قدرات مشروعات الهيدروجين في أوروبا تنتظر قفزة في 2023.. ودور مهم لشمال أفريقيا

القدرات قد تتجاوز 1 غيغاواط

أسماء السعداوي

2023-03-19

0 818

مشروع لإنتاج الهيدروجين في أوروبا — مشروع لإنتاج الهيدروجين – الصورة من موقع مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة

تتسارع وتيرة نمو مشروعات الهيدروجين في أوروبا، في ظل مساعٍ قوية لتحقيق هدف الحياد الكربوني وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي هذا السياق، توقع تقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث والاستشارات "إل سي بي دلتا"، أن يتجاوز إجمالي القدرة المركبة لمشروعات الهيدروجين في القارة العجوز، 1 غيغاواط من الكهرباء للمرة الأولى في عام 2023، مع بدء تشغيل قرابة 2 غيغاواط من المشروعات.

وذكر بحث أجرته الشركة بعنوان "من الدعاية الصاخبة إلى الاستثمار: الهيدروجين في عام 2023"، أن مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر بسعة 7.3 غيغاواط تنتظر الحصول على قرار استثمار نهائي في 2023، للوفاء بالجداول الزمنية لبدء تشغيلها.

إلا أن المشكلة التي تعترض طريق تلك المشروعات تتمثّل في انتظار المصممين والمستثمرين لتوضيح "قواعد التشغيل"، بحسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة ونشرته صحيفة إتش تو-فيو (H2 View).

مشروعات الهيدروجين في أوروبا

تخطط دول أوروبا لخفض انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري بحلول عام 2030 بنسبة لا تقلّ عن 55%.

وبصفته الحل الأمثل لاستبدال الوقود الأحفوري، تستهدف القارة العجوز زيادة الاعتماد على الهيدروجين، لتلبية 14% من الطلب على الطاقة بحلول عام 2050، بحسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وفي سبيل ذلك، أعلنت المفوضية الأوروبية خلال شهر فبراير/شباط المنصرم، برنامج إعانات لإنتاج الهيدروجين من مصادر الطاقة المتجددة.

ويقول مدير قسم الهيدروجين في الشركة برندان مورفي: "أحرزت أوروبا تقدمًا كبيرًا في تقديم استثمارات بالقطاعين العام والخاص لمشروعات الهيدروجين، لكننا نرى -أيضًا- عقبة تنظيمية بدأت بوقف زخم تلك المشروعات".

وأضاف: "أوروبا متعثرة في وضع القواعد الصحيحة، في حين يمضي القطاع في الولايات المتحدة قدمًا في خططه"، في إشارة إلى قانون خفض التضخم الأميركي.

وكان الكونغرس الأميركي قد أقر في شهر أغسطس/آب 2022 قانون خفض التضخم لمكافحة تغير المناخ باستثمارات تصل إلى 369 مليار دولار أميركي.

ويدعم القانون الأميركي مشروعات الطاقة المتجددة، إذ يقدم حوافز مالية في صورة ائتمان ضريبي لمشروعات، من بينها إنتاج الهيدروجين.

ويُقصد بالائتمان الضريبي منح حوافز تسمح بخفض الضرائب التي تفرضها الحكومة مباشرة، من أجل التشجيع على سلوك أو صناعات محددة.

وتابع مورفي: "يشير بحثنا إلى أن النقاش تحول إلى عمل ملموس، ومع زيادة ثقة المستثمرين نعتقد أن القطاع سيواصل التطور بسرعة.. كما نتوقع أن يؤدي الهيدروجين دورًا مهمًا بازدياد في سوق الطاقة العالمية، وحياتنا اليومية خلال 5 إلى 10 سنوات مقبلة".

واستطرد رئيس قسم الهيدروجين في الشركة موضحًا: "لضمان أمن الطاقة في أوروبا على المدى الطويل، يتعيّن على الحكومات والمؤسسات توضيح العملية التنظيمية وإزالة العقبات، مثل الروتين، لتسريع إصدار الموافقات على المشروعات الجديدة لإيضاح معالم طريق الاستثمار، إذ يمكن للسوق الاستفادة من المميزات التكنولوجية لمواكبة التطور لدى المنافسين العالميين".

وأضافت الشركة أن عام 2022 المنصرم شهد نقصًا في وضع المعايير ومتطلبات الاعتماد في أوروبا، وهو ما يعرقل تطور مشروعات الهيدروجين الأخضر.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الطلب العالمي على الهيدروجين في القطاعات الرئيسة بحلول 2030:

الطلب على الهيدروجين في القطاعات الرئيسة بحلول 2030

عقبات أمام إنتاج الهيدروجين في أوروبا

أشار التقرير إلى أن زيادة قدرات الهيدروجين في أوروبا لا تظهر بوادر تباطؤ، كما من المتوقع أن يصل إجمالي القدرة المركبة إلى أكثر من 22 غيغاواط بحلول نهاية عام 2027.

وتتوقع شركة الاستشارات "إل سي بي دلتا"، أن القوى الرئيسة التي ستقود دفة سوق الهيدروجين هذا العام (2023)، هي أوروبا (مع بريطانيا)، والولايات المتحدة، والشرق الأوسط.

وأشارت إلى الدور المهم المحتمل لمنطقة شمال أفريقيا، القادرة على منافسة الإنتاج المحلي الأوروبي من حيث التكلفة بحلول عام 2030.

ورغم تركيز كل من الحكومات ومطوري المشروعات -على حد سواء- على الإنتاج والاستعمالات، توقع التقرير التركيز على توزيع الهيدروجين وتخزينه خلال العام الجاري (2023).

وأضاف مورفي: "الجمع بين إنتاج الهيدروجين واستهلاكه في مكان واحد يمثّل إستراتيجية شائعة لاختصار طرق التوزيع وتمكين السوق من النمو على المدى القصير، لكن ذلك سيتغيّر خلال عام 2023".

كما توقعت الشركة أن يشهد عام 2023 الحالي التركيز على تكوين الحلقات المفقودة في سلسلة القيمة الخاصة بالهيدروجين، سواء كان لتطوير خطوط الأنابيب الدولية وآليات التخزين أو للاستثمار في مشتقات الهيدروجين، من أجل الانفتاح على سوق الهيدروجين العالمية.

واختتم بالقول: "نتوقع سياسة جديدة تركز على تلك المجالات في عام 2023، بالتحول بعيدًا عن التركيز على الإنتاج الذي نشهده حاليًا".

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- مصادر إنتاج الهيدروجين:

مصادر إنتاج الهيدروجين