أرامكو للتجارة.. ماذا تعرف عن ذراع عملاقة النفط السعودية في بيع الخام ومشتقاته؟
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- أرامكو للتجارة نشأت عام 2010 لتكون الذراع التجارية للشركة الأم
- عام 2019 كان شاهدًا على بيع أرامكو للتجارة الشحنة الأولى من الغاز المسال
- دشنت أرامكو للتجارة أول مكاتبها الخارجية في سنغافورة عام 2017
- تسهم أرامكو للتجارة في تسويق منتجات عديدة من النفط والغاز والبتروكيماويات
تُعدّ شركة أرامكو للتجارة ذراع عملاقة النفط السعودية أرامكو في تسويق وبيع النفط الخام ومشتقاته وغيرهما على المستوى العالمي، إذ نجحت الشركة الفرعية منذ تأسيسها في الوجود بالعديد من الأسواق عبر ارتكازها على محفظة تجارية ضخمة من المنتجات النفطية.
وتأتي أرامكو للتجارة ضمن إستراتيجية الشركة الأم أرامكو للتحول إلى شركة متكاملة للطاقة من خلال التوسع في عمليات إنتاج النفط وتكريره والبتروكيماويات وتسويقها عالميًا.
وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة أبرز المعلومات عن شركة أرامكو للتجارة التي تمثّل اليوم لاعبًا رئيسًا في سوق المشتقات، وشريكًا تجاريًا مهمًا لشركات التكرير والشحن والمؤسسات المالية وشركات تجارة السلع الأخرى والمستهلكين النهائيين.
نشأة أرامكو للتجارة
تعود بداية فكرة إنشاء أرامكو للتجارة لعام 2010، حين أصدر مجلس إدارة أرامكو السعودية في ذلك الوقت قرارًا بإنشائها بصفتها شركة تابعة، لدمج أصول التكرير والمعالجة والتسويق في شركة واحدة.
وفي العام التالي، أُسست أرامكو للتجارة لتكون كيانًا واقعيًا منذ عام 2011، ومقرها الرئيس في مدينة الظهران عاصمة النفط السعودي.
ومنذ عام 2012، بدأت ذراع أرامكو عملياتها التجارية والتركيز في ذلك الوقت على تجارة المنتجات المكررة والسائلة والبتروكيماويات السائبة والبولي أوليفينات.
ونجحت أرامكو للتجارة خلال الأشهر الأولى من إطلاقها دوليًا في تسويق نحو 680 ألف برميل من المنتجات النفطية.
ومع توسع نشاط الشركة، اتجهت في عام 2013 إلى تأجير مرافق للتخزين والمزج في المراكز التجارية الرئيسة، بهدف زيادة حجمها التشغيلي وتوسيع قاعدة عملائها واقتناص الفرص في الأسواق الدولية.
واتجهت الشركة بعد ذلك إلى زيادة محفظة منتجاتها بإضافة النفط الخام والغاز الطبيعي المسال، لتدعيم توسعها في السوق الدولية.
وكان عام 2019 شاهدًا على بيع أرامكو للتجارة أول شحنة لها من الغاز الطبيعي المسال، وفق المعلومات التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، أفادت وكالة بلومبرغ بأن أرامكو تمضي قدمًا في خطط طرح عام أولي لذراعها التجارية، بقيمة قد تصل إلى 30 مليار دولار.
تأسيس 4 شركات تابعة
منذ عام 2017، اتجهت الشركة إلى تأسيس مراكز تجارية رئيسة خارجية في إطار تنفيذ سياستها التوسعية واغتنام الفرص، لتتبع لها 4 شركات حاليًا في مناطق جغرافية مختلفة.
وكان مكتب سنغافورة، الذي جرى تأسيسه عام 2017 من خلال إنشاء شركة تابعة تحمل اسم "أرامكو للتجارة في سنغافورة"، هو أول مراكزها الرئيسة خارجيًا.
وفي عام 2019، أسست أرامكو للتجارة مكتبًا لها في إمارة الفجيرة بدولة الإمارات من خلال تدشين شركة تابعة تحمل اسم "أرامكو لتجارة المنتجات النفطية في الفجيرة"، لتتولى أنشطة مزج وتخزين زيت الوقود والبنزين، وفي العام نفسه، أسست -أيضًا- شركة تابعة لها في لندن.
ومؤخرًا، دشنت أرامكو للتجارة شركة تابعة لها في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية خلال العام الجاري (2023)، تحمل اسم "أرامكو للتجارة الأميركية المحدودة"، بهدف القيام بمهمة تسويق المشتقات النفطية.
وجرى تأسيس شركة أرامكو للتجارة الأميركية بعد استحواذ أرامكو للتجارة على شركة "موتيفا للتجارة"، وذلك في إطار سعيها إلى توسيع أعمالها التجارية في أميركا الشمالية والجنوبية.
