أصبح إنتاج النفط في السودان وجنوبه مصدر قلق جديدًا في الأسواق العالمية، في ظل احتدام الصراع السياسي بين القادة العسكريين لليوم الثالث على التوالي، وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية.
يُقدَّر إنتاج النفط في السودان -أصغر منتج في تحالف أوبك+- بنحو 60 ألف برميل يوميًا، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).
ويُعدّ هذا الإنتاج أقلّ بنحو 100 ألف برميل يوميًا من جنوب السودان المجاور، ثالث أكبر منتج في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى.
ومع ذلك، يعتمد جنوب السودان على السودان لتصدير نفطه الخام، الذي ينتقل عبر خط أنابيب إلى البحر الأحمر عبر الخرطوم، حيث سُمع دوي انفجارات وإطلاق نار اليوم الإثنين (17 أبريل/نيسان 2023).
صادرات النفط في السودان وجنوبه
يدور القتال في السودان حول صراع على السلطة بين قائد القوات المسلحة والرئيس الفعلي اللواء عبدالفتاح البرهان، ونائبه الفريق محمد حمدان دقلو الذي يقود قوات الدعم السريع.
وتترقب سوق النفط تداعيات هذا الصراع، على الرغم من عدم وجود تقارير فورية عن تأثّر العمليات في البنية التحتية لإنتاج النفط أو التكرير أو التصدير في السودان، منذ اندلاع القتال في 15 أبريل/نيسان في العاصمة، بالقرب من حدود جنوب السودان وفي بورتسودان.
وقال رئيس برنامج إفريقيا في معهد تشاتام هاوس، أليكس فاينز، لـ"إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، إن الصادرات عبر خط الأنابيب قد تتأثّر، و"أعتقد أنه أحد الأسباب التي دفعت جوبا إلى التوسط".
ومن جانبه، أوضح المحلل من جنوب السودان، أديو ماجوك، أن "الشعور السائد حول جنوب السودان هو أنه إذا استمر الصراع في التصعيد، فإنه سيؤثّر في إنتاج النفط والدخل".
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور إنتاج النفط في السودان:
تداعيات محتملة للصراع في السودان
لم تظهر حتى الآن مؤشرات على تأثّر صادرات النفط، ومع ذلك، أدت الانتفاضات السابقة في السودان إلى نزوح البراميل من السوق.
بالنسبة لأسواق النفط، فإن القلق هو أن الحرب الأهلية يمكن أن تعطّل صادرات النفط من جنوب السودان، الذي يعتمد على السودان، المناسب لإيصال الخام إلى السوق عبر الميناء النفطي على البحر الأحمر.
ففي عام 2021، عطلت الاحتجاجات القبلية في شرق السودان الصادرات من جنوب السودان، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "أويل برايس" (Oil Price).
الآن، تراقب أسواق النفط عن كثب صراع القوى بين القوات العسكرية وشبه العسكرية، بحثًا عن مؤشرات على احتمال تعطّل خام جنوب السودان مرة أخرى.
ونظرًا لأن ميناء البحر الأحمر -الذي يتعامل مع النفط الخام في جنوب السودان- هو أحد أصول البنية التحتية الإستراتيجية، فإن مراقبي سوق النفط يراقبون التطورات بحذر.
النفط في جنوب السودان
بينما ينتمي معظم النفط إلى جنوب السودان، فقد صدّر البلَدان معًا نحو 132 ألف برميل يوميًا من النفط الخام في عام 2021.
وتتمثل خامات تصدير السودان وجنوب السودان في مزيج النيل ومزيج دار، والتي تباع غالبًا لمصافي تكرير آسيوية في الصين والهند وماليزيا.
قيّمت "بلاتس" مزيج دار على أساس التسليم على ظهر السفينة من ميناء مرسى بشاير النفطي على البحر الأحمر عند 84.38 دولارًا للبرميل في 14 أبريل/نيسان، بخصم قيمته 3.5 دولارًا للبرميل مقارنةً بخام برنت.
بموجب الاتفاق المالي الانتقالي، الموقّع بعد استقلال جنوب السودان في عام 2011، تدفع جوبا للخرطوم رسومًا وتعرفة غير تجارية لشحن خامها إلى الأسواق الدولية.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور إنتاج النفط في جنوب السودان:
كان جنوب السودان -الذي يعتمد على عائدات النفط بنسبة 95% من ميزانيته الوطنية- قد اتهم السودان في الماضي بتحويل الخام إلى مصافي التكرير الداخلية دون موافقته.
في سبتمبر/أيلول 2022، قال مسؤولون في جنوب السودان، إنهم اشتروا أرضًا في دولة جيبوتي الساحلية الصغيرة لبناء محطة تصدير جديدة، كما تُعدّ الدولة جزءًا من شبكة نقل البضائع الإقليمية التي طال تأخُّرها، والتي بدأت في لامو على الساحل الكيني.
وتُقدَّر احتياطيات النفط في جنوب السودان بنحو 3.5 مليار برميل، لكن الإنتاج راكد في السنوات الأخيرة، على الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز الإنتاج من الآبار القديمة.
موضوعات متعلقة..
- النفط في السودان.. وزير الطاقة يدعو شركات 3 دول لزيادة استثماراتها
- احتياطيات النفط في السودان.. الخرطوم تجهز لطرح مناقصة أمام الشركات العالمية
- أول لقاء بين وزيري النفط في السودان وجنوب السودان لبحث فرص التعاون
اقرأ أيضًا..
- الهند تعلن موقفها من شراء النفط الروسي بأعلى من السقف السعري
- صادرات الغاز الجزائري عبر الأنابيب إلى أوروبا تتجاوز 3 دول كبرى
- الطاقة النووية في ألمانيا تُشعل انقسامًا عميقًا بعد غلق المفاعلات الـ3
- سوق بطاريات السيارات الكهربائية مرشحة للنمو 5 أضعاف بحلول 2035
