تفريغ شحنة من النفط الروسي في غانا بعد انتظار مرير.. القصة كاملة

نجحت أول شحنة من النفط الروسي تشقّ طريقها إلى غانا منذ 4 سنوات، في الوصول إلى وجهتها أخيرًا، بعد انتظار مرير دام شهرًا ونصف قبالة سواحل البلاد.

إذ أفرغت ناقلة النفط البحرية "ثيسيوس" شحنة من الخام الروسي قادمة من ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود، بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وحصلت "ثيسيوس"، في نهاية الأسبوع الماضي، على إذن بالرسو لتفريغ الشحنة في صهاريج التخزين التابعة لمصفاة تكرير النفط تيما، بعد انتظار مرير قبالة سواحل غانا بدأ في 24 فبراير/شباط الماضي.

النفط الروسي إلى غانا

أظهرت بيانات التعقب أن السفينة غادرت مرساها الأول يوم الخميس (6 أبريل/نيسان 2023)، ثم توقفت في نقطة الإرساء المنفردة عصر اليوم التالي (الجمعة)؛ إذ تتصل نقطة الإرساء بصهاريج التخزين في المصفاة عبر خط أنابيب تحت سطح البحر.

وغادرت السفينة نقطة الإرساء صباح اليوم الإثنين (10 أبريل/نيسان 2023)، بعد تفريغ حمولتها المقدّرة بنحو 600 ألف برميل من النفط الخام.

كانت شركة النفط الوطنية الغانية قد منحت السفينة مدّة تسليم لتفريغ الحمولة، إلّا أن الأمر تعطَّل بسبب اعتبارات تخصّ الأمن القومي.

عندما كانت السفينة في طريقها إلى غانا، قال مدير الشركة، إن الشحنة ستُعترض إذا كانت متجهة إلى بلاده.

كان الإذن قد مُنح للسفينة بعد مزاعم بأنها قادمة من قازاخستان، لكن تبيَّن لاحقًا من تقرير لأحد عملاء ميناء نوفوروسيسك وبيانات شركتي فورتكسا وكبلر لتعقُّب السفن، أن السفينة قادمة من روسيا.

وحدّد معهد أمن الطاقة -ومقرّه العاصمة أكرا- هوية مشتري الشحنة، وهي شركة بلاتون غاز أويل غانا المحدودة، التي تدير مصفاة تكرير صغيرة بجوار "تيما".

واستأجرت الشركة صهاريج تخزين في "تيما"، وسيستغرق الأمر 6 أشهر على الأقلّ لتكرير النفط الروسي، حسبما قال المدير التنفيذي للمعهد نانا أمواسي، في مقابلة سابقة.

وقد أغلقت تيما مصفاة تكرير النفط الخام الرئيسة الوحيدة في غانا، لقرابة عامين، رغم تأكيدات الحكومة باستئناف تشغيلها في العام الجاري (2023).

عقوبات وتحديات

في هذا الصدد، كشفت صحيفة "إنرجي إنتليغانس" كواليس أول شحنة نفط روسية إلى غانا، وذلك في تقرير نُشر 15 مارس/آذار المنصرم.

فقد رست الناقلة ثيسيوس -التي ترفع علم دولة سانت كيتس ونيفيس الواقعة في البحر الكاريبي- خارج مصفاة تيما في غانا منذ 24 فبراير/شباط الماضي.

وكان من المتوقع أن تفرغ السفينة المملوكة لشركة "غاتيك شيب مانجمنت"، ومقرّها مومباي في الهند، حمولة النفط في صهاريج التخزين المملوكة لمصفاة تيما ذات السعة 45 ألف برميل يوميًا.

وتقول تقارير غير مؤكدة، إن النفط بيعَ إلى شركة بلاتون أويل آند غاز التي تديرها أوكرانيا في غانا.

كما زعمت قناة "جوي نيوز" المحلية في غانا أنها اطّلعت على وثائق رسمية تؤكد أن مستأجر السفينة هي شركة بيلاتريكس إنرجي التجارية غير المعروفة، ومقرّها هونغ كونغ، وأن ميناء التحميل الأصلي لم يكن نوفوروسيسك الروسي، وإنما ميناء أكاتو المطل على بحر قزوين في قازاخستان.

كما تشير مصادر تجارية مطّلعة إلى أن ميناء أكتاو -على بحر قزوين- لا يمكنه التعامل سوى مع السفن الصغيرة، وأن بحر قزوين غير ساحلي، ما يعني أنه لا يوجد طريق واضح لنقل النفط إلى غانا.

مشترو النفط الروسي

في سياق متصل، يبحث النفط الروسي عن مشترين بعد دخول حظر أقرّه الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الروسية في فبراير/شباط المنصرم، لكبح جماح الحرب الروسية على أوكرانيا.

إذ نجح النفط الروسي في الوصول إلى السنغال في صورة 5 شحنات عبر ميناء داكار الرئيس خلال شهر فبراير/شباط المنصرم.

وتحصل البلد الواقعة في غرب أفريقيا على إمدادات النفط من شركة ليتاسكو، الذراع التجارية لشركة لوك أويل الروسية، والتي تنشط بالمنطقة منذ أكثر من 20 عامًا.

كما تزوّد الشركة الروسية غانا المجاورة بزيت الوقود الروسي، وتحصل في مقابله على الذهب بدلًا من النقد، بموجب اتفاق مع الحكومة الغانية التي تعاني من ضائقة مالية منذ نهاية العام الماضي (2022).

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات النفط الروسي منذ يناير/كانون الثاني 2022 حتى يناير/كانون الثاني 2023:

موضوعات متعلقة..

• بنك هندي يطبق سقف أسعار النفط الروسي.. هل تحل الروبية محل الدولار؟
• ناقلات النفط الروسي المتقادمة تنذر بكارثة عالمية.. ما القصة؟
• سقف أسعار النفط الروسي ينجو من المراجعة خلال مارس

اقرأ أيضًا..

• أرامكو السعودية تطمئن عملاءها في آسيا على إمدادات النفط بعد تخفيضات أوبك+
• كيف يستفيد اقتصاد الهيدروجين من ازدهار سوق الغاز الطبيعي المسال؟
• أبراج خشبية لتوربينات الرياح.. فكرة جديدة في عالم الطاقة النظيفة
• تيسلا في مرمى النيران بعد فضيحة تسريب تسجيلات كاميرا السيارات الكهربائية