دراسة: السيارات الكهربائية تهدد البيئة.. وهذه الدولة توفر لها "كهرباء الفحم"
حياة حسين
صدر بحث جديد يحذّر من الآثار البيئية السلبية لسلاسل قيمة السيارات الكهربائية التي قد تجعلها حلًا غير موثوق للإسهام في علاج تغير المناخ وأزمة الاحترار العالمي.
وجاء البحث هذه المرة من الهند، الدولة الآسيوية العملاقة، التي تُعد ثالث أكبر مصدر عالمي للانبعاثات الكربونية.
ولفت أحدث بحث لشركة الاستشارات "آرثر دي ليتل" إلى ضرورة الانتباه إلى مخاطر الأضرار البيئية الدائمة من تلوث الهواء والماء والتربة، وغيرها من العناصر المرتبطة، الناجمة عن سلاسل قيمة السيارات الكهربائية.
وشدد البحث -الصادر بعنوان "نحو سلاسل قيمة مستدامة للسيارات الكهربائية في الهند"- على الحاجة إلى وضع أسس مستدامة لسلاسل قيمة السيارات الكهربائية من أولى حلقاتها حتى آخرها، حسبما ذكرت مؤخرًا صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية (The Economic Times).
ورغم المخاوف المتعلقة بانبعاثات سلاسل قيمة السيارات الكهربائية، فإن المحذرين منها أقل بكثير من المطالبين بالدفع نحو هذه المركبات، بوصفها إحدى سبل التصدي للأزمة المناخية، لا سيما أن قطاع النقل يمثّل 30% من غازات الاحتباس الحراري، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
10 ملايين سيارة
تعتزم نيودلهي الاعتماد على نحو 10 ملايين من السيارات الكهربائية بحلول 2030.
والهند ليست الدولة الوحيدة التي لديها خطط طموحة في مجال السيارات الكهربائية بوصفها حلًا رئيسًا لأزمة الانبعاثات الكربونية وما ينجم عنها من تفاقم في مشكلة تغير المناخ، لأنها -من وجهة نظرهم- وسيلة نقل نظيفة.
وقالت الدراسة الحديثة لشركة الاستشارات "آرثر دي ليتل": "على الرغم من أن السيارات الكهربائية لا تصدر عنها أي انبعاثات ضارة بالبيئة، فإن بطاريات تلك المركبات تتكوّن من خامات بعضها من المعادن النادرة التي تُستخرج بطريقة غير مستدامة تهدد حياة السكان، كما أن بعض تلك الخامات غير قابلة لإعادة التدوير".
وكان بحث صادر عن مدرسة ييل للبيئة في الولايات المتحدة، خلال شهر يناير/كانون الثاني 2022، قد أكد نتائج مشابهة للبحث الهندي.
وأشار البحث الأميركي إلى ضخامة انبعاثات سلاسل توريد السيارات الكهربائية لدرجة تجعلها غير صديقة للبيئة.
ويرى البعض أن أضرار المركبات الكهربائية على البيئة تفوق مركبات الاحتراق الداخلي، إذ يتطلب تصنيع البطاريات الكثير من النيكل والليثيوم والكوبالت، ما يعني المزيد من التعدين والانبعاثات.
كما أنها تحتاج إلى الكهرباء، التي يُولد الكثير منها عبر حرق الوقود الأحفوري بأنواعه من نفط وغاز وفحم.
حرق الفحم
تعتمد الهند على الفحم في توليد 70% من احتياجاتها من الكهرباء، لذلك قد تكون المركبات الكهربائية في البلد الآسيوي من أسباب الانبعاثات، وفق بحث حديث.
وقال البحث: "خلال استعمال السيارة الكهربائية فحسب يكون الشحن من الطاقة الخضراء، لكن باقي العمليات المرتبطة لن تكون كذلك، خاصة أن معظم الكهرباء تولد من حرق الفحم".
ووفق "ناتشر جورنال"، فإن استعمال الفحم لتوليد الكهرباء اللازمة لشحن السيارات الكهربائية يخفّض انبعاثات الاحتباس الحراري 5% فقط، مقارنة بسيارة تعمل بالبنزين بمواصفات نموذجية في الهند، وذلك طوال عمرها الافتراضي، كما رصد البحث.
موضوعات متعلقة..
- السيارات الكهربائية ليست الخيار الأمثل لخفض انبعاثات قطاع النقل (تحليل)
-
السيارات الكهربائية تخفض 76% من الانبعاثات مقارنة بـ"التقليدية" بحلول 2030 (تقرير)
-
تكلفة التأمين على السيارات الكهربائية تزيد 23% عن العاملة بالوقود الأحفوري (مسح)
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط الأميركي يهبط 276 ألف برميل يوميًا في ديسمبر 2022
-
قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في أفريقيا تشهد إنجازًا تاريخيًا للجزائر
-
قيمة تجارة الغاز المسال العالمية تتضاعف إلى 450 مليار دولار في 2022