الألواح الشمسية على الأسطح في الصين تكفي لمضاعفة السعة العالمية (دراسة)
محمد عبد السند
أضحت الصين على موعد مع فرصة ذهبية لتعزيز سعة الطاقة الشمسية العالمية إذا ما استغلت الألواح الشمسية على الأسطح الخاصة بالمنازل والمباني العامة والإدارية أحسن الاستغلال.
وتمضي الصين قدمًا نحو تبنّي الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء النظيفة، ضمن إطار خطط أوسع للوصول إلى أهداف الحياد الكربوني، وفقًا لاتفاقية باريس المناخية التي وقّعتها بكين -مع دول أخرى- في عام 2015.
وفي هذا السيناريو، خلصت نتائج دراسة تحليلية حديثة إلى أن الألواح الشمسية على الأسطح الخاصة بالمنازل والمباني في الصين من الممكن أن تضاعف السعة العالمية الحالية للصناعة برمّتها، حسبما أوردت صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وذكرت لونغي غرين إنرجي تكنولوجي، الشركة الصينية الرائدة في مجال تصنيع الألواح الشمسية، والتي أشرفت على إعداد الدراسة، أن ثمة -من الناحية النظرية- مساحة على المباني التجارية والعامة والسكنية تكفي لإنتاج سعة طاقة شمسية تربو على 1000 غيغاواط.
أهمية الألواح الشمسية على الأسطح
سيعادل هذا الرقم سعة تراكمية للألواح الشمسية كافة العاملة حول العالم في العام الفائت (2022)، وتكفي لإنارة 750 مليون منزل.
وسرّعت الصين، البلد الأكثر تعدادًا للسكان في العالم، وتيرة إنتاجها للطاقة المتجددة في السنوات الأخيرة، مُضيفة سعة قدرها 51 غيغاواط من الطاقة الشمسية في العام المنصرم (2022).
ويوضح التصميم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أهم الفروق بين الألواح الشمسية أحادية البلورة والألواح متعددة البلورات:
ويتجاوز ذلك المستوى المستهدف من قبل وزارة الإسكان والتنمية العمرانية والريفية الصينية، والبالغة سعته 50 غيغاواط إضافية بين عامي 2021 و 2025.
وسلّطت الخطة الضوء على الكيفية التي يمكن من خلالها تعزيز السعة عبر الألواح الشمسية على الأسطح الخاصة بالمصانع والمباني السكنية والإدارية.
تحديات قائمة
ما تزال الصناعة تواجه تحديات رئيسة لتحقيق الأهداف المناخية الأوسع.
وتعدّ حلول تخزين الكهرباء وتكاليفها، مع القيود الخاصة بالشبكة -لا سيما في المناطق الريفية-، من بين العراقيل التي تحول دون تبنّي تقنية الحلول الشمسية بصورة شاملة.
ويُنظر إلى مشروعات الطاقة الشمسية على أنها أولوية رئيسة للحكومية لدعم التنمية الاقتصادية، وتسريع وتيرة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وقال رئيس لونغي غرين إنرجي تكنولوجي، تشونغ باوشن: "إعادة إحياء المناطق الريفية لا يتمركز فقط حول التنمية الاقتصادية السريعة، ولكن –أيضًا- حول التنمية الخضراء منخفضة الكربون بغية تلبية توقعات المزارعين في حياة أفضل"، وفق ما صرّح به لشبكة "بلومبرغ" الأميركية.
مصادرة المنتجات الصينية
يُشار إلى أن لونغي غرين إنرجي تكنولوجي كانت من بين شركات صينية عدّة تعرضت منتجاتها للمصادرة من قبل هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية في العام الفائت (2022)، بموجب قانون حماية القوة العاملة القسرية بين أفراد الإيغور "يو إف إل بي إيه"، والذي يهدف للحدّ من واردات المنتجات المصنعة بواسطة العمالة القسرية.
وفي شهر يونيو/حزيران (2021)، لجأت الإدارة الأميركية إلى حظر استيراد بعض منتجات الطاقة الشمسية المُصنّعة في منطقة شينجيانغ الصينية، ضمن إطار مساعي الرئيس جو بايدن لمواجهة انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها بكين ضد أقلية الإيغور المسلمة في الصين.
وبدورها، تؤكد جماعات حقوقية، ومجموعة من خبراء الأمم المتحدة، أن الإيغور، ومعهم أقليات أخرى في البلد الآسيوي، لطالما كانوا عرضة للاحتجاز القسري، إذ تُجبرهم بكين على العمل الجماعي في شينجيانغ التي تُصنّع وحدها نحو نصف إمدادات العالم من مادة البولي سيليكون، المكون الأساس في صناعة الألواح الشمسية.
وخلال مؤتمر "سيراويك" للطاقة المنعقد في مدينة هيوستن الأميركية، قال كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الطاقة النظيفة، جون بودستا، إن الجمود الذي تشهده واردات الألواح الشمسية من الصين قد بدأ يتلاشى.
وأوضح بودستا: "ثمة إرشادات أكثر وضوحًا، ونحن نشهد زيادة في الشحنات الواردة من الصين".
ويمكن أن يساعد هذا التطور المهم الولايات المتحدة الأميركية على تحقيق أهداف الطاقة النظيفة لديها عبر خفض أشكال التلوث الكربوني كافة بحلول عام 2035، الناجمة عن محطات الكهرباء التي تمدّ المنازل والمصانع في الولايات المتحدة الأميركية.
قفزة عالمية متوقعة
لامست القيمة السوقية العالمية للألواح الشمسية ما إجمالي قيمته 50.5 مليار دولار في العام الماضي (2022)، وفق ما توصلت إليه نتائج دراسة أجرتها "غلوبال سولار بانيلز إنداستري".
وسيرتفع هذا الرقم إلى 98.5 مليار دولار بحلول نهاية العقد الجاري ( 2030)، بمعدل سنوي مركب نسبته 8.8%، وفق ما توقّعته الدراسة.
وفي الوقت ذاته، أشارت الدراسة إلى أن سوق الألواح الشمسية متعددة البلّورات -واحدة من أنواع الألواح الشمسية التي ركّز عليها التقرير- ستشهد نموًا مركبًا على أساس سنوي بنسبة 8.2%، على أن تبلغ قيمتها 48.2 مليار دولارًا نهاية 2030.
وعدّلت الدراسة النمو السنوي المركب لقسم الألواح الشمسية ذات الأغشية الرقيقة، عند 8.9% في السنوات الـ8 المقبلة، التي تغطيها الدراسة التحليلية.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية على الأسطح أكبر مصدر للكهرباء في أستراليا.. قريبًا
- الألواح الشمسية الصينية تدعم مشروعات الطاقة المتجددة في أميركا
- تقنية جديدة لإنقاذ الألواح الشمسية من تعشيش الطيور والحرائق
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة تنتظر استثمارات خليجية ضخمة.. الإمارات والسعودية في المقدمة (دراسة)
- الغاز المسال الجزائري يعزز أمن الطاقة في إيطاليا.. وشحنات إضافية قريبًا
- تقرير رسمي: صادرات الغاز المسال الجزائري تتراجع 25% في 3 أشهر