تواجه صناعة النفط في الإكوادور منعطفًا جديدًا أدى إلى إعلان حالة القوة القاهرة على الصادرات والإنتاج لمدة قد تقارب الأسبوعين، بعدما تسبب انهيار أرضي في إغلاق عدد من خطوط الأنابيب.
وقررت شركة "بتروإكوادور" ومُشغل خطوط الأنابيب المستقل "أو سي بي" تعليق عمليات التشغيل والنقل عبر تلك الخطوط، في خطوة احترازية أعقبت انهيار جسر بمقاطعة "نابو"، وفق بيان لوزارة الطاقة والمعادن نقلته صحيفة بي إن أميركاز (BN Americas).
ويُتيح إعلان القوة القاهرة تجنب تداعيات توقف الخطوط والمبيعات التي قد يطالب مشترو النفط شركة "بتروإكوادور" بها، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
الانهيار وتوقف المرافق
أصاب انهيار أرضي جسرًا موازيًا لاثنين من خطوط أنابيب نقل النفط في الإكوادور، يتقاطعان مع نهر ماركر، يوم الأربعاء الماضي 22 فبراير/شباط (2023).
وتبلغ قدرة خط أنابيب "سوت" -الذي يصل طوله إلى 497 كيلومترًا- 360 ألف برميل يوميًا، ويزود مصفاة تكرير في البلاد ومحطة بحرية بالإمدادات، كما توقف -أيضًا- خط أنابيب "شوشوفيندي -كيتو"، طبقًا لما أوردته رويترز.
وشكّلت شركة بتروإكوادور -المملوكة للدولة- فرق عمل لتقييم تداعيات انهيار الجسر، ومدى تأثر بنية النقل التحتية، قبل أن تطالب وزارة الطاقة والمعادن بالموافقة على إعلان القوة القاهرة.
وأوضحت الشركة أن تعليق نقل التدفقات عبر خطوط الأنابيب قد يحمي البلاد من أي أضرار بيئية متوقعة خلال مرحلة ما بعد الانهيار.
وأشارت التوقعات الأولية إلى تسبب هطول الأمطار بغزارة في انهيار الجسر الموازي لخطي الأنابيب؛ ما دعا مُشغل الخطوط "أو سي بي" إلى وقف ضخ التدفقات.
إنتاج النفط
قد تعرقل القوة القاهرة وتعليق الضخ في الأنابيب خطط إنتاج النفط في الإكوادور؛ إذ سبق أن أعلنت الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية أنها تستهدف إنتاج 521 ألف برميل يوميًا خلال العام الجاري (2023).
ورغم الأهداف الإنتاجية الطموحة؛ فقد سجّل إنتاج النفط في الإكوادور 489 ألفًا و560 برميلًا يوميًا في يناير/كانون الثاني (2023)، وانخفضت إلى 481 ألفًا و565 برميلًا يوميًا، خلال المدة من مطلع فبراير/شباط الجاري حتى 21 من الشهر ذاته.
وعادة ما تُسهم خطوط أنابيب النقل في زيادة القدرة الإنتاجية للبلاد؛ إذ نقل خط أنابيب "سوت" ما يقدر بنحو 319 ألفًا و40 برميلًا يوميًا، خلال العام الماضي (2022)، بارتفاع 6% عن العام السابق له (2021)، تبعًا لمنصة أرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة.
وسبق أن تعرّض الخط إلى الإغلاق وتوقف العمليات في ديسمبر/كانون الأول (2021)، إثر انهيار مواقع قريبة في مقاطعة "نابو" -أيضًا-.
القوة القاهرة
تشمل تداعيات تعطل نقل النفط في الإكوادور بموجب إعلان القوة القاهرة تعليق الصادرات لمدة تقارب أسبوعين، وإغلاق عدد من الآبار النفطية المُنتجة، بحسب ما نقلته صحيفة إكوادور تايمز (Ecuador Times).
وتسمح موافقة وزير الطاقة الإكوادوري "فرناندو سانتوس" على طلب شركة "بتروإكوادور" لإعلان حالة القوة القاهرة بتجنبها غرامات عقود التوريد.
ومن زاوية أخرى قد تنعش تلك الخطوة قدرات التكرير في البلاد؛ إذ يدفع توقف خطوط النقل نحو تعزيز تسليم مخزونات النفط في منطقة "بالاو" لمصافي التكرير.
وقال سانتوس إنه أعطى الضوء الأخضر لشركة بتروإكوادور لاستيراد كميات من الوقود، لضمان الوفاء بالطلب المحلي، رغم توافر إمدادات يمكنها تلبية الطلب تُقدر بنحو 1.8 مليون برميل من النفط في مرافق التخزين.
مرافق في دائرة الخطر
شمل إعلان حالة القوة القاهرة على قطاع النفط في الإكوادور، مؤخرًا، توقف 3 منشآت عن العمل بدءًا من 22 فبراير/شباط الجاري، بعدما دفع الانهيار الأرضي نحو إصابة جسر نهر ماركر بأضرار بالغة.
والمرافق الـ3 هي: خط أنابيب "سوت"، خط "شوشوفيندي كيتو"، بالإضافة إلى خط ثالث لنقل النفط الخام الثقيل بقدرة 151 ألف برميل يوميًا تابع لائتلاف "أو سي بي".
وتعرّضت أجزاء من تلك المرافق إلى الانثناء والالتواء، وتمكّنت فرق الحماية من تفريغ خط "أو سي بي" من إمدادات الوقود، بينما لم تنجح تلك المحاولات مع تدفقات خط "سوت" حتى الآن.
بينما كان خط أنابيب "شوشوفيندي كيتو" -ذو القدرة على نقل 5 آلاف و151 برميلًا من البنزين والديزل والغاز المستهلك محليًا- الأشد تضررًا.
وتواجه الخطوط الـ3 أخطارًا منذ عام (2020) إثر عمليات الانهيارات الأرضية، ألقت بظلال سلبية على قطاع النفط في الإكوادور وأدت إلى توقف عمليات التصدير.
وتعرضت المرافق إلى التوقف للمرة الأولى في 8 أبريل/نيسان عام 2020، ثم خلال المدة من 8 إلى 30 ديسمبر/كانون الأول عام 2021، بجانب التوقف الحالي.
اقرأ أيضًا..
- عام على الغزو الروسي لأوكرانيا.. دبابات موسكو تقلب موازين الطاقة (تغطية خاصة)
- الجزائر تتصدر صفقات الغاز العربية والأفريقية في العام الأول لحرب أوكرانيا
- 7 خبراء للطاقة: الغزو الروسي لأوكرانيا أقل تأثيرًا بعد عام.. وهذه توقعات أسعار النفط