يتقدم مشروع تورتو أحميم للغاز المسال بخطى ثابتة نحو تطوير المرحلة الثانية، رغم ما أفادت به تقارير سابقة بشأن تأجيل محتمل بسبب التحديات والصعوبات الناجمة عن المشكلات السياسية والأمنية والتقنية.
فقد أعلنت شركة النفط البريطانية بي بي وشركاؤها، اليوم الإثنين (27 فبراير/شباط 2023)، تأكيد مفهوم التطوير للمرحلة الثانية من المشروع، والذي سينتقلون به إلى المرحلة التالية من التقييم.
وتعمل شركة النفط البريطانية بي بي وشركاؤها -حاليًا- مع المقاولين من أجل التقدم نحو مرحلة ما قبل التصميم الهندسي، وفق ما جاء في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتضم الشراكة، إلى جانب الشركة البريطانية التي تدير المشروع، كلًا من شركة بتروسين السنغالية، والشركة الموريتانية للهيدروكربونات في موريتانيا، وكوزموس إنرجي الأميركية.
المرحلة الثانية من تورتو أحميم
من شأن الشراكة تقييم المنشأة القاعدية الجاذبية بوصفها أساسًا لمشروع توسعة المرحلة الثانية من تورتو أحميم، الذي تتراوح سعته الإجمالية بين 2.5 مليون و3 ملايين طن سنويًا من الغاز المسال.
والمنشأة القاعدية الجاذبية هي أحد أنواع منصات استخراج الهيدروكربونات في البحر، وتُبنى عادةً إمّا من الفولاذ أو الخرسانة المسلحة.
وقالت الشركة، إن المنشأة متصلة بقاع البحر بشكل ثابت؛ إذ تسمح بتخزين الغاز المسال، وتعدّ أساسًا لمنشآت التسييل.
كما سيشمل تصميم المفهوم آبارًا جديدة ومعدّات تحت سطح البحر، تتكامل مع البنية التحتية الحالية لمشروع تورتو أحميم للغاز المسال، وتتوسع فيها.
وستنظر الشراكة في تشغيل عمليات تسييل الغاز المسال باستعمال الكهرباء، للمساعدة في خفض الانبعاثات التشغيلية.
وقال نائب الرئيس التنفيذي للعمليات والإنتاج بشركة النفط البريطانية بي بي، غوردون بيرل: "نهدف إلى تعزيز التعاون القوي مع شركائنا، وحكومتي موريتانيا والسنغال، لتطوير مركز طاقة ناجح طويل الأجل في غرب أفريقيا".
وأضاف: "يواصل تورتو أحميم الكبير دعم إستراتيجيتنا لتطوير الهيدروكربونات الأكثر مرونة للمساعدة في توفير أمن الطاقة اليوم"، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
مشروع تورتو أحميم للغاز المسال
يقع مشروع تورتو أحميم للغاز المسال على بعد 120 كيلومترًا من الشاطئ، على عمق مياه يبلغ 2850 مترًا، وهو أحد أعمق التطورات تحت سطح البحر في أفريقيا.
في يوليو/تموز 2021، مُنح مشروع تورتو أحميم للغاز المسال صفة "المشروع الوطني ذي الأهمية الإستراتيجية" من قبل رئيسي موريتانيا والسنغال؛ ما يدلّ على التزام الحكومات المضيفة وأهمية المشروع لكلا البلدين.
وستُنقل المرحلة الأولى -قيد التطوير حاليًا- الغاز إلى السفينة العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ على بعد 40 كيلومترًا من الشاطئ، لإجراء عمليات معالجة الغاز وفصل السوائل.
ووفقًا للتقديرات، يحتوي مشروع تورتو أحميم للغاز المسال على 15 تريليون قدم مكعّبة من موارد الغاز الطبيعي، التي ستنتجها شركة النفط البريطانية بي بي، خلال مدّة تقديرية تصل إلى 30 عامًا.
وستشهد المرحلة الأولى من المشروع إنتاج 2.5 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، مع توقّع إنتاج أول غاز في نهاية عام 2023.
ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى 5 ملايين طن سنويًا خلال المرحلة الثانية، وما يصل إلى 10 ملايين طن سنويًا بعد الانتهاء من جميع المراحل الـ3 للمشروع.
تطورات مشروع تورتو أحميم للغاز المسال
كانت شركة النفط البريطانية بي بي قد أعلنت -في 23 يناير/كانون الثاني 2023- أن السفينة العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ بدأت الإبحار نحو موقع المشروع قبالة سواحل موريتانيا والسنغال.
وتمثّل السفينة العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ جزءًا رئيسًا من تطوير المشروع، الذي يشمل -أيضًا- التطوير تحت سطح البحر لحقول الغاز ومنشآت الغاز المسال العائمة القريبة من الشاطئ.
وستعالج السفينة العائمة، الغاز الطبيعي؛ إذ ستعمل على إزالة المكثفات والمياه والشوائب الأخرى، قبل تصديره عن طريق خط الأنابيب إلى منشآت الغاز المسال العائمة الخاصة بالمشروع، على بُعد 10 كيلومترات من الشاطئ.
كما ستعالج السفينة نحو 500 مليون قدم مكعّبة قياسية يوميًا من الغاز، مع 8 وحدات معالجة وإنتاج.
وسيجري تسييل غالبية الغاز بواسطة منشآت الغاز المسال العائمة؛ ما يمهّد الطريق نحو التصدير إلى الأسواق الدولية؛ بينما يُخصص بعضه للمساعدة بتلبية الطلب المتزايد في موريتانيا والسنغال.
موضوعات متعلقة..
- مشروع تورتو أحميم للغاز المسال في موريتانيا والسنغال.. كيف يستفيد من حرب أوكرانيا؟
- موريتانيا تعلن مستهدفات إنتاج مشروع تورتو أحميم للغاز المسال
- موريتانيا تستعد لإنتاج الغاز المسال قبل نهاية 2023.. ومسؤول يكشف التطورات
اقرأ أيضًا..
- صادرات النفط لـ4 دول عربية تنتعش في 2022 مع زيادة الطلب العالمي (رسوم بيانية)
- قازاخستان تخطط لوقف صادرات الغاز في الشتاء.. ما السبب؟
- عاكسات الطاقة الشمسية في المنازل تنجح بمعدل 65%
- الكشف عن أول سيارة كهربائية في العالم تعمل ببطارية الصوديوم أيون