الطاقة الشمسية في أوكرانيا ملاذ جديد لإنارة المدارس والمستشفيات
بدعم شركات أوروبية
أسماء السعداوي
لم تسلم منشآت توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أوكرانيا من وابل الصواريخ الروسية منذ بدء الحرب، التي لم تفرّق بين الأشخاص الذين سقطوا صرعى والبنايات التي تضررت بشدة.
وسعيًا نحو تعويض نقص إمدادات الكهرباء في أوكرانيا، أطلقت الشركات الأوروبية العاملة في صناعة الطاقة الشمسية مبادرة جديدة للتبرع بأجهزة لتوليد الطاقة الشمسية في أوكرانيا، فضلًا عن إمداد البلاد بالمعدّات اللازمة.
جاء ذلك خلال فعاليات القمة السنوية لهيئة سولار باور يوروب المنعقدة في بروكسل، بحسب تقرير نشرته مجلة "بي في ماغازين" (PV Magazine)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ودفع الطلب المتزايد على الطاقة الاحتياطية كلًا من سولار باور يوروب واتحاد صناعة الطاقة الشمسية الألمانية (بي إس دبليو) ونظيره الأوكراني (إيه إس إي يو) لإطلاق حملة تبرعات "الطاقة الشمسية تدعم أوكرانيا"، بحسب التقرير.
وسيتولى تنظيم تنفيذ المشروعات منظمات محلية، منها مؤسسة ري باور أوكرانيا، التي تُعدّ على دراية كافية باحتياجات المدارس والمستشفيات.
تلك الحملة ليست الأولى، إذ سارعت شركات أوروبية عديدة بتقديم شحنات من وحدات الطاقة الشمسية والبطاريات والمحولات وخطوط الكهرباء لأوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية.
الغزو الروسي لأوكرانيا
أثار الغزو الروسي لأوكرانيا اندفاعًا للطاقة الشمسية في جميع أنحاء أوروبا، إذ سعى المواطنون إلى مكافحة ارتفاع تكاليف الطاقة باستعمال الألواح الشمسية على الأسطح.
إلّا أن التفجيرات التي استهدفت منظومة الطاقة في أوكرانيا تركت المدارس والمستشفيات في حاجة ماسّة لأنظمة تخزين الطاقة الشمسية والبطاريات.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس المشارك لاتحاد صناعة الطاقة الشمسية الألمانية (بي إس دبليو) جورغ إيبل: "في الحرب، الأكثر ضعفًا هم من يعانون أكثر".
وأضاف: "لذلك، أراد اتحاد صناعة الطاقة الشمسية الألمانية الإسهام في هذه الحملة وإطلاق مبادرة "المساعدات الشمسية"، حتى نتمكن من إمداد المدارس بمعدات نظام متطور لتوليد الكهرباء".
كما قال: "نناشد الشركات الأعضاء بالاتحاد وأصحاب المصالح في صناعة الطاقة بتقديم المزيد من التبرعات من أجل القضية، كل إسهام سيحقق الكثير".
الطاقة الشمسية في أوكرانيا
استهدفت الهجمات الصاروخية الروسية مرارًا وتكرارًا البنية الأساسية لمنشآت الطاقة؛ ما تسبَّب بانقطاع الكهرباء في كل أنحاء البلاد.
وقال مدير الشؤون العالمية في هيئة سولار باور يوروب، ماتي هايز: "رأينا أن الحرب تسببت في فقر طاقة هائل بين السكان في أوكرانيا".
وتابع: "يمكن للطاقة الشمسية في أوكرانيا المساعدة كثيرًا في تخفيف حدة فقر الطاقة هناك".
وشدد هايز على أن هناك حاجة لتسريع وتيرة نشر الطاقة الشمسية في أوكرانيا، مؤكدًا: "لذلك نحتاج لتبسيط الأمر وتمكين شركائنا الأوكرانيين للتوسع فيه".
