بي دبليو إنرجي النرويجية تبدأ أول استكشافاتها النفطية في الغابون
محمد عبد السند
تعوّل الغابون على شركة بي دبليو إنرجي النرويجية في تعزيز مستويات إنتاج النفط المحلي، بعد أن هبطت لسنوات، نتيجة غياب أنشطة الاستكشاف في البلد الكائن غرب وسط أفريقيا.
وتأمل الغابون في استغلال إمكاناتها النفطية في تعزيز أمن الطاقة الإقليمي، والتحول إلى مركز صادرات نفطي مهم في القارة السمراء.
وتتويجًا لجهود دامت سنوات، حفرت "بي دبليو إنرجي" النرويجية، المدرجة في بورصة أوسلو، أولى الآبار النفطية الـ6، في 3 مارس/آذار (2023)، ضمن المرحلة الأولى من تطوير مشروع حقلي "هيبيسكس /روتشي" في مجمعها البحري النفطي "دوسافو" في الغابون، حسبما أورد موقع "إنرجي كابيتال أند باور".
وفي يناير/كانون الثاني (2023)، بدأت أعمال الحفر في بئر "دي إتش آي بي إم- 3 إتش"، وجاءت النتائج الأولية متوافقة مع توقعات الشركة.
نقطة تحول في الصناعة
تأمل "بي دبليو إنرجي" النرويجية في استخراج أولى شحنات النفط من البئر في أواخر شهر أبريل/نيسان (2023)، ما سيمثّل -على الأرجح- نقطة تحول لصناعة النفط الغابونية.
ومع ندرة حقول النفط في الغابون، ونقص الاستثمارات الاستكشافية الجديدة، تأتي تلك الأنباء في وقت مثالي، إذ تتزامن مع الجهود الحثيثة التي تبذلها ليبرفيل لتعزيز معدلات الإنتاج.
كما تتزامن الأنباء مع إعلان تحالف أوبك+ خفض الإنتاج النفطي بواقع 1.15 مليون برميل يوميًا بدءًا من مايو/أيار (2023) وحتى نهاية العام الجاري.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج الغابون من النفط الخام (2019-2021):
طموح مشروع
تأمل بي دبليو إنرجي النرويجية أن يصل معدل الإنتاج من الآبار الأفقية الـ6 التي تنوي حفرها خلال المرحلة الأولى من المشروع -وهي 4 آبار في حقل هيبيسكس وبئران في حقل روتشي1 المجاور- إلى قرابة 30 ألف برميل يوميًا، من بين إجمالي احتياطيات تلامس 70 مليون برميل.
وبعد بلوغ إنتاجها النفطي ذروته في عام 1996، هبطت مستويات الإنتاج بقوة في الغابون، في ظل غياب أنشطة الاستكشافات النفطية الجديدة -تمامًا- خلال المدة بين عامي 2014 و2019، ما أثر سلبًا في الإيرادات الحكومية، التي تمثّل صادرات النفط نصيب الأسد منها (80%).
ومن هذا المنطلق، تعقد الحكومة آمالًا عريضة على تطوير الآبار الـ6 في مجمع دوسافو النفطي، في تعزيز الإنتاج بما يكفي لسد احتياجات الطلب المحلي المتنامي.
وفي عام 2017، اشترت "بي دبليو إنرجي" النرويجية -الشركة التابعة لـ"بي دبليو غروب"- حصة من الأسهم نسبتها 66.67% في مجمع دوسافو، قبل أن ترفع مؤخرًا تلك الحصة إلى 73.5% الآن.
وتتوزع النسبة المتبقية في الحقل ذاته بين شركات بانورو إنرجي (17.5%)، و"إن أو سي غابون أويل كومباني" (9%).
وتصل مساحة مجمع دوسافو النفطي إلى 850 كيلومترًا مربعًا، بمتوسط عمق مياه يلامس 116 مترًا.
التصدير إلى الصين وفرنسا
يقع حقلا هيبيسكس وروتشي على بُعد 20 كيلومترًا من حقل تورتي التي تمتلك "بي دبليو إنرجي" النرويجية -أيضًا- حصة الأغلبية فيه.
وسيُجمَع الإنتاج من الحقول النفطية الـ3، ثم يُعالج في وحدة تخزين وتفريغ الإنتاج العائمة الملحقة بسفينة "بي دبليو أدولو" المملوكة للشركة، قبل تصديرها -أساسًا- إلى الصين وفرنسا.
وتُعد خطط تطوير حقلي دوسافو جزءًا من طموحات أوسع لإعادة إحياء قطاع الاستكشاف والإنتاج النفطي في الغابون، بُغية تحقيق أمن الطاقة الإقليمي، وتعويض الاضطرابات الآنية في السوق.
زيادة الإنتاج
شهدت الغابون زيادة في إنتاجها النفطي بنسبة 3% على أساس سنوي في العام الماضي (2022)، بحسب ما أورده موقع "ماركيت ووتش"، نقلًا عن بيان بثته محطة الإذاعة والتلفزيون الغابونية الرسمية.
ووفقًا للبيان الذي استند إلى بيانات نشرتها وزارة الاقتصاد الغابونية، فقد بلغ حجم إنتاج النفط الخام 11 مليون طن متري في عام 2022، مقارنة بـ11 مليون طن متري في العام السابق (2021).
وفي العام 2021، سجّل إنتاج النفط في الغابون 182 ألفًا و500 برميل، بتراجع عن مستويات عام 2016 التي بلغت 250 ألف برميل يوميًا.
ولامس إنتاج النفط في الغابون أعلى مستوياته على الإطلاق في عام 1996، مسجلًا حينها 365 ألف برميل يوميًا، ونظرًا إلى ندرة احتياطيات الحقول النفطية منذ ذلك الحين، فقد أخذ الإنتاج في التراجع حتى الوقت الحالي.
موضوعات متعلقة..
- النفط في الغابون يواجه أزمة تعطل انتظام الإنتاج
- فالكو إنرجي تعتزم حفر بئرين لتطوير إنتاج النفط في الغابون
- "موريل" الفرنسية تستأنف أعمال التنقيب عن النفط في الغابون بحلول الصيف
اقرأ أيضًا..
- قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تقفز بأكثر من 100%
- مصادر تكشف لـ"الطاقة": أين ذهبت أول صفقة توربينات غاز جزائرية؟
- 5 تساؤلات حول مستقبل احتجاز الكربون وتخزينه في العالم (تقرير)