أبرمت أكبر شركات التنقيب عن النفط في الهند اتفاقًا مع عملاقة النفط الفرنسية توتال إنرجي، لوضع إطار شامل لاستكشاف النفط في مربعات نفطية في المياه العميقة.
وأعلنت شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية (أو إن جي سي) توقيع مذكرة التفاهم مع الشركة الفرنسية، في تغريدة نشرتها اليوم الإثنين 6 مارس/آذار (2023)، واطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتنتج "أو إن جي سي" ثلثي إجمالي النفط والغاز المنتج في الهند، وأيّ إنتاج إضافي من شأنه أن يساعد البلاد على تقليل اعتمادها على الواردات لتلبية احتياجات الطاقة.
تعزيز إنتاج النفط في الهند
قالت شركة "أو إن جي سي" -التي تديرها الدولة-، إن مذكرة التفاهم تهدف إلى "وضع إطار شامل بين الجانبين من أجل تبادل القدرات الفنية في سواحل المياه العميقة، وخاصةً حوضي ماهانادي وأندامان".
وبموجب مذكرة التفاهم، ستقدّم شركة توتال إنرجي الفرنسية المساعدة الفنية للشركة الهندية، لاستكشاف النفط وتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري خلال تطوير مربعات نفطية واقعة في المياه العميقة، وخاصةً في نهر ماهانادي وجزر أندامان قبالة السواحل الشرقية للهند.
وأضافت الشركة الهندية أن "هذا التعاون الإستراتيجي سيؤدي إلى تطوير التعاون المستقبلي بشأن المشروعات المحتملة في المياه العميقة بخليج البنغال بما يحقق المصالح المشتركة لكلا الطرفين"، وفق التصريحات التي نقلتها منصة "ليفر مينت" (Liver Mint).
من جانبها، قالت مديرة عمليات الاستكشاف في شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية سوشما راوت: "سنقيّم معًا فرص الاستكشاف والتطوير، بهدف توحيد مع الاقتصادات المحلية".
اتفاق مماثل مع إكسون موبيل
كانت الشركة الهندية قد وقّعت، في أغسطس/آب من العام الماضي (2022)، اتفاقًا مع عملاقة النفط الأميركية إكسون موبيل للتنقيب عن النفط في المياه العميقة، قبالة السواحل الشرقية والغربية للبلاد.
ويركّز الاتفاق الهندي مع إكسون موبيل على حوضي كريشنا غودافاري ونهر كافيري قبالة السواحل الشرقية، ومنطقة كوتشي-مومباي قبالة سواحل غرب البلاد، بحسب وكالة رويترز.
وصرّح وزير النفط السابق تارون كابور بأن إكسون موبيل حريصة على شراء حصة في المربعات النفطية الواقعة في المياه العميقة والتابعة لشركة النفط والغاز الطبيعي الهندية.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- استهلاك النفط في الهند منذ عام 2019 حتى 2022:
تقليل الواردات المكلفة
تسعى الهند ذات الـ1.4 مليار نسمة إلى تحقيق مكاسب سريعة من موارد النفط والغاز لديها، لتقليل الواردات المكلفة.
وتفرض الحكومة الهندية بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي ضغوطًا على الشركات المملوكة للدولة؛ لمضاعفة الجهود الرامية إلى زيادة الإنتاج المحلي للمساعدة في تخفيض فاتورة الواردات البالغة 115 مليار دولار أميركي.
وتُعدّ الهند ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم؛ إذ تستورد أكثر من 85% من النفط الخام من الخارج، والذي تحوّله مصافي التكرير إلى وقود، مثل البنزين والديزل.
كما يُحول الغاز الطبيعي -الذي يستعمل نصفه لإنتاج الكهرباء والأسمدة الزراعية- إلى غاز طبيعي مضغوط لأغراض تشغيل السيارات والطهي في المنازل.
واردات الهند النفطية
في سياق متصل، بلغت واردات الهند من النفط الروسي مستوىً قياسيًا خلال شهر فبراير/شباط المنصرم، بحسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ووفقًا لشركة تعقُّب شحن الطاقة فورتكسا، ارتفعت حصة روسيا من واردات الهند النفطية إلى 35%، لتصل إلى 1.62 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط 2023.
وجاء العراق في المرتبة الثانية، بنحو 939.9 ألف برميل يوميًا، ثم السعودية بنحو 647.8 ألف برميل يوميًا من النفط.
وأصبحت الإمارات رابع أكبر مورّدي النفط إلى الهند، بنحو 404.6 ألف برميل يوميًا؛ لتطيح بالولايات المتحدة التي صدّرت نحو 248.4 ألف برميل يوميًا.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مزيج واردات الهند النفطية:
موضوعات متعلقة..
- ضريبة استثنائية على تصدير الوقود وإنتاج النفط في الهند
- كيف تراجع استهلاك النفط في الهند لأدنى مستوى منذ 21 عامًا؟
- السيارات الكهربائية تغيّر خريطة إنتاج النفط في الهند
اقرأ أيضًا..
- كارول نخلة رئيسة كريستول إنرجي: عام مرعب لأسواق الطاقة.. وهذه توقعاتي لأسعار النفط (حوار)
- أسبوع سيرا 2023.. النفط والغاز وتحول الطاقة على أجندة قادة العالم
- مشروع بحثي لخفض سعر الهيدروجين الأخضر في بحر الشمال
- كيف تغيّرت مبيعات السيارات عالميًا خلال 2022؟ (إنفوغرافيك)
