وكالة الطاقة الدولية تحذر من مخاطر نقص إمدادات الغاز الطبيعي في 2023
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- سوق الغاز الطبيعي تواجه مخاطر نقص الإمدادات في 2023
- الشكوك تحيط بإمدادات الغاز الروسي والطلب الصيني على الغاز المسال
- الطلب على الغاز في أوروبا انخفض 13% خلال عام 2022
- انخفاض كبير للطلب على الغاز في الصين خلال العام الماضي
- استهلاك الغاز الطبيعي في أميركا الشمالية قد يهبط في 2023
تتوقع وكالة الطاقة الدولية استمرار مخاطر نقص الإمدادات في أسواق الغاز الطبيعي العالمية خلال العام الجاري (2023)، مع عدم اليقين بشأن صادرات الغاز الروسي، والطلب الصيني.
وأضافت الوكالة في تقرير سوق الغاز الصادر اليوم الثلاثاء 28 فبراير/شباط (2023)، أنه ما زالت هناك حالة من عدم اليقين بشأن سوق الغاز العالمية خلال العام الجاري، رغم نجاح الدول الأوروبية في ملء مواقع التخزين العام الماضي.
وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن سوق الغاز الطبيعي ما تزال معرّضة لحدوث أزمة في الإمدادات، مع تأثير تراجع صادرات روسيا من ذلك الوقود الأحفوري الذي يضيف مزيدًا من القلق، بالإضافة إلى أسعار الطاقة المتقلبة.
كما أكدت الوكالة الدولية أن عدم اليقين بشأن الطلب على الغاز المسال في الصين قد يُسهم بصورة أكبر في معاناة سوق الغاز العالمية خلال عام 2023.
وتوقعت أن يظل الطلب الأوروبي على الغاز ثابتًا خلال العام الجاري، بعد الانخفاض القياسي بنسبة 13% خلال العام الماضي.
وانخفض الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنسبة 1.6% في 2022، ليصل إلى 4.042 تريليون متر مكعب، مع توقعات استقراره في 2023، وفق التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وبعد ارتفاع أسعار الغاز إلى مستويات قياسية ناتجة عن أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، أدى الطقس الشتوي المعتدل في نصف الكرة الشمالي مع التدفقات المستمرة للغاز المسال من دول أخرى، إلى نجاح أوروبا في تحقيق مستويات تخزين كافية، ما أدى إلى تراجع الأسعار الفورية في أوروبا وآسيا، وفق التقرير.
انخفاض قياسي في أوروبا
سجل الطلب على الغاز في أوروبا أكبر انخفاض له في التاريخ خلال العام الماضي، وهو ما أدى إلى تسجيل تجارة الغاز في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة تراجعًا بنسبة 20% خلال العام الماضي، لتبلغ أقل مستوى لها منذ 2017.
ويعود الانخفاض غير المسبوق في الطلب على الغاز إلى الأسعار القياسية المسجلة خلال العام الماضي، بالإضافة إلى الظروف المناخية المعتدلة التي أثّرت في الطلب.
وشهد الربع الرابع من العام الماضي أكبر نسبة انخفاض في الطلب على الغاز، بلغت 20%، على أساس سنوي، وفق وكالة الطاقة الدولية.
ورغم أن موجة الطقس البارد -قصيرة المدى- خلال النصف الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، دفعت إلى زيادة الطلب على الغاز من القطاع السكني والتجاري بشكل مؤقت، فإنها لا تعكس اتجاه الطلب الإجمالي في أوروبا.
وانخفض استعمال الغاز في توليد الكهرباء بالربع الأخير من العام الماضي أكثر من 10%، على أساس سنوي، وسط انخفاض الطلب على الكهرباء وزيادة إنتاج طاقة الرياح والتحول إلى الفحم.
