أزمة الكهرباء في الهند تدفع الحكومة للشراء من الشركات الخاصة
تورينت باور تفوز بمناقصة الحكومة لتوريد 1100 ميغاواط
رجب عز الدين
تتجه أزمة الكهرباء في الهند للتصاعد خلال صيف 2023، وسط مخاوف من انقطاع التيار بصورة واسعة النطاق، كما حصل خلال الصيف الماضي.
وطرحت الحكومة مناقصة أمام شركات القطاع الخاص لتوريد كميات من الكهرباء المولدة من الغاز الطبيعي، تحسبًا لموجة الحر المقبلة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وفازت شركة "تورينت باور" على شركة "ريلانيس إندستريز" في مناقصة الحكومة الهندية الأخيرة لتوريد 1100 ميغاواط إلى الشبكة، بعد أن قدّمت أقلّ عطاء من حيث السعر، وفقًا لوكالة رويترز.
فاز الأقل سعرًا
حددت الشركة توريد 770 ميغاواط بـ13.7 روبية (0.17 دولارًا) للوحدة، على أن تُضَخّ في الشبكة خلال 45 يومًا في شهري أبريل/نيسان، ومايو/أيار 2023.
*(الروبية= 0.012 دولارًا).
وستبيع "تورينت باور" هذه السعة من محطتين تابعتين تعملان على توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي في ولاية غوجارات الغربية في الهند.
وقدّمت شركة ريلانيس إندستريز عطاءً يشترط تسعير الوحدة بـ20.5 روبية، بينما قدّمت شركة غاما إنفرابروب سعرًا للوحدة بقيمة 14.9 روبية، وكلا التسعيرين أعلى من عرض تورينت باور الفائزة.
ومن المقرر توقيع عقود التوريد النهائية مع شركة تورينت باور خلال الأسابيع المقبلة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
مناقصات 5 آلاف ميغاواط
طرحت هذه المناقصة عبر شركة" إن تي بي سي"، أكبر منتج للكهرباء في الهند، بناءً على تعليمات من وزارة الطاقة الهندية في إطار خطة تستهدف شراء 5 آلاف ميغاواط من محطات الكهرباء الخاصة العاملة بالغاز.
ومن المقرر عرض مناقصات أخرى أمام الشركات حتى 16 مايو/أيار 2023، في إطار الاستعداد لموسم الصيف الجاري الذي لا يتوقع انخفاض حرارته عن العام الماضي.
ومن المقرر تمويل هذه الصفقات عبر صندوق استثمار متخصص في تطوير نظام الكهرباء ( بي إس دي إف)، وهو صندوق تابع لوزارة الطاقة الفيدرالية الهندية.
أسعار الغاز عائق
اتخذت وزارة الطاقة الهندية عدّة تدابير تستهدف تجنُّب انقطاع التيار الكهربائي، وسط توقعات بوصول الطلب إلى ذروته خلال الصيف عند 230 غيغاواط.
واعتمدت الحكومة مخصصات مالية لصيانة بعض محطات الكهرباء العاملة بالفحم، إضافة إلى تعزيز قدرات المحطات العاملة بالغاز الطبيعي.
وتستطيع الهند توليد 24 غيغاواط إضافية عبر محطات الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعي، إلّا أن ارتفاع أسعار الغاز العالمية ما زال يعوقها عن توليد هذه السعة الحيوية لفصل الصيف الجاري.
وتعدّ الهند ثاني أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان بعد الصين، إذ يسكنها قرابة 1.4 مليار نسمة، ما يلقي بمسؤولية ثقيلة على عاتق الحكومة في توفير الكهرباء لهذا الكم الضخم من السكان، خلافًا للبلاد صغيرة ومتوسطة الكثافة السكانية.
الاعتماد على الفحم
تعتمد الهند على الفحم في توليد أكثر من 70% من احتياجاتها من الكهرباء، إلّا أنها تخطط لإحداث طفرة ضخمة في التحول إلى الطاقة المتجددة بحلول 2050، تمهيدًا للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2070.
وتطمح الهند إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني إلى 500 غيغاواط تعادل 50% من احتياجات الكهرباء بحلول 2030، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
كما تخطط لزيادة سعة الطاقة النووية بإضافة 10 مفاعلات جديدة بحلول 2031؛ لرفع قدرة التوليد في القطاع 3 أضعاف؛ لتصل إلى 22.5 ألف ميغاواط.
تخوفات من الصيف
اعتمدت الحكومة الهندية، في سبتمبر/أيلول 2022، خطة موازية لزيادة الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء بنسبة 25% بحلول عام 2030، بسبب أزمة الطاقة العالمية وموجة الصيف الحارّ التي أدت إلى انقطاع التيار بصورة واسعة في كل أرجاء الهند.
وتعرضت الهند خلال الصيف الماضي لموجهة حرّ قياسية، أدت إلى زيادة الطلب على الكهرباء بنسبة 8.4%، ما زاد من أحمال الشبكات بصورة أفقدتها القدرة على ضمان تدفّق التيار.
وتسعى الحكومة إلى تجنّب ما حدث خلال الصيف الماضي، عبر وسائل متعددة من بينها طرح مناقصات لشراء الكهرباء من شركات القطاع الخاص، إضافة إلى تعزيز صيانة المحطات العاملة بالفحم، وزيادة قدرة نظيرتها العاملة بالغاز.
موضوعات متعلقة..
- توليد الكهرباء في الهند ينمو بأسرع وتيرة خلال 30 عامًا
- الطاقة النووية في الهند تنتعش بحصول 10 مفاعلات على الاعتماد المالي
- قطاع الكهرباء في الهند يستعد لصيف 2023 بزيادة واردات الغاز الطبيعي
اقرأ أيضًا..
- مذكرة تفاهم للتنقيب عن الفوسفات في الأردن بمنطقة الريشة.. الأولى من نوعها
- أزمة نقص الديزل في إيران.. الأسباب والحلول (مقال)
- أبراج خشبية لتوربينات الرياح.. فكرة جديدة في عالم الطاقة النظيفة