الطاقة النظيفة في أميركا تسهم في تغيير تركيبة التصنيع والاستثمار (تقرير)

أعلنت شركات عديدة، استثمارات محلية جديدة بمجال الطاقة النظيفة في أميركا على نطاق المرافق بأكثر من 150 مليار دولار، خلال الأشهر الـ8 الماضية.

وتسعى الولايات المتحدة إلى زيادة الاستثمار بقدرة التصنيع المحلي من خلال قانون خفض التضخم، الذي يقدّم حوافز تُقدَّر بنحو 369 مليار دولار، لإزالة الكربون.

جاء ذلك في تقرير بعنوان "استثمار الطاقة النظيفة في أميركا" يغطي إعلانات المشروعات والاستثمار في مرافق الطاقة النظيفة المحلية الأميركية للمدة من 16 أغسطس/آب 2022 إلى 31 مارس/آذار 2023، أصدرته جمعية الطاقة النظيفة الأميركية (إيه سي بي).

ويعادل هذا المبلغ ما قيمته 5 سنوات من استثمارات الطاقة النظيفة في أميركا، متجاوزًا إجمالي الاستثمار في مشروعات الطاقة النظيفة بالولايات المتحدة المعلَنة بين عامي 2017 و 2021، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

خلال المدة نفسها، كُشفَت 46 منشأة جديدة لتصنيع الطاقة النظيفة على نطاق المرافق، ما يوفر أكثر من 18 ألف وظيفة أميركية جديدة، بالإضافة إلى إعلان توفير 4.4 مليار دولار أميركي لأكثر من 24 مليون عميل تخدمهم المرافق التي تبني المزيد من الطاقة النظيفة في أميركا.

ويرى محللون أن الطاقة النظيفة بدأت في تغيير تركيبة التصنيع والاستثمار الأميركي.

نمو الطاقة النظيفة في أميركا

منذ إقرار حوافز الطاقة النظيفة الفيدرالية الجديدة في أغسطس/آب 2022، بدأت تظهر بوادر نمو سريع لنضوج صناعات الطاقة النظيفة في أميركا، حيث تعيد مصانع الرياح الأميركية، التي أغلقت في السنوات الأخيرة، العمال.

في المقابل، يجري رسم وتطوير خطط لكمية غير مسبوقة من محطات الطاقة الشمسية والرياح البحرية الجديدة والبطاريات.

وتُعدّ الولايات المتحدة في وضع يمكنها من تأمين استقلالها في مجال الطاقة، وأن تصبح رائدًا عالميًا في تطوير الطاقة النظيفة.

وتوفر الحوافز الجديدة للشركات فرصة كبيرة للاستثمار في مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والتخزين ومنشآت التصنيع الجديدة على نطاق المرافق، مع تمرير الوفورات إلى المستهلكين الأميركيين، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

من ناحيتها، تحثّ جمعية الطاقة النظيفة الأميركية الإدارة والكونغرس على مواصلة تحسين السياسات التجارية، ودعم تقنيات الجيل التالي، ووضع اللمسات الأخيرة على التنفيذ الضريبي الفعال والعمل على سَنِّ الإصلاح الذي يسمح بالمنطق السليم.

وتهدف الجمعية من وراء ذلك إلى تحقيق مستقبل الطاقة النظيفة وضمان الاستفادة من الإمكانات الكاملة لهذه المشروعات.

وتعمل الجمعية على تقديم حلول فعالة من حيث التكلفة لأزمة المناخ، مع توفير فرص العمل، وتحفيز الاستثمار الضخم في الاقتصاد الأميركي، ودفع الابتكار عالي التقنية في جميع أنحاء البلاد.

وفي حالة اكتمال هذه الاستثمارات والمشروعات، سيتعزز استقلال البلاد في مجال الطاقة، وتتحسن نوعية الهواء، ما يساعد في توفير مليون وظيفة أميركية في قطاع الطاقة النظيفة، وإنتاج ما يكفي من الكهرباء النظيفة المحلية بتكلفة معقولة لجميع المنازل الأميركية بحلول عام 2030.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز الولايات المطورة لمشروعات الطاقة النظيفة في أميركا:

إعلان المرافق (أو توسعاتها)

أشار تقرير "استثمار الطاقة النظيفة في أميركا" الذي أصدرته جمعية الطاقة النظيفة الأميركية (إيه سي بي)، إلى إعلان تطوير 26 منشأة لتصنيع الطاقة الشمسية و10 مرافق لتصنيع بطاريات التخزين و8 مرافق لتصنيع طاقة الرياح ومرفقَين اثنين لتصنيع طاقة الرياح البحرية.

وبحسب التقرير المذكور، أعلنت البلاد استثمارات رأسمالية تزيد عن 150 مليار دولار لمشروعات الطاقة النظيفة ومنشآت التصنيع، وعن 96 ألف ميغاواط من الطاقة النظيفة الجديدة، و4.4 مليار دولار في الوفورات المعلنة لأكثر من 24 مليون عميل من خدمات المرافق.