وأضاف أن الدعوة لاقت استجابة بالفعل؛ إذ تبرَّع القطاع الخاص بأكثر من 70 ألف يورو (74,8 ألف دولار أميركي) قبل انطلاق القمة لتدعيم إنتاج الطاقة الشمسية في أوكرانيا.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أوروبا من 1997 حتى 2021:
بطاريات الطاقة الشمسية في أوكرانيا
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لجمعية الطاقة الشمسية في أوكرانيا، أرتيم سيمينيشين: "حاليًا في ظل النقص الحاد غير المسبوق للكهرباء، يضطر الجراحون للاعتماد على الكشافات لاستكمال العمليات الجراحية".
وفي عام 2022 المنصرم، قامت شركات تابعة لجمعية الطاقة الشمسية في أوكرانيا بتركيب أنظمة تخزين البطاريات في أحد مستشفيات مدينة خاركيف.
وقال سيمينيشين، إن أطباء المستشفى كانوا سعداء بأداء نظام تخزين بطاريات الطاقة الشمسية.
وبالأخذ في الحسبان أن توليد الكهرباء عبر الديزل يحتاج دقيقة واحدة للعمل، فإنه يمكن لنظام البطارية الذي جرى التبرع به توفير إمدادات الكهرباء دون انقطاع، وهذا ليس مفاجئًا.
ومنذ بدء الغزو الروسي، فوضت الحكومة الأوكرانية المستشفيات بشراء أنظمة إمدادات كهرباء احتياطية، لكنها لم تحدد ما إذا كانت تلك المولدات ستعمل بالديزل أم ببطاريات الطاقة الشمسية.
وهناك نحو 4500 مستشفى كبير تحتاج للطاقة الاحتياطية، وفي حالة إمدادها بأجهزة توليد كهرباء تعمل بالديزل، فإن كلًا منها سيستهلك نحو 200 لتر من الوقود يوميًا، لكن إمدادات الكهرباء الناتجة عنها لن تستمر دون انقطاع.
خطة إعادة بناء أوكرانيا
يرى سيمينيشين أنه يمكنه تقديم عرض جيد لإعادة بناء أوكرانيا بمساعدة الطاقة الشمسية، إذا كانت الحكومة ترى مرونة وفوائد الطاقة الشمسية. ومن أجل ذلك الهدف، فإنه يحتاج لمزيد من مثبتات التيار الكهربائي.
وفضلًا عن توليد الكهرباء لأغراض الإنارة، قال سيمينيشين، إن برنامجه يمكن أن يساعد المدنيين والجنود المصابين للعودة إلى الصفوف الأمامية وأولئك الذين خسروا أعمالهم؛ إذ يمكن تدريب كل هؤلاء لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية والمساعدة في بناء البلاد بالطاقة الشمسية، بحسب التقرير الذي اطّلعت منصة الطاقة المتخصصة.
وتتألف خطة سيمينيشين المستقبلية من 3 مشروعات تتعلق بالمدارس والمستشفيات، أحدها رُكِّبَ سريعًا في مدينة إربن، والثاني قيد الإنشاء، والأخير يُمَوَّل وستبدأ عمليات الإنشاء فيه خلال أسابيع قليلة.
وفي هذا الصدد، تستهدف أوكرانيا بناء مليون نظام ألواح شمسية على الأسطح في جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2030.
موضوعات متعلقة..
- محطات الطاقة الشمسية في أوكرانيا تعاود الإنتاج بعد انقطاع 3 أيام
- هل تنقذ الطاقة الشمسية أوكرانيا من هجمات روسيا على محطات الكهرباء؟
- نمو الطاقة الشمسية في أوروبا يسجل رقمًا قياسيًا جديدًا في 2022 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- بايدن يوافق على مشروع ويلو النفطي المثير للجدل (تحديث)
- الغاز الأذربيجاني يجذب اهتمام دولة أوروبية جديدة
- مدينة لإنتاج الهيدروجين في كوريا الجنوبية باستثمارات ضخمة
- نيسان تخفّض إنتاج أول سيارة دفع رباعي كهربائية بمقدار الثلث