دمج الطاقة الشمسية بالمضخات الحرارية يعزز وفورات فواتير الطاقة الأوروبية
للاستخدامات السكنية في 2022
هبة مصطفى
يبدو أن أزمة الطاقة الأوروبية أزاحت الستار عن تقنيات جديدة تتعلق بالطاقة الشمسية ويمكنها خفض فواتير الطاقة، بعدما مرّت أسعار الغاز والكهرباء بعام عصيب منذ اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير/شباط العام الماضي 2022.
وأدى دمج الاستخدامات الشمسية المنزلية بالمضخات الحرارية إلى معدل خفض أكبر لفواتير الطاقة وبنسب متفاوتة لعدد من الدول الأوروبية، بحسب ما نشرته مجلة بي في ماغازين (PV Magazine).
وكشفت هيئة سولار باور يوروب عن أن دمج التقنيتين، في 3 دول أوروبية، أسهم في زيادة وفوراتها إلى 3 أضعاف مقارنة باستخدام كل تقنية منها بصورة منفردة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
الدمج وفواتير الطاقة
أوضحت هيئة سولار باور يوروب أن الدمج بين تركيبات الطاقة الشمسية والمضخات الحرارية في الاستخدامات المنزلية يؤدي إلى وفورات تفوق الاعتماد على كل منها على حدة، بجانب أن تحقيق التكامل بين التقنيات يوفر المزيد من إمدادات الكهرباء بما يكفي لتلبية الطلب.
وأكدت أن مزج التقنيتين أسهم في شعور الأسر بنسبة خفض لفواتير الطاقة تتراوح بين 62% و84% خلال العام الماضي (2022)، في 3 بلدان هي: ألمانيا، إسبانيا، إيطاليا.
وشددت على أن التكامل بين التقنيتين حقق نتائج تفوق تركيب كل واحدة منهما بشكل منفرد بالنظر إلى أن عملية الدمج تولد المزيد من الكهرباء لتلبية الطلب السكني، وبالتبعية كانت الوفورات في فواتير الاستهلاك أكبر من الاعتماد على الطاقة الشمسية وحدها أو المضخات الحرارية وحدها.
وقال مدير السياسات في الهيئة دريس آكي، إنه يتعين على صانعي السياسة في دول القارة العجوز طرح منافع تحويل المنازل إلى منازل لا تعتمد على الغاز على أكبر عدد من الأسر السكنية، مشيرًا إلى أنه ينبغي البدء بصورة فورية بنشر التركيبات المدمجة.
الاستهلاك الأوروبي
أجرت هيئة "سولار باور يوروب" تجربة واقعية رصدت من خلالها فواتير الطاقة لأسر متوسطة الحجم في كل من: "ألمانيا، إسبانيا، إيطاليا"، بالتزامن مع أزمة الطاقة التي ضربت القارة العام الماضي (2022).
وقارنت الهيئة بين قيمة فاتورة استهلاك الأسر للكهرباء وغاز التدفئة في الدول الـ3، وقسمت الأسر إلى 3 أقسام (المعتمدة في توليد الكهرباء على الطاقة الشمسية وحدها، والمعتمدة على المضخات الحرارية وحدها، والمعتمدة على التقنيتين معًا مقترنة بخزان مائي للمياه الساخنة).
وكشفت عملية الرصد والمقارنة عن أن أكبر معدل خفض لفواتير الطاقة حققه السيناريو الـ3 الخاصة بالاعتماد على مزيج التقنيتين، وجاءت إسبانيا في صدارة الدول الـ3 من حيث وفورات الفواتير بنسبة 84%، تليها إيطاليا بنسبة 83%، ثم ألمانيا بنسبة 62%.
وفورات الفواتير
بالنظر إلى أن إيطاليا تعاني ارتفاعًا في أسعار الكهرباء تأثر حجم الوفورات من الاعتماد على مزيج الطاقة الشمسية والمضخات الحرارية معًا؛ إذ قُدر بنحو 3 آلاف و766 يورو.
(1 يورو = 1.07 دولارًا أميركيًا)
وبلغت قيمة وفورات فواتير الطاقة في ألمانيا، خلال العام الماضي (2022)، بفعل التقنية المزدوجة 3 آلاف و614 يورو، بينما قدرت وفورات إسبانيا بنحو 2831 يورو.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أوروبا بدءًا من عام 1997 حتى عام 2021، بحسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي:
وبالمقارنة قُدرت وفورات خفض فواتير الطاقة بالدول الـ3 اعتمادًا على الطاقة الشمسية فقط كالآتي: (2.935 يورو في إيطاليا، و1.263 يورو في ألمانيا، و1.352 يورو في إسبانيا).
أما وفورات فواتير الأسر المعتمدة على المضخات الحرارية فقط فقد كانت الأقل؛ إذ رُصدت بنحو: (506 يورو في إيطاليا، 1.884 في ألمانيا، 958 يورو في إسبانيا).
مزايا الدمج
أقر التقرير الذي أعدته هيئة "سولار باور يوروب" بأن تعزيز عملية الدمج بين تركيبات الطاقة الشمسية على أسطح المنازل في أوروبا وبين عمل المضخات الحرارية معًا لا يسهم في خفض فواتير الطاقة فقط.
وأضاف أن الدمج يُعَد تقنية مزودجة قابلة للتطوير أيضًا للعمل طوال العام إذا ما عُزِّزَت بمرافق مؤقتة للتخزين، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
فعلى سبيل المثال، تلبي الطاقة الشمسية في ألمانيا 36% من معدل الطلب على الكهرباء من المضخات الحرارية، إذا ما كانت الأجواء تتسم بالبرودة وشهد الإنتاج انخفاضًا.
ويبدو أن المشهد في إسبانيا وإيطاليا كان على النقيض من ذلك لتوافر أشعة الشمس؛ إذ تلبي الطاقة الشمسية الطلب على الكهرباء من المضخات الحرارية بنسبة 59% في إسبانيا و50% في إيطاليا.
وبنت الهيئة تقريرها على تقدير معدل الطلب على الكهرباء لأسرة متوسطة يدور في نطاق من 4 آلاف إلى 4 آلاف و500 كيلوواط/ساعة سنويًا، مع مراعاة أسعار الغاز والكهرباء خلال العام الماضي (2022).
اقرأ أيضًا..
- مشروع مزون للتعدين يدعم الصناعات المرتبطة بالنحاس في عمان (إنفوغرافيك)
- مسؤول: الجزائر تستعد للاستغناء عن استيراد المحروقات.. وهذا حجم استهلاكنا (حوار)
- قفزة في أسطول حفارات أدنوك الإماراتية.. ضمن الأكبر عالميًا (رسم بياني)