الهيدروجين الأخضر في بريطانيا ينتعش بإقرار دعم أول 20 مشروعًا
الهيدروجين الأزرق أكثر انتشارًا في المملكة المتحدة
رجب عز الدين
يكتسب الهيدروجين الأخضر في بريطانيا وأوروبا زخمًا متصاعدًا عامًا بعد عام، مع دخول مشروعات جديدة حيز التنفيذ، وسط منافسة أوروبية على إنتاج الوقود الأخضر ونشر تقنياته عبر أرجاء القارة.
وأعلنت الحكومة البريطانية اختيار أول 20 مشروعًا لإنتاج الوقود الأخضر النظيف في جميع أقاليم المملكة المتحدة، وفقًا لموقع رينيوز بز المحلي المتخصص "renews biz".
ومن المقرر أن تحصل مشروعات الهيدروجين الأخضر في بريطانيا على دعم الحكومة، في إطار مخطط إنتاج الهيدروجين بطريقة المحللات الكهربائية من الماء.
الشركات الفائزة
تضم قائمة الشركات الفائزة كلًا من كارلتون باور، وأكتوبس هيدروجين، وسكوتش باور، وإس إس إي رينيوابلز، وإي آر إم دولفين.
كما تضم القائمة شركات غيغاستاس، ووايت لي، وكرومارتي، وتييس غرين، وكلها شركات متوسطة وصغيرة الحجم، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتستحوذ شركة "كارلتون باور" وحدها على 3 مشروعات مقترحة، أحدهما في مقاطعة كمبريا، والثاني في منطقة ترافورد بمدينة مانشستر الكبرى، والأخير في مدينة بليموث بمقاطعة ديفون.
247 مليون دولار
تخطّط الشركة البريطانية لضخ استثمارات بقيمة 200 مليون جنيه إسترليني (274.4 مليون دولار) في هذه المشروعات الـ3 المتوقع بناء أساساتها الأولية قبل نهاية 2023، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
(الجنيه الإسترليني = 1.24 دولارًا أميركيًا)
ويُستخلص الهيدروجين الأخضر من المياه عبر فصل ذرات الهيدروجين عن الأكسجين بوساطة المحللات الكهربائية التي تعمل بمصادر الطاقة المتجددة.
كما يُستخرج من خلال حرق الغاز الطبيعي ويطلق عليه الهيدروجين الأزرق، تمييزًا له عن الأخضر، إلا أن هذه الطريقة مختلف عليها بيئيًا رغم انتشارها في المملكة المتحدة وغيرها.
كما يستخرج عبر الطاقة النووية، ويُطلق عليه الهيدروجين الأصفر تمييزًا له عن الأخضر والأزرق، لكن هذه الطريقة في إنتاجه ما زالت محل جدل في الاتحاد الأوروبي.
وترفض ألمانيا الاعتراف به وقودًا متجددًا، في حين تؤيده فرنسا بشدة لاعتمادها على الطاقة النووية في توليد 65% من احتياجاتها للكهرباء.
ومالت المفوضية الأوروبية إلى رأي فرنسا والدول المؤيدة، وطرحت قواعد جديدة تفتح الباب لإنتاج الهيدروجين نوويًا لأول مرة على مستوى الاتحاد في 14 فبراير/شباط 2023.
الهيدروجين الأصفر
أعلنت المملكة المتحدة، في 17 مارس/آذار 2023، فتح الباب أمام إنتاج الهيدروجين الأصفر لأول مرة في البلاد، إلى جانب تعزيز مشروعات الهيدروجين الأخضر والأزرق.
وتستحوذ مشروعات الهيدروجين الأزرق على أغلب المشروعات المقترحة في بريطانيا، في حين يستحوذ الهيدروجين الأخضر المحبذ لدى المدافعين عن البيئة على اهتمام أقل بكثير.
وتوجد 54 مشروعًا مقترحًا لإنتاج الهيدروجين في المملكة المتحدة بحلول 2030، بسعة إجمالية ضخمة تصل إلى 17 غيغاواط، وفقًا لبيانات شركة ويستوود غلوبال إنرجي البريطانية المتخصصة في أبحاث واستشارات الطاقة.