وتمتلك "موتيفا" أكبر مصفاة لتكرير النفط في أميركا الشمالية، وتقع في مدينة بورت أرثر، بطاقة إنتاجية تصل إلى 630 ألف برميل يوميًا.
وبحسب آخر البيانات المتاحة على موقع أرامكو، تعتمد أرامكو للتجارة على أسطول مكون من أكثر من 40 ناقلة نفط.
ماذا تضم المحفظة التجارية للشركة؟
تضم محفظة أعمال أرامكو مجموعة كبيرة من المنتجات النفطية بالإضافة إلى النفط الخام، لتنجح الشركة في بيع 6 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام والمنتجات في الوقت الراهن، بحسب تصريحات رئيسها التنفيذي إبراهيم البوعينين، في فبراير/شباط 2023.
كما توضح بيانات أرامكو للتجارة أنها تمتلك محفظة متنوعة من مختلف درجات النفط الخام المتداولة دوليًا، إذ تحصل عليها من آسيا وأوروبا وأفريقيا والأميركتين.
ويوفر ذلك التنوع في درجات النفط الخام مجموعة واسعة من الخيارات لمصافي التكرير لتلبية الاحتياجات المختلفة للعملاء من المشتقات النفطية.
وتُصنف الشركة كذلك بأنها واحدة من كبرى شركات البنزين عالميًا، مع إدارة أرامكو للتجارة مرافق للتخزين والمزج في العديد من مناطق العالم.
وتضم محفظة أرامكو للتجارة -أيضًا- الديزل، إذ تستحوذ الشركة على حصة سوقية كبيرة من هذا الوقود، وتؤدّي دورًا مهمًا في توفير إمدادات مستقرة إلى أفريقيا والهند ومصر وأوروبا وآسيا.
كما تُعدّ الشركة لاعبًا رئيسًا في تجارة وقود الطائرات عالميًا، إذ تصدر كميات كبيرة إلى أكثر مراكز الطيران ازدحامًا، مثل المملكة المتحدة والإمارات وسنغافورة، بالإضافة إلى كوريا الجنوبية والصين وماليزيا والهند ومصر والخليج العربي.
ومنذ عام 2012، اتجهت أرامكو للتجارة إلى المنتجات العطرية لتشهد أعمال تجارة الكيماويات بصفة عامة لدى الشركة نموًا سريعًا، بالتعاون مع شركة سابك السعودية.
وبدأت الشركة منذ عام 2015 بتصدير فحم الكوك النفطي لينضم إلى محفظتها التجارية، وتكون أكبر مصدر لفحم الكوك عالي الكبريت في الشرق الأوسط.
وضمت الشركة إلى محفظتها تداول الغاز الطبيعي المسال منذ عام 2018، لتعزيز وجودها عالميًا، وتزويد الشركات التابعة لها دوليًا بمتطلبات الغاز المسال، الذي تشهد تجارته رواجًا كبيرًا في السنوات الأخيرة.
وكان قد سبق ذلك بدء أرامكو للتجارة في عام 2017 بضم تداول غاز النفط المسال إلى محفظتها التجارية.
كما تُعد أرامكو للتجارة من بين أكبر تجار النافثا عالميًا، مع استهداف الشركة السوق الآسيوية، خاصة اليابان وكوريا الجنوبية الأعلى طلبًا على تلك المادة.
ومن بين محفظة الشركة -أيضًا- التجارة في زيت الوقود عالي ومنخفض الكبريت بمناطق متعددة في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة والإمارات، لتقدم خدمة تموين السفن، كما تمتلك مرافق لمزج وتخزين زيت الوقود في هولندا و الإمارات والسعودية ومصر.
وجاءت الشركة -أيضًا- من بين أحد المصدرين الرئيسين للكبريت بمنطقة الخليج العربي والبحر الأحمر، للاستعمال الصناعي في السوق العالمية.
وبصفة عامة، تخطط السعودية لزيادة إنتاجها النفطي بحلول عام 2027 إلى 13 مليون برميل يوميًا، على أن تحوّل 4 ملايين من إنتاجها إلى مواد كيماوية بحلول عام 2030.
موضوعات متعلقة..
- أرامكو السعودية تؤسس شركة جديدة في أميركا وتضم موتيفا للتجارة إليها
- أرامكو السعودية تتوغل في قطاع البتروكيماويات الآسيوي بصفقة استحواذ ومشروعات ضخمة (تقرير)
- أرامكو ثاني العلامات التجارية الأكثر قيمة بقطاع النفط والغاز.. وشل في المقدمة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أمين عام أوابك لـ"الطاقة": النهج الاستباقي لـ"أوبك+" ينقذ سوق النفط
- بالأرقام.. خلافات مالية تؤجل شراء الإمارات شركة وقود وطنية التابعة للجيش المصري (خاص)
- ألواح شمسية تعمل 1000 ساعة متواصلة بكفاءة.. أين تُستعمَل؟