هل مصادر الطاقة المتجددة خالية من الانبعاثات الكربونية؟ تقرير يوضح

مع عَدّ مصادر الطاقة المتجددة أفضل الحلول لمواجهة الاحتباس الحراري الناتج عن انبعاثات الكربون، هل يمكن وصفها بأنها خالية تمامًا من الانبعاثات، وليست لها أيّ بصمة كربونية؟

يرى المنتدى الاقتصادي العالمي، في تقرير حديث له، أن الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة ليست خالية بشكل كامل من الكربون، ولكنها تتمتع ببصمة كربونية أقلّ كثيرًا مقارنة مع نظيراتها من الوقود الأحفوري.

ومع ذلك، حذّر التقرير من أن انبعاثات الكربون من الطاقة المتجددة -في بعض الحالات- قد تكون كبيرة على مدى عمرها التشغيلي، وفقًا للتقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

الانبعاثات من التصنيع

يوضح التقرير أن غالبية انبعاثات مصادر الطاقة المتجددة تأتي من عمليات التصنيع، التي تعتمد في الوقت الراهن بشكل كبير على الكهرباء المولدة من الوقود الأحفوري.

ومنها -على سبيل المثال- مادة الفولاذ المستعملة في معظم التقنيات النظيفة، والتي تعدّ مسؤولة عن نحو 7- 9% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا.

كما يعتمد إنتاج البولي سيليكون على الفحم لتقليل السيليكا وإنتاج السيليكون المعدني لتحويله إلى ألواح شمسية أو استعمالات أخرى للرقائق.

وفي الوقت نفسه، تتطلب بعض تقنيات الطاقة النظيفة أسسًا صلبة أو هياكل خرسانية، مثل الطاقة الكهرومائية القائمة على إنشاء سدود خرسانية، وكذلك يصدر عن الطاقة الحرارية الأرضية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وبحسب تقديرات البنك الدولي، يبلغ متوسط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة من الطاقة الحرارية الأرضية نحو 122 غرامًا لكل كيلوواط/ساعة.

كما أن بعض محطات الطاقة الحرارية الأرضية قد تُطلق في بداية تشغيلها 1200 غرام من الانبعاثات الكربونية لكل كيلوواط/ساعة، ولكن من المتوقع انخفاضها بمرور الوقت، وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي.

واستشهد التقرير بدراسة للمختبر الوطني للطاقة المتجددة في ولاية كولورادو الأميركية، الذي يشير إلى أن بعض تقنيات مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن يُصدر انبعاثات أعلى من 200 غرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط/ساعة.

انبعاثات الهيدروجين

بحسب المختبر الوطني للطاقة المتجددة، يُصدر المحلل الكهربائي المستعمل في إنتاج الهيدروجين الأخضر، انبعاثات لكل كيلو غرام من الهيدروجين المتولد، حتى دون حساب الانبعاثات الناتجة عن نقل الهيدروجين أو ضغطه أو تحويله إلى مشتقات مثل الأمونيا.

ورغم أن الهيدروجين الناتج عن استعمال مصادر الطاقة المتجددة أو النووية له بصمة كربونية أقلّ بكثير مقارنة بالهيدروجين المنتج من الوقود الأحفوري، يؤكد تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي أنه يصعب وصف الهيدروجين المتجدد بأنه خالٍ من الكربون.

وفي السياق نفسه، في بعض الحالات يُعَدّ الهيدروجين المنتج من خلال الكتلة الحيوية مشابهًا للوقود الأحفوري في كثافة الكربون، وهو ما يوضح أن حجم الكربون المنبعث من الهيدروجين يختلف حسب المصدر.

ودعا المنتدى الاقتصادي العالمي إلى ضرورة فهم البصمة الكربونية للهيدروجين؛ إذ يرى أنه لا يمكن افتراض أن الهيدروجين المنتج من مصادر الطاقة المتجددة عن طريق التحليل الكهربائي بأنه أخضر أو منخفض الكربون بشكل كامل.

ورغم كل ما سبق، من المتوقع انخفاض البصمة الكربونية لتوليد الكهرباء من المصادر المتجددة، إذ يُستعمل المزيد منها مع انتشارها في استخراج ومعالجة المواد الخام للتقنيات النظيفة.

موضوعات متعلقة..

• رغم نمو الطاقة المتجددة بوتيرة قوية.. انبعاثات الكربون ترتفع (تقرير)
• نفايات الطاقة الشمسية تهدد بزيادة الانبعاثات في الهند
• وكالة الطاقة الدولية: إنتاج الهيدروجين يتجه نحو التقنيات منخفضة الانبعاثات

اقرأ أيضًا..

• أكبر مشروع للألواح الشمسية في سلطنة عمان.. معلومات وأرقام (إنفوغرافيك)
• خطوط أنابيب الغاز البحرية.. معلومات لأول مرة عن طرق البناء وأبرز المشروعات
• انهيار سيليكون فالي يضغط على أسعار النفط.. هل تنخفض إلى 50 دولارًا؟