رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

إمكانات المعادن في أميركا اللاتينية فرصة هائلة لتعزيز تقنيات الطاقة النظيفة (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • أميركا الجنوبية تنتج كميات كبيرة من معدن الليثيوم
  • انخفضت حصة المنطقة من استثمارات الاستكشاف عالميًا
  • يوجد في البرازيل خمس احتياطيات العالم من العناصر الأرضية النادرة
  • قطاع التعدين مصحوب بمخاطر بيئية عالية رغم إمكاناته المرتفعة

تَعِد إمكانات المعادن في أميركا اللاتينية بأن تؤدي دورًا مهمًا لتلبية الطلب من تقنيات الطاقة النظيفة، ومن ثم مساعدة الاقتصاد العالمي على مواجهة اختناقات سلاسل التوريد، التي تهدد عمليات تحول الطاقة.

وأوضح تقرير حديث لوكالة الطاقة الدولية أن أميركا الجنوبية تُعدّ موطنًا ومنتجًا كبيرًا للعديد من المعادن، على رأسها، الليثيوم المستعمل في إنتاج البطاريات، وكذلك معدن النحاس أحد المكونات الرئيسة لمصادر الطاقة المتجددة وشبكات الكهرباء.

وأكد التقرير، الذي اطلّعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، أن هناك فرصة أمام إمكانات المعادن في أميركا اللاتينية للتوسع في إنتاج معادن نادرة أخرى ضرورية لمحركات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح، وكذلك النيكل المكون الرئيس في صناعة البطاريات، لكنها تحتاج إلى تشجيع الاستثمارات وتقليل المخاوف البيئية.

احتياطيات المعادن في أميركا اللاتينية

تنتج أميركا اللاتينية نسبة 40% من النحاس عالميًا، بقيادة تشيلي التي تمثّل 27% من الإنتاج العالمي، وبيرو والمكسيك اللتين تشكّلان 10% و3% على التوالي.

كما تمتلك القارة حصة من احتياطيات النحاس العالمية تقترب من المستوى نفسه للإنتاج (40% تقريبًا)، مع وجود إمكانات غير مستغلة في المكسيك وكولومبيا.

وخلال العقد الماضي، ارتفعت حصة المنطقة من الاستثمارات العالمية للتنقيب عن النحاس من 35% إلى 45%، الأمر الذي يرفع من احتمال زيادة الإنتاج.

المعادن في أميركا اللاتينية
منجم تعديني- أرشيفية

وفي السياق نفسه، توفر أميركا اللاتينية نحو 35% من إمدادات الليثيوم عالميًا، بقيادة تشيلي التي تنتج 26%، والأرجنتين بنسبة 6%، لتحتلّا ثاني ورابع أكبر منتجين عالميًا على الترتيب.

وتقع -أيضًا- نصف احتياطيات الليثيوم العالمية في منطقة أميركا اللاتينية، بقيادة الأرجنتين وتشيلي بنسبة 21% و 11% على التوالي.

وتمتلك كذلك دولة بوليفيا موارد كبيرة غير مستغلة من معدن الليثيوم، ولكنها تفتقر إلى البنية التحتية، ما جعل الاستفادة منها غير مُجدٍ اقتصاديًا.

وبناءً على ذلك، يمكن لأميركا اللاتينية أن يكون لها دور أكبر في تلبية الطلب العالمي المرتفع بوتيرة سريعة على معدن الليثيوم.

وتوضح بيانات وكالة الطاقة الدولية أن استثمارات التنقيب عن معدن الليثيوم في المنطقة زادت بأكثر من الضعف خلال العقد الماضي، لترتفع من 44 مليون دولار في عام 2010، إلى 91 مليون دولار عام 2021.

ورغم ذلك، انخفضت حصة المنطقة من استثمارات البحث والاستكشاف عالميًا من 52% إلى 36% خلال المدّة نفسها.

وفي السياق ذاته، يدرس أكبر منتجي الليثيوم في أميركا اللاتينية فكرة إنشاء منظمة لهذا المعدن، على غرار أوبك، تستهدف تعزيز قدرات معالجة خام الليثيوم وتطوير صناعة البطاريات.

إمكانات كبيرة في معادن أخرى

مع تميّزها بالنحاس والليثيوم، فإن إمكانات المعادن في أميركا اللاتينية تزخم -أيضًا- بعناصر أخرى مثل الغرافيت والنيكل والمنغنيز والمعادن الأرضية النادرة، لكنها غير مستغلة بالصورة الكافية.

وعلى سبيل المثال، يوجد في البرازيل نحو خمس الاحتياطيات العالمية من الغرافيت والنيكل والمنغنيز والمعادن الأرضية النادرة، ولكنها تنتج كميات ضعيفة تبلغ 0.2% فقط من الإنتاج العالمي للمعادن النادرة و7% من الغرافيت.

ولم تنجح إمكانات هذه المعادن في أميركا اللاتينية بجذب استثمارات كافية تتماشى مع حجمها، فمثلًا تستحوذ المنطقة على 7% فقط من استثمارات الاستكشاف العالمية للنيكل والمعادن النادرة.

ودعت وكالة الطاقة الدولية حكومات دول المنطقة إلى إصدار سياسات لجذب المزيد من الاستثمارات إلى أنشطة قطاع المعادن في أميركا اللاتينية، متضمنة حوافز ولوائح واضحة، مع ضمان تنفيذ معايير الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.

وترى الوكالة الدولية أن اتجاه حكومات المنطقة للحوار مع المستثمرين والشركات المحلية وزيادة التعاون الدولي أمر حاسم لتصميم وتنفيذ تلك السياسات الضرورية للاستفادة الكاملة من إمكانات المعادن في أميركا اللاتينية.

مخاطر بيئية كبيرة

رغم أن قطاع المعادن في أميركا اللاتينية يتمتع بإمكانات تنموية كبيرة، فإنه مصحوب بمخاطر بيئية عالية مع تداعيات سلبية على المجتمعات المحلية.

المعادن في أميركا اللاتينية
آثار من انهيار سد برومادينيو البرازيلي- أرشيفية

وتقع معظم أنشطة التعدين في أميركا اللاتينية بالقرب من التكوينات الجيولوجية الحساسة والمتنوعة بيولوجيًا، ولذلك تواجه مشروعات التعدين معارضة قوية محليًا.

وبحسب التقرير، تُعدّ قضايا البيئة والحوكمة مصدر قلق كبيرًا لشركات التعدين العالمية، فهي ضرورة لاكتساب دعم المجتمعات المحلية وحماية البيئة، إذ تعرضت المنطقة خلال العقد الماضي لكوارث كبرى تسببت في وجود اتجاهات مناهضة للتعدين.

ومن بين تلك الكوارث تسرّب 40 ألف متر مكعب من حمض الكبريتيك إلى نهر سونورا في المكسيك خلال عام 2014، الأمر الذي أثّر في إمدادات المياه لآلاف الأشخاص، بالإضافة إلى كارثة انهيار سدّ بمنطقة برومادينيو في البرازيل الذي أودى بحياة 270 شخصًا.

وطالبت وكالة الطاقة الدولية بوضع خطوط للمؤشرات البيئية الرئيسة قبل البدء في مشروعات جديدة، مثل جودة المياه الجوفية، ومراقبة المشروعات باستمرار، مشددة على ضرورة وجود شفافية حول استعمال المياه وخصائص مياه الصرف والانبعاثات الناتجة عن التعدين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق