صادرات الغاز المسال الأفريقية قد ترتفع إلى 140 مليون طن بحلول 2050
هبة مصطفى
يبدو أن صادرات الغاز المسال الأفريقية مقبلة على مرحلة مشرقة؛ إذ تُشير التوقعات إلى أرقام واعدة بشأنها رغم التحديات التي تواجه القارة السمراء والعقبات التي تقيد الاستفادة من الموارد الضخمة.
وتوقّع منتدى الدول المصدرة للغاز تحقيق هذه الصادرات مستويات فائقة بحلول منتصف القرن (2050)، جنبًا إلى جنب مع تزايد قدرات الإسالة السنوية.
جاء ذلك بحسب بيان صادر عن المنتدى، اليوم الأحد 26 مارس/آذار، على هامش مشاركته في الجلسة العاشرة لمجموعة من خبراء الغاز التابعين للجنة الاقتصادية للأمم المتحدة المعنية بشؤون أوروبا.
وسبق أن توقّع الأمين العام للمنتدى "محمد هامل"، ارتفاع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنسبة 36% بحلول الموعد ذاته، وفق تصريحات له أدلى بها أمام الندوة السابعة للجمعية الجزائرية لصناعة الغاز، منتصف الشهر الجاري، وتابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
مستقبل الصادرات الأفريقية
قالت محللة اقتصادات الطاقة غاليا فيزيليانوفا، إن صادرات الغاز المسال الأفريقية قد تصل إلى 140 مليون طن بحلول منتصف القرن (2050)، حسبما أوردت في عرضها التقديمي حول توقعات منتدى الدول المصدرة للغاز.
وأضافت أن التوقعات تشير إلى ارتفاع قدرات الإسالة أيضًا إلى 199 مليون طن سنويًا، قائلة إنه رغم التوقعات المتفائلة؛ فإن القارة السمراء -خاصة أفريقيا جنوب الصحراء- ما زالت تعاني فقر الطاقة وتحديات التنمية الشاملة اقتصاديًا.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تدفقات الغاز من أكبر 3 منتجين في أفريقيا، من عام 2020 حتى عام 2025، وفق بيانات ريستاد إنرجي:
وأوضحت محللة اقتصادات الطاقة غاليا فيزيليانوفا، أن الطلب على الغاز الطبيعي في أفريقيا سيواجه زيادة بالنظر إلى مستقبل الاعتماد عليه وقودًا رئيسًا في توليد الكهرباء، مشيرة إلى أنه بحلول 2050 سيشكل 42% من مزيج الكهرباء بالقارة.
ورغم ذلك؛ فقد تشكل مستويات الطلب على الغاز -الآخذة في الارتفاع وفق توقعات "فيزيليانوفا"- مصدر ضغط على البنية التحتية، ولا سيما في ظل توقعات قفزة عدد سكان القارة من 1.5 مليار نسمة في الآونة الحالية إلى 2.4 مليار نسمة بحلول 2050.
دور محوري
بخلاف طموحات صادرات الغاز المسال الأفريقية، عولت محللة اقتصادات الطاقة غاليا فيزيليانوفا -خلال طرحها رؤية منتدى الدول المصدرة للغاز- على الغاز الطبيعي في أداء دور رئيس لتعزيز معدلات الوصول إلى وقود طهي نظيف، وإمدادات كهرباء موثوقة.
وبصورة إجمالية، تطرّقت الجلسة العاشرة لخبراء الغاز إلى أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، وتأثير الغاز الطبيعي بأفريقيا في كل من (الصحة، فقر الطاقة، الهيدروجين، أمن الإمدادات، احتجاز الكربون وتخزينه، انبعاثات الميثان).
وتناولت أيضًا جانبًا مهمًا بالحديث حول مستقبل صادرات الغاز المسال الأفريقية إلى أوروبا واحتياجها لإمدادات الغاز، في ظل تعطش أسواق القارة العجوز للتدفقات بعد غياب الغاز الروسي.
ويُسهِم خبراء الغاز التابعون للجنة أوروبا الاقتصادية في دعم جهود الدول الأعضاء، للوفاء بالتزاماتها المناخية وفق الاتفاقيات العالمية.
الطلب على الغاز
سبق أن أوضح الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز محمد هامل، أن معدلات الطلب على الغاز الطبيعي سترتفع بنسبة 36% بحلول منتصف القرن، مشيرًا إلى أن حصة الغاز ضمن مزيج الطاقة قد تصل إلى 26% متفوقًا على بقية أنواع الهيدروكربونات.
وقدّر هامل معدل استثمارات التنقيب عن الغاز وتكريره بحلول الموعد ذاته بنحو 10.5 تريليون دولار، رغم تراجع الإنتاج بنسبة تتراوح بين 4 و5% سنويًا.
ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم الطلب العالمي على الغاز الطبيعي، خلال الأعوام من 2019 حتى 2023:
ورغم الآمال المعلّقة بزيادة صادرات الغاز المسال الأفريقية بحلول منتصف القرن؛ فإن الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز حذّر من تراجع الاستثمارات؛ إذ توقّع أن تكون القارة السمراء ضحيتها الأولى.
وأشار هامل إلى أن 900 مليون أفريقي يفتقرون إلى إمدادات وقود الطهي النظيف، بينما يفتقر 600 مليون إلى الكهرباء.
ورغم المصاعب التي تعانيها القارة؛ فإن العام الماضي (2022) والعام الجاري (2023) يشهدان انضمام دولتين أفريقيتين "موزمبيق، موريتانيا" إلى المنتدى؛ إذ تستعدان للمشاركة في صادرات الغاز المسال الأفريقية.
اقرأ أيضًا..
- رئيس أرامكو: ندعم أمن الطاقة الصيني عبر 3 إستراتيجيات رئيسة
- أنس الحجي: أوبك+ يتأثر بسوء بيانات النفط.. ما دور الشائعات؟ (تقرير)
- أكبر 5 محطات لتوليد الكهرباء في الجزائر (إنفوغرافيك)
- اختراع مغربي.. روبوت لتنظيف الألواح الشمسية دون توصيله بالكهرباء