كما انخفض الطلب على الغاز من القطاع الصناعي بنسبة 20% خلال العام الماضي، إذ أدى الارتفاع القياسي في أسعاره إلى تقليص الإنتاج بمعظم الصناعات التي تستهلك كميات كبيرة من الغاز.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن يستمر انخفاض الطلب على الغاز لدى دول أوروبا في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال العام الجاري بنسبة 3%.
وأرجعت توقّعها إلى انخفاض استعمال الغاز في قطاع الكهرباء بنسبة تقترب من 15%، نتيجة التوسع في نشر الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وتحسّن الطاقة النووية في فرنسا.
مخاوف من انقطاع كامل لإمدادات روسيا
في حالة الانقطاع الكامل لإمدادات الغاز الروسي عبر الأنابيب، ترى وكالة الطاقة الدولية أنه سيكون هناك حاجة إلى خفض حادّ للطلب على الغاز في الاتحاد الأوروبي بنسبة 8%.
ويُظهر تقرير وكالة الطاقة الدولية أن إمدادات روسيا من الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر الأنابيب سجّلت خلال العام الماضي أقل مستوى لها منذ منتصف الثمانينيات، ما تسبَّب في ضغوط غير مسبوقة على أسواق الغاز العالمية، وفي أوروبا بصفة خاصة.
وأظهر التقرير أن صادرات روسيا من الغاز الطبيعي عبر الأنابيب إلى أوروبا تراجعت بنسبة 50% خلال العام الماضي، على أساس سنوي.
وفي الربع الأخير من العام الماضي، انخفضت إمدادات الغاز الروسي عبر الأنابيب إلى دول أوروبا لدى منظمة التعاون الاقتصادي بنسبة 70%، على أساس سنوي.
وتشير الوكالة إلى أنه ما تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن إمدادات روسيا من الغاز الطبيعي عبر الأنابيب إلى القارة العجوز.
واستعرض التقرير الطرق التي اتّبعتها أوروبا لتعويض نقص الإمدادات الروسية، ومنها ارتفاع إمدادات الغاز النرويجي عبر الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 3% خلال 2022، مع إعادة توجيه عمليات التسليم نحو الاتحاد الأوروبي بنسبة 9%، وذلك على حساب المملكة المتحدة التي سجلت انخفاضًا قدره 14%.
كما زادت إمدادات الغاز السنوية القادمة من أذربيجان عبر الأنابيب بنسبة 40% خلال العام الماضي، بحسب الوكالة الدولية.
وفي المقابل، انخفضت إمدادات الغاز القادمة من شمال أفريقيا إلى دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 10%، وهو ما أرجعته إلى توقُّف خط الغاز المغاربي الأوروبي.
وبحسب التقرير، ارتفعت واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 60% خلال العام الماضي، لتقترب من 170 مليار متر مكعب، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق.
وارتفعت صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا لـ25 مليار متر مكعب خلال النصف الثاني من العام الماضي.
ولم يستبعد التقرير توقُّف إمدادات روسيا من الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي بشكل كامل خلال العام الجاري، ما يزيد الضغط على الأسواق.
ماذا عن آسيا؟
توقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب على الغاز لدى دول آسيا بشكل متواضع خلال العام الجاري، بنسبة تصل إلى 3%، بدعم من اتجاه الصين إلى إلغاء سياستها الخاصة بعدم انتشار فيروس كورونا، وافتراض عودة الطقس لطبيعته.
وكان استهلاك دول آسيا من الغاز الطبيعي قد تراجع بنسبة 2% خلال العام الماضي، نتيجة ارتفاع أسعار الغاز المسال مع الاضطرابات المرتبطة بتداعيات فيروس كورونا بالصين والطقس المعتدل معظم العام في شمال شرق آسيا.
وشهدت الصين انخفاضًا في استهلاك الغاز بنسبة 1% خلال العام الماضي، وهو أول انخفاض سنوي منذ أربعة عقود.
