بالأرقام| صادرات النفط الروسي تنتعش.. وشحنات ضخمة تعبر مصر يوميًا
مع زيادة الصادرات إلى مصافي التكرير الهندية
هبة مصطفى
سجلت صادرات النفط الروسي، خلال الأسبوع المنتهي في 10 مارس/آذار الجاري، انتعاشة عوضت الخسائر التي لحقت به في الأسابيع الماضية، رغم ما سبق أن أكده نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك حول خفض الإنتاج بمعدل 500 ألف برميل يوميًا، بدءًا من هذا الشهر.
وأدت مصافي التكرير الهندية دورًا كبيرًا في منح الخامات الروسية المنقولة بحرًا دفعة قوية، إذ ما زالت نيودلهي تحافظ على لقب أكبر المشترين منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحسب تقرير صادر عن بلومبرغ.
وبالتزامن مع زيادة صادرات النفط من موسكو إلى الهند بحرًا، شددت الأخيرة على التزامها بالعقوبات المفروضة على روسيا ونطاق السقف السعري المحدد بنحو 60 دولارًا للبرميل.
وفي التقرير التالي، تستعرض منصة الطاقة المتخصصة أبرز تطورات الصادرات الروسية من النفط واتجاهات وخريطة الشراء.
حجم صادرات النفط الروسي
بلغ حجم صادرات النفط الروسي 3.33 مليون برميل يوميًا حتى 10 مارس/آذار الجاري، ما سمح لموسكو بتعويض 40% من الخسائر التي لحقت بالشحنات في الأسابيع الأخيرة.
وبصورة دقيقة، زادت صادرات الخام المنقولة بحرًا من موسكو بمعدل 220 ألف برميل يوميًا خلال الأسبوع الأخير عن الأسبوع السابق له، مسجلة متوسط ارتفاع في الأسابيع الـ4 الأخيرة بنحو 3.41 مليون برميل يوميًا.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم صادرات النفط الروسي، بداية من يناير/كانون الثاني عام 2022 حتى الشهر ذاته من العام الجاري (2023):
وواصلت موسكو اتّباع حيل مختلفة لنقل شحنات الخام بحرًا، من ضمنها النقل من سفينة إلى أخرى في البحر المتوسط، ورُصد ذلك فعليًا قرب مدينة سبتة الإسبانية وقبالة السواحل اليونانية، ومنذ بداية العام الجاري (2023) حتى الآن نُقلت -عبر الموقعين المذكورين- 46 شحنة محمّلة بالنفط الروسي بنظام التحميل من سفينة إلى أخرى.
ورغم وصول ناقلة محملة بالخام الروسي إلى ميناء "تيما" في غانا -قبل ما يزيد عن أسبوعين-، فإنها لا زالت راسية في موقعها، دون الإفصاح عما إذا كانت ستُفرَّغ حمولتها أم سيُعاد توجيه مسارها.
مزج الخامات ومعدل الزيادة
لم يقتصر تحايل موسكو على العقوبات حول سبل النقل فقط، بل اتّبعت حيلة إضافية بمزج خامها مع خامات أخرى من بينها درجات خام "كيبكو" القازاخستاني، غير أن هذه الشحنات مستثناة من تقدير الصادرات الذي طرحته بلومبرغ.
وعكفت موسكو -بدعم من شركة "قاز ترانس أويل"- منذ اندلاع الحرب الأوكرانية على مزج خامات البلدين وإنشاء درجة جديدة للتصدير، لا سيما الخامات الممزوجة التي لا تنطبق عليها العقوبات الغربية.
وترجع زيادة صادرات الخام الروسي المنقولة بحرًا إلى توسّع الهند في شراء خام إسبو عبر المحيط الهادئ، لتضاف إلى الشحنات التي استقبلتها عبر موانيها الغربية.
واستفادت نيودلهي من الحظر الأوروبي وقرار السقف السعري المفروض منذ 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، وزادت من واردات النفط الروسي بأسعار مخفضة.
ولم تكن الهند المستفيدة الوحيدة من الأسعار المخفضة، رغم أنها حافظت على مستوى يرتفع عن الصادرات إلى الصين.
وبخلاف الهند، برزت دول أخرى ضمن وجهات صادرات النفط المنقولة بحرًا من موسكو، مثل الصين وتركيا، إذ سجلت مستوى جديدًا مرتفعًا خلال الأسابيع الـ4 الأخيرة إلى ما متوسطه 3.28 مليون برميل يوميًا.
