وصول أول مفاعل نووي إلى بريطانيا منذ 30 عامًا (صور وفيديو)
سيسهم في توفير الكهرباء لـ3 ملايين منزل
مي مجدي
يعدّ وصول أول مفاعل نووي إلى بريطانيا منذ 30 عامًا علامة فارقة لمحطة "هينكلي بوينت سي" الإنجليزية، وخطوة مهمة نحو تحقيق البلاد خطط استقلال الطاقة وأمنها خلال السنوات المقبلة.
فقد أنهى المفاعل النووي الجديد رحلة صعبة بدأت من فرنسا، حتى استقر بمقاطعة سومرست الإنجليزية، جنوب غرب البلاد، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن موقع ورلد نكلير نيوز (World Nuclear News).
واستعرضت شركة إي دي إف إنرجي الفرنسية -المالكة للمشروع- رحلة نقل أول مفاعل نووي إلى بريطانيا، ونشرت مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو عبر صفحتها بموقع تويتر.
رحلة أول مفاعل نووي إلى بريطانيا
لم تكن عملية نقل المفاعل النووي مهمة سهلة، بل كانت رحلة شاقة بكل المقاييس.
فالمفاعل من صنع شركة "فرام أتوم" الفرنسية، وعملت على بنائه في منشأة "لي كروزو" وسط فرنسا، وهي المنشأة نفسها التي صنعت آخر مفاعل نووي لمحطة كهرباء بريطانية في عام 1995.
وقالت شركة إي دي إف إنرجي الفرنسية، إن فرق العمل أمضت 80 ألف ساعة في البناء.
وبدأ أول مفاعل نووي إلى بريطانيا رحلته البرية من فرنسا، ثم نُقل بحرًا إلى منطقة أفونماوث دوكس في بريستول، قبل نقله بوساطة بارجة إلى منطقة كومبوتش وارف على نهر باريت في مقاطعة سومرست.
وأمضى رحلته الأخيرة على ناقلة لمدة 5 ساعات، ولمسافة امتدت 6.4 كيلومترًا، حتى استقر في مقرّه الدائم بموقع المشروع.
موعد بدء توليد الكهرباء
وفقًا لشركة إي دي إف إنرجي، سيكون "وعاء ضغط المفاعل" -الذي يبلغ طوله 13 مترًا، ويزن نحو 500 طن- أول مفاعل نووي تعمل بريطانيا على تركيبه منذ التسعينيات.
ويعدّ أول مفاعل من مفاعلين نوويين تخطط البلاد لتركيبهما بهدف توفير كهرباء منخفضة الكربون لنحو 3 ملايين منزل، بدءًا من عام 2026.
وقالت شركة إي دي إف إنرجي، إن وصول المفاعل يمثّل علامة فارقة لمحطة "هينكلي بوينت سي"، التي يعمل بها قرابة 8 آلاف و500 عامل.
وتدير الشركة الفرنسية جميع محطات الطاقة النووية الـ8 في بريطانيا، والتي توفر نحو 13% من الكهرباء في البلاد.
وستعمل الشركة على تركيب المفاعل فور تركيب القبة خلال العام الجاري (2023)، لكنه لن يبدأ توليد الكهرباء قبل عام 2026.
مشروع مثير للجدل
يعدّ مشروع "هينكلي بوينت سي" من المشروعات المثيرة للجدل من الناحية البيئية.
ويرى بعض نشطاء البيئة أن الحكومة يجب أن تستثمر أموالها في تطوير المصادر المتجددة، بدلًا من ذلك.
وبدأ البناء بعد توقيع شركة إي دي إف الفرنسية وشريكتها "تشاينا جنرال نكلير باور غروب" الصينية العقود النهائية خلال عام 2016، مع حكومة تيريزا ماي -آنذاك-.
وتموّل الشركة الفرنسية ثلثي المشروع، بينما تستثمر الشركة الصينية الباقي.
ورغم ما أثارته الشراكة من مخاوف، قررت رئيسة الوزراء -آنذاك- تيريزا ماي المضي قدمًا في المشروع، وبدأ البناء منذ 7 سنوات.
إلّا أن المشروع واجه العديد من التحديات خلال السنوات الماضية.
ففي يناير/كانون الثاني (2021)، أعلنت شركة إي دي إف إنرجي تأجيل موعد الانتهاء من مشروع هينكلي بوينت سي إلى يونيو/حزيران (2026)، بسبب التأخير الناجم عن جائحة كورونا.
وفي وقت سابق من هذا العام (2023)، قالت الشركة، إن المشروع سيواجه تأجيلًا آخر لمدة عام، وزيادة في التكلفة بقيمة 3 مليارات جنيه إسترليني (3.61 مليار دولار أميركي).
(الجنيه الإسترليني = 1.20 دولارًا أميركيًا)
وبناءً على ذلك، حددت موعد بدء مفاعل الوحدة الأولى في يونيو/حزيران (2027)، بتكلفة تتراوح بين 25-26 مليار جنيه إسترليني، بزيادة عن الرقم السابق البالغ 23 مليار جنيه إسترليني.
The first new nuclear reactor for a British power station in more than 30 years has arrived in Somerset.📌
The reactor will help provide enough low carbon electricity for 3m homes and will help Britain achieve #NetZero.📉
Read more here - https://t.co/abbQNpjQ6v pic.twitter.com/8C90QCvsvb
— Hinkley Point C (@hinkleypointc) February 27, 2023
الإستراتيجية البريطانية
على صعيد متصل، تحدد إستراتيجية أمن الطاقة في المملكة المتحدة، التي صدرت في إبريل/نيسان (2022)، هدفًا لتسريع تطوير الطاقة النووية في البلاد.
وتستهدف الحكومة البريطانية من خلال هذه الإستراتيجية تعزيز استقلال الطاقة والتصدي لأزمة ارتفاع الأسعار.
وتطمح البلاد لإنتاج 24 غيغاواط من الطاقة النووية المركبة بحلول عام 2050، ما يمثّل قرابة 25% من الطلب المتوقع على الكهرباء في المملكة المتحدة.
ووفقًا للحكومة البريطانية، ستشكّل المفاعلات المعيارية الصغيرة جزءًا رئيسًا من المشروعات النووية قيد الإعداد.
كما تتضمن الإستراتيجية خططًا لزيادة إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتعزيز الاستثمارات في الهيدروجين.
وبموجب خطط الحكومة الجديدة، يمكن توليد 95% من الكهرباء في المملكة المتحدة من مصادر منخفضة الكربون بحلول عام 2030.
وتأتي هذه الإجراءات في وقت يواجه فيه المستهلكون البريطانيون ارتفاعًا ضخمًا بفواتير الطاقة، بعدما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الغاز.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في بريطانيا تحصل على دعم بـ 90 مليون دولار
- الطاقة النووية في بريطانيا.. وزير: قد نبني 7 محطات بحلول 2050
- هل تُسهم الطاقة النووية في استغناء بريطانيا عن الإمدادات الروسية؟
اقرأ أيضًا..
- توقعات سهم لوبريف السعودية بعد حصد أرباح سوقية تتجاوز نصف مليار دولار
- عام على الغزو الروسي لأوكرانيا.. دبابات موسكو تقلب موازين الطاقة (تغطية خاصة)
- أمن الطاقة في أوروبا بعد عام من حرب أوكرانيا.. خطوات ضامنة ومخاطر محتملة (تقرير)