وجاء انخفاض استهلاك الغاز في الصين نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي وعمليات الاغلاق الواسعة التي طبّقتها بكين لعدم انتشار فيروس كورونا.
ومن المتوقع ارتفاع استهلاك الصين من الغاز الطبيعي بنسبة 7% خلال العام الجاري، بقيادة القطاع الصناعي، مدفوعًا بتعافي النشاط الاقتصادي بعد تخفيف قيود كورونا.
وفي السياق نفسه، تراجع استهلاك الهند من الغاز بنسبة 6% خلال العام الماضي، إذ أدت الأسعار المرتفعة إلى تقليص الطلب على الغاز في توليد الكهرباء والتكرير وقطاع البتروكيماويات.
ومع تراجع الاستهلاك، انخفضت واردات الهند من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 17%، وهو أكبر انخفاض على الإطلاق، وفقًا للتقرير.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع اجمالي استهلاك الغاز في الهند خلال العام الجاري بنسبة 4%، بدعم من زيادة استغلال الغاز في قطاع الطاقة والصناعة.
ومن المتوقع استمرار انخفاض اجمالي استهلاك اليابان من الغاز بنسبة 4% في 2023، نتيجة زيادة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والنووية.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع تراجع الطلب في البلاد خلال العام الجاري بنسبة 2%، وهو ما أرجعته إلى تشغيل 2.8 غيغاواط من السعة الجديدة التي تعمل بالفحم، وإعادة تشعيل وحدة نووية تبلغ سعتها 1 غيغاواط في أواخر عام 2022.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية زيادة استهلاك دول آسيا الناشئة من الغاز الطبيعي بنسبة تبلغ 2%، مدفوعًا بالنشاط الاقتصادي المتزايد والطلب على الكهرباء، وذلك بعد انخفاض شهدته العام الماضي، بلغ 4%.
زيادة تشهدها الولايات المتحدة وكندا
في المقابل، شهد استهلاك الغاز في الولايات المتحدة خلال العام الماضي نموًا بلغت نسبته 5.4%، على أساس سنوي.
وأرجع التقرير زيادة استهلاك الغاز إلى ارتفاع الطلب من قطاع توليد الكهرباء، والقطاع السكني والتجاري، نتيجة تراجع درجات الحرارة في الشتاء، وارتفاعها في الصيف.
وكانت الولايات المتحدة قد تعرضت في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى عواصف ثلجية تسببت بموجة طقس باردة، دفعت إلى زيادة الطلب على الغاز الطبيعي في القطاعات السكنية والتجارية والكهرباء.
كما ارتفع استهلاك كندا من الغاز الطبيعي خلال العشرة أشهر الأخيرة من العام الماضي بنسبة 7.8%، مدفوعًا بارتفاع طلب القطاع الصناعي وتوليد الكهرباء، نتيجة التخلص التدريجي من الفحم، مع زيادة برودة الطقس.
بينما شهد استهلاك المكسيك من الغاز الطبيعي انخفاضًا طفيفًا بلغ 1.3% خلال 11 شهرًا من عام 2022.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية انخفاض استهلاك الغاز الطبيعي في أميركا الشمالية أكثر من 2% خلال العام الجاري، نتيجة التطوير المستمر للطاقة المتجددة، بالتوازي مع تراجع طفيف في الطلب على الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- مسؤول: حظر الغاز الروسي لن يسبب مشكلة لألمانيا
- مشروعات الغاز المسال في أميركا تجذب استثمارات بـ100 مليار دولار (تقرير)
- الجزائر تتصدر صفقات الغاز العربية والأفريقية في العام الأول لحرب أوكرانيا
اقرأ أيضًا..
- 4 دول عربية تشتري المشتقات النفطية الروسية.. وصفقات مفاجئة لدولتين
- أهم 5 دول أفريقية منتجة للمعادن في 2023
- توقعات سهم لوبريف السعودية بعد حصد أرباح سوقية تتجاوز نصف مليار دولار