ورغم عدم الإفصاح رسميًا عن وجهات الشحنات، فإن التقديرات تشير إلى أن الوجهة النهائية لها ستكون في الهند.
أبرز وجهات شحنات النفط الروسي
- آسيا
خلال الشهر الماضي (الأسابيع الـ4 الفائتة)، سجلت شحنات النفط الروسي إلى آسيا ما متوسطه 3.19 مليون برميل يوميًا حتى 10 مارس/آذار، بارتفاع عن المتوسط المُعلَن للأسبوع المنتهي في 3 مارس/آذار، والمقدَّر بنحو 3.1 مليون برميل يوميًا.
ووُجد أن ناقلات محملة بكميات تصل إلى 682 ألف برميل يوميًا تتجه نحو مدينتي بورسعيد والسويس المصريتين، وكذلك باتجاه ميناء "يوسو" الكوري جنوبي، غير أن التوقعات تشير إلى استقرارها بالمواني الهندية في نهاية الأمر.
وأورد تقرير بلومبرغ، أن الشحنات تُنقَل من سفينة إلى أخرى في البحر المتوسط لمواصلة شقّ طريقها إلى آسيا، لا سيما في ظل رصد 558 ألف برميل يوميًا -خلال الأسابيع الـ4 المنتهية في 10 مارس/آذار- غير محددة الوجهة.
وشوهدت تلك البراميل على متن ناقلات متجهة إلى دولتي جبل طارق ومالطا الأوروبيتين، وتمر بقناة السويس المصرية، تمهيدًا لإفراغ حمولة بعضها في تركيا، ثم تُنقَل بقية الشحنات لتتابع رحلتها إلى آسيا.
- أوروبا
حافظت صادرات النفط الروسي المنقولة بحرًا إلى أوروبا على مستوياتها منذ 28 يومًا، إذ سجلت حتى 10 مارس/آذار ما مقداره 83 ألف برميل يوميًا، ورُصِد توجهها إلى بلغاريا.
وخلال الأسابيع الـ4 حتى 10 مارس/آذار، لم تتلقَّ دول شمال أوروبا أيّة شحنات للخام الروسي.
- تركيا
خلال الأسابيع الـ4 المنتهية في 10 مارس/آذار، سجلت صادرات النفط الروسي إلى تركيا زيادة إلى 141 ألف برميل يوميًا.
ولم تعد صادرات موسكو النفطية إلى تركيا تكتسب زخمًا مقارنة بمرحلة ما قبل سريان الحظر الأوروبي في 5 ديسمبر/كانون الأول.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- حجم الصادرات الروسية، سواء من الخام أو المشتقات، خلال العام الماضي (2022):
الشحنات وعائدات الصادرات
دفعت رسوم تصدير النفط الروسي نحو إنعاش خزائن الكرملين بـ5 ملايين دولار إضافية خلال الأسبوع الأخير المنتهي في 10 مارس/آذار، لتسجل 45 مليون دولار.
وقُدِّر متوسط ارتفاع عائدات رسوم التصدير المغذّية لصندوق الإنفاق على الحرب الأوكرانية، خلال الأسابيع الـ4 الأخيرة، بنحو 2 مليون دولار، إذ سجلت 43 مليون دولار.
وكان الكرملين قد أقرّ تسعيرًا لرسوم التصدير، خلال شهر مارس/آذار الجاري، في نطاق 1.94 دولارًا لكل برميل، بتقدير لسعر خام الأورال عند 50.51 دولارًا للبرميل.
وإجمالًا، بلغ عدد الناقلات المحملة بشحنات النفط الروسي -حتى 10 مارس/آذار- نحو 31 ناقلة، انطلقت 11 ناقلة منها من 3 محطات تصدير حتى نهاية الأسبوع المحدد، ارتفاعًا من 8 ناقلات فقط خلال الأسبوع السابق له.
وحتى الآن، حُملت 4 شحنات من النفط الروسي -وتحديدًا خام إسبو- على متن الناقلات المتجهة إلى الهند، من أصل 11 شحنة مخصصة لشهر مارس/آذار الجاري، ارتفاعًا من تحميل شحنتين في شهر فبراير/شباط الماضي.
اقرأ أيضًا..
- قيادات أرامكو السعودية تكشف سر القفزة التاريخية لنتائج الشركة في 2022
- توربينات رياح منزلية صغيرة لتوليد الكهرباء.. الأنواع والأسعار
- مصافي النفط العالمية.. 3 منشآت عربية في قائمة الـ8 الكبار (فيديو وصور)
- بايدن يوافق على مشروع ويلو النفطي المثير للجدل (تحديث)