إطلاق أكبر محطة لبطاريات تخزين الكهرباء في الفلبين
ضمن خطة لإنشاء 32 محطة بقدرة 1000 ميغاواط
أحمد أيوب
يشهد قطاع بطاريات تخزين الكهرباء في الفلبين طفرة هائلة، مع إطلاق أول وأكبر منشأة في البلاد، مطلع شهر أبريل/نيسان الجاري، في أولى خطوات مشروع ضخم تتبناه مانيلا لدعم قطاع الكهرباء.
وتسعى الفلبين إلى أن تصبح إحدى الدول الرائدة في مجال بطاريات التخزين، عبر إنشاء شبكة محطات على مستوى البلاد بقدرة تبلغ 1000 ميغاواط، بحسب ما نشره موقع كلين تكنيكا (Clean Technica).
وتقع المنشأة في مقاطعة باتان التاريخية، الواقعة على بُعد 78 ميلًا من العاصمة مانيلا، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
قدرات هائلة
افتُتحت أول وأكبر محطة لبطاريات تخزين الكهرباء في الفلبين بمنطقة "ليماي" بمقاطعة باتان، بقدرة تصل إلى 50 ميغاواط، ضمن خطة لإنشاء منظومة متكاملة تضم 32 محطة على مستوى البلاد، بقدرة تخزينية 1000 ميغاواط، وفقًا لما ذكره موقع بي في ماغازين (PV Magazine).
وتمتلك وتشغل المنظومة -على مستوى البلاد- شركة "سان ميغيل" المملوكة لشركة "غلوبال باور هولندنغز"، وتعد المنظومة من أكبر شبكات بطاريات التخزين المتكاملة في العالم.
ومن المتوقع الانتهاء من المحطات الـ32 على مستوى البلاد، بحلول نهاية العام الجاري (2023).
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "سان ميغيل" رومان إس أنغ: "محطات منظومة بطاريات تخزين الكهرباء في الفلبين تدعم تخزين فوائض الكهرباء في البلاد، وإعادة ضخها متى وأينما دعت الحاجة في غضون وقت قصير؛ لضمان استقرار جودة الكهرباء والوصول إلى المستهلكين في جميع أنحاء البلاد".
وأضاف أن بطاريات تخزين الكهرباء هي ابتكار عالمي من شأنه تحقيق الاستقرار والموثوقية لقطاع الطاقة، مؤكدًا إمكان وصول الكهرباء للمناطق النائية عبر هذه التقنية، حسبما أورد في شرح قدمه لوسائل الإعلام المحلية.
وأوضح أن شبكة منظومة بطاريات تخزين الكهرباء في الفلبين بإمكانها دمج القدرات المتولدة من مصادر الطاقة المتجددة -ذات الأحجام الصغيرة والمتوسطة- في الشبكة الوطنية، كما أنها تشجع جذب المزيد من استثمارات الطاقة المتجددة مستقبلًا.
وتابع: "من خلال منظومة بطاريات تخزين الكهرباء، يمكننا التصدي للمشكلات التي تواجه معظم مصادر الطاقة المتجددة والتي تتمثل في "التقطع" بسبب عدم انتظام أو موسمية مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح".
وأشار إلى أنه من المتوقع دمج ما يصل إلى 5 آلاف ميغاواط من الكهرباء المتولدة من الطاقة المتجددة في الشبكة الوطنية بفضل المنظومة الجديدة، على مدار العامين المقبلين.
تقنيات مبتكرة
تنفذ شركة "سان ميغيل" منظومة بطاريات تخزين الكهرباء في الفلبين بالشراكة مع شركات: "إي بي بي فيلبينس"، و"فلونس"، و"وارتسيلا" بصفتها مقاولة للأعمال الهندسية والمشتريات والإنشاءات.
وتقدم شركة "فلونس" تقنيات مراقبة استجابة التردد والطاقة الاحتياطية وتنظيم الجهد الكهربائي، وتعد شركة "سان ميغيل" أكبر عملائها في المنطقة.
