صادرات الوقود الروسي تتدفق إلى إيران عبر السكك الحديدية
بلغت 30 ألف طن خلال شهري فبراير ومارس
يبدو أن محاولات الغرب لتضييق الخناق على موسكو وطهران لم تجد نفعها، مع بدء تدفّق صادرات الوقود الروسي إلى إيران عبر السكك الحديدية.
فقد بدأت روسيا في تزويد إيران بالوقود عن طريق السكك الحديدية خلال العام الجاري (2023)، مع عزوف المشترين التقليديين عن التجارة مع موسكو، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.
تأتي هذه الخطوة في وقت تخضع فيه روسيا وإيران لعقوبات غربية صارمة، ويدخلان في مواجهة شرسة مع الدول الغربية.
لذا ليس من المستغرب أن يتقارب البلدان، وينشأ بينهما علاقات قوية، لدعم اقتصادهما وتقويض العقوبات الغربية، التي وصفتها كل من موسكو وطهران بأنها غير مبررة.
تعزيز صادرات الوقود الروسي إلى إيران
كان نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قد أعلن في الخريف الماضي بدء مبادلة إمدادات المشتقات النفطية مع طهران، لكن تدفّق صادرات الوقود الروسي إلى إيران لم يبدأ سوى العام الجاري، بحسب مصادر لوكالة رويترز.
ووفقًا للبيانات، بلغت صادرات الوقود الروسي إلى إيران خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار (2023) نحو 30 ألف طن من البنزين والديزل.
وأشارت التقارير إلى أن صادرات الوقود الروسي تدفقت إلى إيران عن طريق السكك الحديدية من موسكو عبر قازاخستان وتركمانستان،
في حين نُقلت بعض شحنات البنزين من إيران إلى دول مجاورة، من بينها العراق، عن طريق الشاحنات.
تحديات تواجه صادرات الوقود الروسي
تحاول إيران تنويع الإمدادات من المشتقات النفطية، لا سيما أن الاستهلاك تجاوز إنتاج الوقود المحلي في الآونة الأخيرة، خاصة في المقاطعات الشمالية.
وزوّدت روسيا إيران بكميات ضئيلة من الوقود عن طريق الناقلات عبر بحر قزوين، كما كان عليه الحال في عام 2018.
وفي الوقت الراهن، زاد اهتمام شركات النفط الروسية بتصدير الديزل والبنزين إلى إيران عن طريق السكك الحديدية، إذ تعاني صادرات الوقود المنقولة بحرًا من ارتفاع أسعار الشحن، والسقف السعري المفروض من قبل دول مجموعة الـ7.
ومع ذلك، تواجه صادرات الوقود الروسي عبر السكك الحديدية اختناقات على طول الطريق.
وهناك توقعات بزيادة تصدير الوقود إلى إيران خلال العام الجاري (2023)، لكن حجم المشكلان المتعلقة بالخدمات اللوجستية غير معروف، وقد يؤثّر ذلك في الصادرات.
العقوبات الغربية
على الجانب الآخر، أدت العقوبات الغربية على النفط والمشتقات الروسيين بعد غزو موسكو لأوكرانيا إلى إعادة تشكيل سوق الوقود العالمية.
وظهر ذلك بوضوح على الناقلات التي بدأت تتخذ طرقًا أطول، واختيار المورّدين وجهات وطرق نقل غير معتادة.
كما أن إيران تخضع لعقوبات غربية منذ سنوات، وباتت فرص وصولها إلى الأسواق العالمية محدودة.
أمّا فيما يتعلق بصفقة مبادلة النفط والغاز بين روسيا وإيران، فقد سبق أن قال نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، إن الصفقة شهدت تطورات مهمة، مؤخرًا، ويناقش الطرفان كل ما يتعلق بالتفاصيل التقنية.
ووصف نوفاك الصفقة بأنها "مشروع واعد"، إذ تسعى إيران لتتحول إلى نقطة عبور لنقل إمدادات الطاقة الروسية إلى عملاء موسكو، وتستفيد بحصّة من التدفقات لتلبية الطلب المحلي.
وفي وقت سابق من شهر مارس/آذار (2023)، صرّح وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي أن بلاده تعتمد على مبادلات النفط والغاز الروسيين.
وقال، إن عام 2023 سيشهد تدفّق كميات ضخمة من الإمدادات، معربًا عن سعادته لبدء التعاون بين البلدين في هذه المسألة.
وخلال شهر أكتوبر/تشرين الأول (2022)، أشارت روسيا إلى أن صفقة التبادل مع إيران قد تشمل مبدئيًا نحو 5 ملايين طن من النفط، وضح 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا.
موضوعات متعلقة..
- صفقة مبادلة النفط والغاز بين روسيا وإيران تصل لمرحلة التفاصيل التقنية
- تعاون روسيا وإيران في مجال الطاقة ضرورة قصوى (مقال)
اقرأ أيضًا..
- سوناطراك تعلن 6 اكتشافات نفطية جديدة في الجزائر
- دراسة سعودية: حظر عقود الغاز طويلة الأجل في أوروبا قد يهدد استقرار السوق
- تفريغ شحنة من النفط الروسي في غانا بعد انتظار مرير.. القصة كاملة