
وإذا ما اكتملت الصفقة، فسترفع شركة النفط البريطانية بي بي حصتها من الأسهم في براوز إلى 44%، متجاوزة حصة "وودسايد إنرجي غروب" الشركة الأسترالية المشغلة للمشروع، والبالغة نسبتها 30.3%.
وتمتلك وودسايد وبي بي وشل -أيضًا- حصصًا من الأسهم في محطة "نورث ويست شيلف" للغاز المسال.
وقال ناطق باسم شركة النفط البريطانية بي بي: "الشركة تعتقد أن تطوير موارد الغاز في براوز من الممكن أن يُسهم بقوة في أمن الطاقة في أستراليا بوجه خاص، وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ بوجه عام".
وتأتي خطوة "بي بي" بعدما أعلنت، في فبراير/شباط (2023)، تقليص أهدافها المناخية، كاشفة النقاب عن خُطط لتعزيز إنتاجها من النفط والغاز لمدة طويلة.
وذكرت شركة النفط البريطانية بي بي أنها تدعم تصور استعمال تقنية احتجاز الكربون في مشروع براوز، بجانب معالجة الغاز في محطة "نورث ويست شل" للغاز المسال.
تكهنات حول سعر الصفقة
رفضت بي بي وشل الإفصاح عن سعر الصفقة، لكن المحلل في مصرف كريدي سويس السويسري شاول كافونيتش، قال إن سعر الصفقة "على الأرجح أن يكون متواضعًا، بالنظر إلى المخاطر، والإنفاق الجاري المطلوب في مشروع براوز".
وعلى أساس السعر الذي حدده خبير مستقل في العام الماضي (2022) لحصة وودسايد في براوز، من الممكن أن يلامس ثمن حصة شل البالغة نسبتها 27%، نحو 350 مليون دولار أميركي -وهو رقم متواضع جدًا- نسبة إلى ملياري دولار دفعتهما شركتا ميتسوي وميتسوبيشي لحصتهما البالغة 14.4% في عام 2012.
صفقات أخرى تلوح في الأفق
توقّع كافونيتش إبرام المزيد من الصفقات التي تشتمل على حصص أخرى في المشروع، والذي قال إنه لا يزال يواجه عقبات كبيرة تتعلق بالتكاليف وحلول الكربون والموافقات البيئية.
وفي هذا الصدد قال كافونيتش: "المشروع لا يزال أمامه سنوات قبل أن يكتسب زخمًا من جديد، هذا إن حصل في الأصل"، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي الأسبوع الماضي، قللت وودسايد غروب من أهمية المخاوف بشأن وضع مشروع براوز، مشيرة إلى استئناف المباحثات مع الشركاء في مشروع "نورث ويست شيلف" للغاز المسال، حول الصفقات في براوز.
وسجّلت بي بي البريطانية أرباحًا سنوية قياسية في العام الماضي (2022)، بدعم من خطط الشركة التي قلّصت بموجبها مستهدفاتها لخفض إنتاج النفط والغاز بحلول نهاية العقد الجاري (2030).
وزادت أرباح الشركة بأكثر من الضعف إلى 27.7 مليار دولار في عام 2022، وسط ارتفاع أسعار الطاقة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط (2022).
ومثلت أعمال الشركة في المملكة المتحدة أقل من 10% أرباحها العالمية، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
موضوعات متعلقة..
- خطط إجبار بي بي البريطانية على خفض انبعاثاتها تتجه إلى الفشل
- بي بي البريطانية وإكوينور النرويجية تطرحان مناقصة لمشروع رياح بحرية رابع في نيويورك
- بي بي البريطانية وريلاينس الهندية تطرحان مناقصة لبيع الغاز الطبيعي
اقرأ أيضًا..
- خبير أوابك: صادرات الغاز المسال الروسية تفجر مفاجأة في الربع الأول من 2023
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية 35% خلال 2023
- حصة أوبك في واردات الهند من النفط تهبط لأدنى مستوى خلال 22 عامًا