توليد الكهرباء المتجددة في دول الاتحاد الأوروبي يتجاوز الوقود الأحفوري للمرة الأولى
خلال الشتاء الماضي
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
تمكّن توليد الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي من تجاوز الوقود الأحفوري، للمرة الأولى على الإطلاق، خلال الشتاء الماضي (2022-2023)، مع تراجع الطلب.
وأظهر تقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر)، اليوم الخميس (27 أبريل/نيسان 2023)، أن مصادر الطاقة المتجددة أنتجت 40% من الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي خلال المدّة بين أكتوبر/تشرين الأول 2022 حتى مارس/آذار 2023، مقابل حصة 37% للوقود الأحفوري.
ومع تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، أدّى الانخفاض الكبير في الطلب على الغاز والفحم، إلى تراجع حصة الوقود الأحفوري في مزيج توليد الكهرباء بالاتحاد الأوروبي، وفق التقرير، الذي اطلّعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
توليد الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي
ارتفع توليد الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي بنسبة 4%، خلال الشتاء الماضي، ليصل إلى 524 تيراواط/ساعة، مقارنة بالشتاء السابق له.
واستمر توليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الاتجاه التصاعدي الملحوظ طوال عام 2022، ليوفر المصدران معًا ما يقرب من ربع الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي خلال أشهر الشتاء، بزيادة قدرها 6% على أساس سنوي.
بينما ظل توليد الطاقة الكهرومائية مشابهًا للشتاء السابق؛ إذ تسبب الجفاف في انخفاض الإنتاج بنسبة 20% طوال عام 2022، لكن حدث 95% من هذا التراجع تقريبًا قبل بداية الشتاء (من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول).
في المقابل، تراجع توليد الكهرباء عبر الوقود الأحفوري بنحو 12% خلال الشتاء الأخير على أساس سنوي؛ إذ هبطت الكهرباء المولدة بالفحم والغاز بنسبة 11% (27 تيراواط/ساعة) و13% (38 تيراواط/ساعة) على التوالي.
تجدر الإشارة إلى أن حصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية قد تجاوزت 12% في مزيج الكهرباء العالمي للمرة الأولى خلال عام 2022، ارتفاعًا من 10% في عام 2021، وفق تقرير سابق صادر عن إمبر.
ويوضح الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، مزيج توليد الكهرباء العالمي في 2022:
تراجع توليد الكهرباء عبر الغاز
أدّى تراجع توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي إلى انخفاض الاستهلاك بمقدار 7 مليارات متر مكعب خلال الشتاء؛ ما أسهم في توفير 6 مليارات يورو (6.6 مليار دولار) لدول الاتحاد الأوروبي.
كما أسهم ذلك في خروج الاتحاد الأوروبي من هذا الشتاء بمستويات تخزين غاز ممتلئة بنحو 56% (60 مليار متر مكعب)، أي ضعف المستويات في نهاية مارس/آذار 2022.
ومع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية العام الماضي (2022) وتركيز الدول الأعضاء على تقليل استهلاك الغاز، تزايدت التوقعات بشأن الاعتماد بصورة أكبر على الفحم، لكن حدث العكس مع تراجع الطلب على الكهرباء.
وبحسب التقرير، كان من الممكن أن ينخفض توليد الكهرباء عبر الفحم والغاز لولا تراجع إنتاج الطاقة النووية بنسبة 13% خلال الشتاء الماضي، مع الاضطرابات التي عانتها المحطات النووية في فرنسا، جراء الإضرابات العمالية.
ويرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي في أوروبا تاريخيًا:
الطلب على الكهرباء في الاتحاد الأوروبي
انخفض الطلب على الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي بمقدار 94 تيراواط ساعة (7%) خلال الشتاء، مقارنة بالمدّة نفسها من العام السابق له.
كما هبط إجمالي الطلب على الكهرباء في الاتحاد الأوروبي بنسبة 6% خلال الشتاء، مقارنة بمتوسط السنوات الـ5 الماضية للمدّة نفسها، حسب التقرير، الذي اطلّعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وأدّى خفض الطلب على الكهرباء في الاتحاد الأوروبي إلى توفير 12 مليار يورو (13.2 مليار دولار) خلال فصل الشتاء إلى جانب توفير الغاز لاستعمالات أخرى، ومنع عودة الفحم.
واتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات طارئة قبل بداية الشتاء تضمّنت خفضًا طوعيًا لاستهلاك الكهرباء بنحو 10%، إلى جانب 5% خلال ساعات الذروة.
وبحسب تقرير إمبر؛ فإن 17 دولة من الاتحاد الأوروبي قد حقّقت خفض الاستهلاك في أوقات الذروة بنسبة 5% أو أكثر خلال الشتاء.
وبفضل توليد الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي وتراجع الطلب، سجّلت انبعاثات قطاع الكهرباء أقل مستوى على الإطلاق خلال الشتاء عند 321 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
موضوعات متعلقة..
- هل تأثر استهلاك الكهرباء في أوروبا بإجراءات الخفض الطارئة خلال الشتاء؟ (تقرير)
- توليد الكهرباء المتجددة في أميركا يتجاوز الفحم للمرة الأولى
- الطاقة المتجددة في أوروبا.. استقرار مستقبلي وطوق نجاة من الأزمة الحالية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- نتائج أعمال توتال إنرجي في الربع الأول من 2023 تتراجع بشكل ملحوظ
- أوبك تحذر من مغالطات وكالة الطاقة وترد على حقيقة موقفها من أسعار النفط
- أول ألواح شمسية قابلة لإعادة التدوير بالكامل.. وزن أخف وانبعاثات أقل