وكشف التقرير 18 ألف وظيفة تصنيع جديدة مرتبطة بإعلانات المنشآت الجديدة، إلى جانب تطوير 46 منشأة جديدة أو توسعات لمنشآت الطاقة النظيفة على مستوى المرافق منذ 16 أغسطس/آب 2022.

توفير التكاليف على المستهلكين

تقدّر شركة "سي إم إس إنيرجي" توفير 60 مليون دولار للمستهلكين، بحسب تقرير "استثمار الطاقة النظيفة في أميركا" الذي أصدرته جمعية الطاقة النظيفة الأميركية (إيه سي بي)، خلال الشهر الجاري (أبريل/نيسان).

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "سي إم إس إنرجي"، التي يقع مقرّها بمدينة جاكسون في ولاية ميشيغان، جاريك روشو: "إن تمديد الإعفاءات الضريبية لكل من طاقة الرياح والطاقة الشمسية يوفر اليقين الاقتصادي، ويقلل من تكاليف تراكم الطاقة المتجددة القوي لديها".

وقدّرت شركة "سي إم إس إنيرجي" أن ائتمان ضريبة الإنتاج (بي تي سي) الجديد سيقلل من تكاليف نشر الطاقة الشمسية بنسبة 15%، مقارنة بالتكلفة المقدّرة الأصلية لخطة النشر، وتتضمن الخطة 8 غيغاواط لتطوير الطاقة الشمسية الجديدة.

إضافة إلى ذلك، تخطط شركة "ديوك إنرجي فلوريدا" لخفض الأسعار وتوفير 56 مليون دولار للعملاء سنويًا.

وبموجب قانون خفض التضخم، هناك تأثير فوري لشركة "ديوك إنرجي فلوريدا" يتضمن تغييرات في ائتمانات ضريبة الإنتاج المرتبطة باستثمارات الطاقة الشمسية.

وقالت مسؤولة ولاية فلوريدا في شركة ديوك إنيرجي، ميليسا سيكساس: "نحن نتفهم أن عملاءنا بحاجة إلى بعض الراحة، وهذه فرصة للشركة لتمرير وفورات ضريبية لعملائنا".

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الطاقة النظيفة في أميركا بحلول 2050:

من ناحيتها، تخطط شركة "فلوريدا باور آند لايت" لإعادة ما يقرب من 400 مليون دولار للعملاء.

وستعيد الشركة مبلغ 5.8 مليون لعملائها، ما يقرب من 400 مليون دولار من الوفورات نتيجة لائتمان ضريبة الإنتاج لتطوير مراكز الطاقة الشمسية في قانون خفض التضخم.

وحتى عام 2025، تخطط الشركة إلى توفير ما يقرب من 360 مليون دولار من وفورات ضريبية اتحادية إضافية لمشروعات الطاقة الشمسية المخطط لها في المستقبل.

وتتوقع مجموعة "دبليو إي سي إنرجي غروب" توفيرًا للعملاء بقيمة 2 مليار دولار، بحسب جمعية الطاقة النظيفة الأميركية.

وأضافت مجموعة "دبليو إي سي إنرجي غروب" 2.4 مليار دولار إلى خطتها الرأسمالية الخمسية، مستهدفة ما يقرب من 3 آلاف و300 ميغاواط في الموارد المتجددة الجديدة لعملاء المرافق المنظمة، بما في ذلك ما يقرب من 1900 ميغاواط من الطاقة الشمسية و 720 ميغاواط من التخزين و 670 ميغاواط من الرياح.

وبفضل قانون خفض التضخم، تتوقع مجموعة "دبليو إي سي إنرجي غروب" توفير العملاء على المدى الطويل بما يقرب من 2 مليار دولار.

وسيسمح مشروع "ويند برايم" التابع لشركة "ميد أميركان" بتقديم طاقة متجددة تتجاوز 100% من استعمال عملاء ولاية آيوا سنويًا، مع تسليم المشروع دون تكلفة صافية للعملاء، ولديه القدرة على توفير انخفاض فوري في الفواتير.

على صعيد آخر، يرى المحللون أن مرافق ولاية ميشيغان تتحول إلى المزيد من مصادر الطاقة المتجددة، وتوفر على العملاء 500 مليون دولار على مدى عقدين من الزمن.

موضوعات متعلقة..

• انبعاثات الكربون.. توقعات بتأثير ضئيل لخطط الطاقة النظيفة في أميركا
• استثمارات الطاقة المتجددة في أميركا قد ترتفع إلى 114 مليار دولار سنويًا
• هل تركيب ألواح الطاقة الشمسية في منازل أميركا استثمار جيد؟ تقرير يجيب

اقرأ أيضًا..

• صادرات النفط من السودان والجنوب قد تتأثر بالأزمة.. كيف يكون رد فعل جوبا؟
• النفط الروسي يجد مُبتغاه في السعودية والإمارات.. ما موقف أميركا؟
• انخفاض إنتاج حقل ظهر المصري.. هل يؤثر في صادرات الغاز المسال؟
• أمين عام أوابك: 3 مشروعات غاز عربية مرتقبة.. وتكلفة إنتاج النفط في الخليج الأقل عالميًا (حوار)