الهيدروجين الأزرق
تستحوذ مشروعات الهيدروجين الأزرق وحدها على 14.3 من السعة المتوقعة لهذه المشروعات، في حين تستحوذ مشروعات الهيدروجين الأخضر على أقلّ من 3 غيغاواط.
وتقود شركات النفط والغاز مشروعات الهيدروجين الأزرق في بريطانيا، لاستخراجه عبر حرق الغاز، وهي طريقة لا تصطدم مباشرة بنشاطها الرئيس في استخراج الوقود الأحفوري.
وتشارك شركة شل الأنغلو-هولندية في تطوير 3 مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأزرق في بريطانيا بسعة 3.3 غيغاواط، كما تشارك إكوينور النرويجية في مشروعين بسعة 1.8 غيغاواط.
كذلك تشارك فيرتكس هيدروجين في مشروع مشترك مع شركة إيسار إنرجي النفطية الهندية بسعة 3.3 غيغاواط، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
على العكس من ذلك، تبدو مشروعات الهيدروجين الأخضر في بريطانيا مشتتة بين عدد أكبر من الشركات الصغيرة بسعة مجزأة لا تجاوز عشرات أو مئات الميغاواط، لاستخراجه من الماء عبر مشروعات الطاقة المتجددة، وليس حرق الوقود الأحفوري.
التوقيع أواخر 2023
أعطت الحكومة البريطانية دفعة كبيرة لمشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر اعتماد أول 20 مشروعًا لإنتاجها في جميع أنحاء إنجلترا وإسكتلندا وويلز.
وتبلغ سعة الـ20 مشروعًا قرابة 250 ميغاواط فقط، وستحصل على دعم حكومي وفق نموذج أعمال خاص اعتمدته الحكومة البريطانية لمشروعات الهيدروجين في البلاد "إتش بي إم".
ومن المقرر منح عقود هذه المشروعات إلى الشركات الفائزة خلال الربع الأخير من عام 2023، على أن يبدأ تشغيلها بحلول عام 2025.
وتضم المملكة المتحدة 4 أقاليم شبيهة بالدول، كانت تتبع التاج البريطاني قديمًا، وهي: (إنجلترا، وويلز، وإسكتلندا، وأيرلندا الجنوبية).
وتتمتع الأقاليم الـ3 الأخيرة بوضع استقلال داخلي فقط على إقليمها الداخلي، ولا تستطيع التصرف مع أي حكومة خارجية إلا بعد الرجوع إلى حكومة التاج البريطاني في لندن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
خطة 2030
تخطط الحكومة البريطانية لإنتاج 10 غيغاواط من الكهرباء عبر الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، في إطار خطط انتقال الطاقة وخفض الانبعاثات والحياد الكربوني.
كما تخطط لإحلال الهيدروجين محل الغاز الطبيعي في قطاعات الطهي والتدفئة بالمنازل بنسبة 30% بحلول نهاية العقد الحالي، إلا أن ذلك مرهون بتطوير شبكة نقل متكاملة للهيدروجين في المملكة بنسبة 100%، وفقًا لتقديرات شركة هيدروجين يو كيه.
وتدرس المملكة استغلال شبكة أنابيب الغاز الطبيعي الحالية في نقل الهيدروجين مستقبلًا، استنادًا إلى دراسات علمية تشجع على ذلك، لكنها لم تعتمد قرارًا بشأنها بعد، وسط مخاوف تثيرها دراسات أخرى تشكك في صلاحية خطوط الغاز في نقل الهيدروجين منخفض الكثافة.
موضوعات متعلقة..
- المملكة المتحدة تفتح الباب أمام الهيدروجين الأصفر المختلف عليه في أوروبا
- تحويل المنازل إلى الهيدروجين في بريطانيا يتطلب 228 مليار دولار (دراسة)
- فاتورة واردات الطاقة في بريطانيا تتخطى 122 مليار دولار خلال 2022
اقرأ أيضًا..
- نقل الهيدروجين في خطوط الغاز.. هل تتبخر خطط الجزائر والمغرب
- صحيفة: المغرب يستورد الغاز المسال من أميركا
- أزمة بقطاع النفط والغاز في إيران خلال أشهر (مقال)