قرية الهيدروجين في تركيا.. تزود المنازل بالوقود النظيف بعد مزجه بالغاز
هبة مصطفى
يترقب مشروع إنشاء قرية الهيدروجين في تركيا الموافقات اللازمة لبدء انطلاقه، وتقوم تقنية عمله الرئيسة على مزج الوقود النظيف مع الغاز الطبيعي في أنابيب النقل وفق نِسب محددة.
وتأخذ الجهات المعنية في أنقرة على عاتقها إجراء المزيد من بحوث التطوير حول إمكان دمج الهيدروجين وتطبيقاته في الاستعمالات الصناعية، ومن المقرر الانتهاء من هذه الأبحاث بحلول العام المقبل (2024)، وفق صحيفة إنرجي نيوز (Energy News).
وتعدّ القرية أولى تطبيقات الهيدروجين في البلاد، وتسمح الموافقات بدخولها حيز التنفيذ؛ ما يؤهلها لقيادة تقنيات وتشريعات الوقود النظيف وتوجيه دراساته المستقبلية، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
تقنيات المزج
تعدّ القرية المرتقبة أول تطبيقات قطاع الهيدروجين في تركيا، وسيعامل محيطها من مبانٍ ومنازل بصفته محطة لإنتاج الوقود النظيف ومزجه بالغاز، ليزوّد المحيط السكني للقرية بالإمدادات المستدامة.
وتستعد أنقرة للمشروع عبر بحث الجوانب التقنية للقرية والتشريعات اللازمة والتكلفة المقدّرة، جنبًا إلى جنب مع إجراء الدراسات لرصد واقع شبكات الغاز.
وبحسب مدير المشروعات والعلاقات الدولية في مؤسسة "غازمير-غازبير" التقنية محمد عريف ساركايا، فإن مشروع القرية يكتسب أهميته من تحديده إستراتيجيات الهيدروجين في تركيا، وكذلك توجيه الأنظار إلى التقنيات والتشريعات التي يتطلبها نشر المجال.
وأضاف ساركايا أن معايير تشغيل القرية تتضمن اختبار مزج الهيدروجين بالغاز الطبيعي وفق نِسب محددة، ليُنقَل المزيج إلى المنازل ومختبرات أنظمة التدفئة المركزية، وتضمن تلك المعايير تصنيف مشروع القرية ضمن قائمة المشروعات المستدامة.
اختبارات الضخ
في مركز التقنيات النظيفة "غازمير-غازبير"، اختُبِر إمكان مزج الهيدروجين بمتوسطات (5، 10، 15، 20%) مع الغاز الطبيعي بنِسب (80، 85، 90، 95%) لمدة تجاوزت 500 ساعة، وأسفرت التجارب عن نتائج مُرضية.
وكشفت نتائج الاختبارات سلامة مزج الهيدروجين بنسبة 6% من الحجم الكلي لتدفقات الغاز الطبيعي داخل شبكات التوزيع، دون التأثير في تركيب المزيج أو أجهزة الحرق، بحسب محمد عريف ساركايا.
وكشف ساركايا أن دراسات ضخّ الهيدروجين في شبكات الغاز الطبيعي أثبتت نجاحًا في مشروعين حتى الآن، بجانب مشروع ثالث إضافي يجري العمل عليه في الآونة الحالية.
وقال، إن مشروع قرية الهيدروجين في تركيا يهدف بصورة رئيسة إلى قياس كميات الوقود النظيف التي يمكن مزجها في شبكات توزيع الغاز الطبيعي المتاحة بمنطقة القرية، واتّسعت أنظمة الغاز دون تعديل إلى نسبة قدرها 20% من الهيدروجين.
ويتطلب نشر تقنية المزج في القرية إدخال تعديلات على الأجهزة المنزلية والبنية التحتية، تمهيدًا لرفع نسبة الهيدروجين في وقود المنازل إلى 100%.
خطط الهيدروجين في تركيا
تنحاز غالبية الدول في الآونة الحالية إلى مصادر الطاقة المتجددة وبيئة خالية من الانبعاثات الكربونية، ويؤدّي الهيدروجين دورًا مهمًا في هذا المسار بإفساح المجال لمساحة أكبر من إمدادات الكهرباء النظيفة، لا سيما للصناعات الثقيلة.
وتتضمن خطط تطوير الهيدروجين في تركيا تطوير سعة عملية التحليل الكهربائي تمهيدًا لإنتاج 5 غيغاواط من الهيدروجين بحلول عام (2035)، وبسعة بطارية تصل إلى 7.5 غيغاواط.
ولم يقتصر الأمر على زيادة سعة المحلل الكهربائي، بل تمتد طموحات تطوير الهيدروجين في تركيا إلى إنتاجه بسعر مخفض في نطاق 2.40 دولارًا/كيلوغرام بحلول 2035، وخفض هذه التكلفة إلى النصف بحلول منتصف القرن (2050).
وتُشير الملامح الأولية لإستراتيجية أنقرة حيال الهيدروجين إلى مزجه في شبكات الغاز بصورة تدريجية، تبدأ من نسبة تتراوح بين 2 و5% قبيل نهاية العقد الجاري (2030)، ورفع هذه النسبة إلى 10% بحلول عام 2040، و20% بحلول عام 2050.
اقرأ أيضًا..
- الجزائر تقود اكتشافات النفط والغاز عالميًا لتحقيق أفضل أداء في 10 سنوات
- قصف صاروخي يضرب خط أنابيب دروجبا قبل نقل النفط القازاخستاني إلى ألمانيا
- بطاريات الليثيوم أيون للاستعمال المنزلي.. هذه أبرز الأنواع والأسعار