من جانبه، قال مدير عام منطقتي جنوب شرق وشرق آسيا بشركة فلونس، دون إتش لي، إن تدشين منظومة بطاريات تخزين الكهرباء في الفلبين حدث مهم للغاية بالنسبة لشركته، مضيفًا أن أول تعاون لها مع شركة "سان ميغيل" كان في مشروع إعادة هندسة محطة "ماسينلوك" العاملة بالفحم؛ حيث نُشرت تقنية تخزين الكهرباء بقدرات 570 ميغاواط في 18 موقعًا من بين 32 موقعًا.
وأوضح لي أن شركة "فلونس" نجحت في اختبارات الامتثال مع الشبكة الوطنية، ضمن خطط إنجاح منظومة بطاريات تخزين الكهرباء في الفلبين.
ومن جانب آخر، زودت شركة سامسونج شركة "سان ميغيل" بتقنية وحدة البطارية المتقدمة، التي لا تحتوي على انبعاثات مباشرة في عملياتها.
وتدفع هذه التقنية نحو تحقيق عنصر الاستقرار للشبكة، والعمل بكفاءة وبتكلفة منخفضة، باستخدام أحدث تقنيات بطاريات الليثيوم أيون في الفلبين وجنوب شرق آسيا.
تجدر الإشارة إلى أن شركة "سان ميغيل" تُعَد من أكبر موردي الكهرباء في الفلبين وتؤدي دورًا مهمًا في ملف الإمدادات بالبلاد، وهي مساهم رئيس في تحقيق أهداف مانيلا المناخية المتمثلة في توليد 35% من الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030، و50% عام 2040.
دعم رسمي
قال الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، إن شركة "سان ميغيل غلوبال باور" شركة فلبينية محل فخر للبلاد، مضيفًا أن الشركة في طريقها لتصبح واحدة من أكبر مشغلي أنظمة بطاريات التخزين.
وأضاف: "هذا يحقق لنا الريادة في استعمال هذه التقنية على مستوى العالم، وهذا أمر مهم للغاية لمستقبل الطاقة النظيفة في بلدنا".
وأضاف الرئيس الفلبيني أن منظومة بطاريات تخزين الكهرباء في الفلبين تدعم تحقيق مستهدفات البلاد المتمثلة في توليد 35% من إجمالي احتياجات البلاد من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
وأثنى على المنظومة من الناحية الفنية ووصفها بأنها آمنة، ولا تُصدر أي انبعاثات كربونية، ولا تطلق أي نفايات، متوجهًا بالشكر للشركة المنفذة للمشروع؛ لما تسهم به في تحقيق مستهدفات التنمية في بلاده.
وطورت شركة "سان ميغيل" منظومة بطاريات تخزين الكهرباء في الفلبين بصفتها أحد الحلول لأزمة الكهرباء؛ إذ يمكنها سد فجوة نقص الإمدادات عن طريق تخزين الإمدادات الفائضة وإتاحتها عندما يكون الطلب مرتفعًا عليها.
ولدى الحكومة الفلبينية خطط طموحة للتحول نحو الطاقة النظيفة، من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البحرية، بالإضافة إلى مصادر طاقة أخرى أكثر أمانًا وصديقة للبيئة.
وتتمتع الفلبين بمصادر الطاقة الحرارية الأرضية النشطة، كما أن طبيعتها الجغرافية التي تتميز بوجود الشواطئ والمناطق الجبلية فضلًا عن الأراضي المسطحة تجعلها مثالية لإقامة مشروعات الطاقة المتجددة.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية في الفلبين تستعد لاستثمارات جديدة
- أسعار الكهرباء في الفلبين تشعل صراعًا بين الحكومة وكبار المنتجين
- الفلبين تتجه إلى الطاقة النووية لزيادة إنتاج الكهرباء
اقرأ أيضًا..
- العراق يسدد مستحقات الغاز الإيراني شهريًا.. والضخ يتضاعف (خاص)
- هل تأثر استهلاك الكهرباء في أوروبا بإجراءات الخفض الطارئة خلال الشتاء؟ (تقرير)
- هكذا تتأثر صناعة النفط بأخطاء البيانات.. معلومات الطاقة الأميركية نموذجًا (تقرير)