سيمنس جاميسا تورّد شفرات توربينات رياح قابلة لإعادة التدوير إلى مشروع بريطاني
الأولى من نوعها في العالم
محمد عبد السند
تشهد سيمنس جاميسا الإسبانية إقبالاً واسعًا على استعمال شفرات توربينات رياح ثورية من ابتكارها في مشروعات الرياح البحرية الكبرى، وذلك لما تتمتع به من ميزة إعادة التدوير بعد انتهاء العمر الافتراضي للتوربين.
ولا يقتصر الأمر على مسألة إعادة تدوير مكونات تلك الشفرات، وإنما التقنية الجديدة تُسهم -أيضًا- في تقليل الآثار البيئية التي قد تنجم عن طاقة الرياح.
وفي هذا الإطار، أبرمت شركة "سيمنس جاميسا" اتفاقية لتوريد أول شفرة توربينات رياح قابلة لإعادة التدوير في العالم، والمعروفة بـ"ريسايكبل بليد"، واستعمالها في مشروع الرياح البحرية "سوفيا" قبالة سواحل المملكة المتحدة، حسبما ذكر موقع "ري نيوز. بي آي زد".
ووافقت "آر دبليو إي"، رائدة خدمات الكهرباء الألمانية، على استعمال شفرات "ريسايكبل بليد" لـ44 توربين رياح بحرية من طراز "إس جي 14-222 دي دي"، تُخطط الشركة لتركيبها في المشروع.
أول مستعمل للشفرات في العالم
في العام المنصرم (2022)، أضحت "آر دبليو إي" أول مطور مزارع رياح بحرية يُقدم على تركيب شفرات "سيمنس جاميسا" بصورة كاملة، مع وجود عدد من الشفرات المُستعملة في مشروع مزرعة الرياح البحرية "كاسكسي" الواقعة على بُعد 35 كيلومترًا شمال جزيرة هيليفولاند في المياه الألمانية ببحر الشمال.
وسيستغل مشروع "صوفيا" أول شفرة توربينات قابلة لإعادة التدوير في العالم، التي يبلغ طولها 108 أمتار، ما يمثّل أول مبادرة لاستعمال هذا النوع من الشفرات على الإطلاق.
يُشار إلى أن مشروع "كاسكسي" يستعمل شفرات "ريسايكبل بليدز" التي تمتد بطول 81 مترًا، على توربينات الرياح البحرية طراز "إس جي 8.0-167 دي دي".
ثورة في قطاع الرياح
في هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي للأعمال التجارية في سيمنس جاميسا، مارك بيكر: "حينما بدأنا العمل مع (آر دبليو إي) على مشروع كاسكسي، أدركنا أننا اتخذنا أولى الخطوات الكبرى نحو إدخال تغيير حاسم في قطاع الرياح".
وأوضح بيكر: "انتهاز الفرصة لإنتاج 132 شفرة (ريسايكبل بليدز) وتركيبها لمشروع صوفيا هو إنجاز بكل المقاييس".
وأضاف: "هذا الإنجاز يسلّط الضوء على التركيز المشترك بين الشركات على تطوير وتقديم مستويات أعلى من الاستدامة لتوليد الكهرباء المتجددة عالميًا".
ويُشار هنا إلى أن استعمال شفرات "ريسايكبل بليد" يتيح الاستفادة الكاملة من مكونات الشفرة بنهاية العمر الافتراضي للمنتج عبر فصل الراتينج والألياف الزجاجية والخشب، من بين أمور أخرى، باستعمال محلول حامض خفيف.
البداية
في سبتمبر/أيلول (2021)، كشفت سيمنس جاميسا النقاب عن شفرات "ريسايكبل بليد" التي تُعد أول شفرة توربينات رياح قابلة لإعادة التدوير في العالم على الإطلاق، طارحة إياها للاستعمال التجاري في مشروعات مزارع الرياح البحرية.
ويوضح التصميم التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- سعة طاقة الرياح المركبة في بداية عام 2021:
وبعد نحو عام، وتحديدًا في أغسطس/آب (2022)، أعلنت الشركة تركيب أول شفرة توربينات رياح قابلة لإعادة التدوير في العالم بمحطة كاسكسي للرياح البحرية التابعة لـ"آر دبليو إي"، لتصبح تلك التقنية بعد شهر واحد فقط متاحة للاستعمال التجاري في مشروعات الرياح البحرية.
وتعتمد "ريسايكبل بليد" من سيمنس جاميسا في فكرة عملها على استعمال محلول حمضي خفيف، لفصل المواد بعد نهاية العمر الافتراضي للتوربين، ما يتيح لاحقًا إعادة تدوير هذه المواد تمهيدًا لاستعمالها في تطبيقات صناعية أخرى.
ولعل إحدى الفوائد الرئيسة المصاحبة لخاصية إعادة التدوير تلك هي أنها تسهم في تقليص التداعيات البيئية الناجمة عن طاقة الرياح، وجعل التوربينات أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية على المدى الطويل.
خسائر قياسية
أعلنت سيمنس جاميسا عن خسائر قياسية لامست قرابة 940 مليون يورو (935.65 مليون دولار) خلال العام المالي المنقضي في 30 سبتمبر/أيلول (2022).
*(اليورو= 1.06 دولارًا أميركيًا)
إعلان تلك الخسائر القياسية من قبل عملاقة صناعة توربينات الرياح البحرية جاء رغم إيراداتها التي بلغت 613 مليون يورو (610.16 مليون دولار) من بيع الأعمال التجارية في جنوب أوروبا، حسبما ورد في بيان صحفي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وخلال عامي 2020 و2021، تكبدت سيمنس جاميسا خسائر إضافية بقيمة 1.5 مليار يورو (1.49 مليار دولار)، كما هبطت المبيعات بنسبة 3.8% إلى 9.8 مليار دولار، مدفوعة بالانقطاعات المستمرة للإمدادات والتوترات الجيوسياسية، وكذلك موجات الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، والصعود الكبير في أسعار المواد الخام.
موضوعات متعلقة..
- قصة أول شفرة توربينات رياح قابلة لإعادة التدوير في العالم.. ابتكار مذهل
- سيمنس جاميسا تستعد لإطلاق مشروع عالمي خاص بالرياح البحرية
- عملاقة توربينات الرياح سيمنس جاميسا تخسر 936 مليون دولار في 2022
اقرأ أيضًا..
- حقل غاز أنشوا المغربي يشهد تطورات مهمة لبدء الإنتاج.. ورقم ضخم محتمل
- الألواح الشمسية على الأسطح في الصين تكفي لمضاعفة السعة العالمية (دراسة)
- أرامكو السعودية تضع حجر أساس أكبر مشروع بتروكيماويات في كوريا الجنوبية (صور)