احتجاز الكربون وتخزينه فرس الرهان لتسريع انتقال الطاقة
والحكومات مُطالبة بالمزيد
أحمد أيوب
يمثّل احتجاز الكربون وتخزينه إحدى أهم التقنيات التي يمكن من خلالها تسريع عملية انتقال الطاقة، فدونه لا يمكن المضي قدمًا نحو المستهدفات العالمية لتحقيق الحياد الكربوني.
وعلى الرغم من تبني العديد من دول العالم سياسات متنوعة لتحقيق الحياد الكربوني، فإن الحكومات مُطالبة بإنجاز المزيد لتعجيل عملية التحول نحو الطاقة النظيفة.
ويُعد استهداف التقنيات الأكثر ملاءمة لتسريع عملية انتقال الطاقة إحدى أهم الأولويات خلال المرحلة الحالية، وفقًا لما نشرته مجلة فوربس، نقلًا عن الرئيس التنفيذي لمجموعة "وود بي إل سي"، كين غيلمارتن.
وأكد غيلمارتن ضرورة أن يشهد ملف تحول الطاقة تسارعًا بمعدلات أكبر، مؤكدًا أن احتجاز الكربون وتخزينه هو الأساس في هذه العملية، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
احتجاز الكربون وتخزينه أولوية
أكد غيلمارتن أن تقنية احتجاز الكربون وتخزينه تُعد من أهم التقنيات التي تسرع من عملية التحول للطاقة النظيفة، مؤكدًا أن هذه التقنية ستشهد -بلا شك- المزيد من التطور في المستقبل.
كما شدد على أنه لا يوجد طريق إلى تحقيق مستهدفات الحياد الكربوني دون مشروعات احتجاز الكربون.
وقال إن معدل العائد على الاستثمار في مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه كبير للغاية، إذ تمتلك شركته خبرة واسعة في المجال على مدار أعوام طويلة.
وتابع: "توصلنا إلى هذه النتيجة بعد تنفيذ أكثر من 175 دراسة هندسية لمشروعات احتجاز الكربون وتخزينه استعملت تقنيات متنوعة، وذلك في مناطق كثيرة وعلى نطاقات وأحجام متنوعة".
ويرى غيلمارتن أن معدل العائد على الاستثمار في هذه المشروعات سيستمر في النمو.
استهداف التقنيات المناسبة
قال الرئيس التنفيذي لمجموعة وود بي إل سي، كين غيلمارتن، إن أكثر ما يمكن أن يؤثر في عملية تحول الطاقة هو التأكد من توجيه الدعم الحكومي للتقنيات المناسبة.
وأضاف أنه إذا استمرت عملية دعم التقنيات غير المناسبة، فإن هذه مخاطرة بصياغة وضع لا يمكن أن يُحدث تقدمًا في هذا الملف، وربما يعود بنا ذلك إلى ما قبل 10 سنوات عندما كنا نبني آمالًا كبيرة على ضرورة التحول نحو الطاقة النظيفة.
جاء ذلك خلال المقابلة التي أجرتها معه مجلة فوربس على هامش مشاركته في مؤتمر سيراويك للطاقة لعام 2023، الذي انعقد -مؤخرًا- في مدينة هيوستن الأميركية.
وأوضح أنه حال استهداف التقنيات المناسبة وتطويرها وتوسيع نطاق استعمالاتها بتكلفة معقولة، ومن بينها تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، فإن هذا سيكون جهدًا عظيمًا من وجهة نظر الكثيرين.
تحول الطاقة يحتاج إلى جهود أكبر
قال غيلمارتن إن العالم يحتاج إلى المضي بوتيرة سريعة نحو الانتقال للطاقة النظيفة.
وقال: "إننا نحتاج إلى ما يمكن تسميته (الانتقال الاستثنائي)، وهو يختلف عما ردده البعض خلال انعقاد مؤتمر سيراويك 2023 في هيوستن، إذ وصف الأمر -آنذاك- بأنه (انتقال ممنهج)".
وأضاف: "لا يمكننا المضي نحو هذا الهدف بعقلية العمل المعتاد، يجب أن تكون الجهود متسارعة، بل يجب أن تكون أكثر احتدامًا".
ولفت إلى أن المؤتمر شهد مناقشات تتعلق بإعادة التركيز على مسائل أمن الطاقة، والحاجة إلى اتخاذ خطوة نحو زيادة الاستثمارات في مصادر الطاقة التقليدية، مثل النفط والغاز، من أجل الاستمرار في تلبية الطلب العالمي المتزايد، وهو ما يبعث على القلق.
وأضاف أنه خرج من المؤتمر بتفاؤل في بعض الجوانب، لكن كانت هناك أسئلة -أيضًا- تتعلق بمدى امتلاكنا الشجاعة والإصرار لبلوغ أهدافنا المتعلقة بتحقيق المستهدفات العالمية بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2050.
وتابع: "السبب في ذلك، هو أننا لم نتوصل بعد إلى التكنولوجيا التي ستقودنا إلى تحقيق أهداف الحياد الكربوني بصورة كاملة"، مجددًا تأكيد أهمية استغلال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.
ويرصد الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في العالم:
موضوعات متعلقة..
- إلى أين تتجه مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في 2023؟ (تقرير)
- سعة احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا قد ترتفع 6 أمثال بحلول 2030 (تقرير)
- احتجاز الكربون وتخزينه.. أين يقف العالم من تحقيق السعة المطلوبة؟
اقرأ أيضًا..
- الطلب على الغاز يهبط عالميًا بنسبة 30% بحلول نهاية 2030 (دراسة)
- مسؤول: أزمة الطاقة في ألمانيا قد تتكرر خلال الشتاء المقبل
- هبوط حاد في حجم اكتشافات النفط والغاز عالميًا (تقرير)