أخبار الهيدروجينرئيسيةعاجلهيدروجين

أول ناقلة هيدروجين مسال في العالم تثير الجدل حول صعوبات الشحن

دينا قدري

كشف مكتب سلامة النقل الأسترالي عن ملابسات الحادث الذي تعرضت له أول ناقلة هيدروجين مسال في العالم مطلع العام الماضي (2022).

ووجد التحقيق -الذي اطّلعت منصة الطاقة المتخصصة على نتائجه- أن عطلًا في التحكم بالغاز على السفينة هو الذي تسبب في تسرب الغاز، ثم اشتعاله على متن الناقلة التي كانت تحمل أول شحنة هيدروجين مسال بعد وقت قصير من تحميلها في أستراليا.

الناقلة "سويسو فرونتير" هي محور مشروع تجريبي بقيمة 500 مليون دولار أسترالي (360 مليون دولار أميركي) لاختبار إمكانات أستراليا لشحن الوقود منخفض الانبعاثات إلى اليابان.

ولكن يبدو أن الأمر قد يستغرق عدة عقود قبل أن يتمكن الهيدروجين -الذي يُعَد أخضر إذا أُنتج باستخدام الطاقة المتجددة- من التغلب على الغاز الطبيعي في تكاليف الإسالة والنقل.

حادث تسرب الغاز واشتعاله

وقع الحادث بعد يوم واحد من تحميل الناقلة في أستراليا، وقبل يومين من موعد مغادرتها إلى اليابان، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.

وأوضح مكتب سلامة النقل الأسترالي -في تقرير نشره اليوم الخميس 2 فبراير/شباط 2023- أن الناقلة تعرضت لحادث تسرب غاز واشتعاله على سطحها خلال رسوها في ميناء بولاية فيكتوريا يوم 25 يناير/كانون الثاني 2022.

وقد وصلت أول ناقلة هيدروجين مسال في العالم "سويسو فرونتير" -التي بنيت بوصفها سفينة نموذجية لتقييم الجوانب الفنية لنقل الهيدروجين المسال عن طريق البحر- إلى ميناء هاستينغز بولاية فيكتوريا في 20 يناير/كانون الثاني 2022، في رحلتها الأولى.

وغادرت السفينة، التي يبلغ طولها 116 مترًا، كوبي اليابانية في 25 ديسمبر/كانون الأول (2021) بحمولة 55 طنًا من الهيدروجين المسال، وكان من المقرر تحميل الهيدروجين المسال الإضافي من منشأة تسييل الغاز في هاستينغز قبل العودة إلى كوبي.

وبعد تحميل الهيدروجين المسال في هاستينغز يوم 24 يناير/كانون الثاني (2022)، كانت السفينة راسية مساء يوم 25 يناير/كانون الثاني عندما حدث عطل في معدات التحكم في الغاز.

نتائج التحقيق في حادث أول ناقلة هيدروجين مسال في العالم
أول ناقلة هيدروجين مسال في العالم "سويسو فرونتير" - الصورة من وكالة بلومبرغ

نتائج التحقيق في حادث أول ناقلة هيدروجين مسال

يسلّط الحادث الضوء على الحاجة إلى ضوابط السلامة داخل أنظمة التشغيل الآلية على السفن لتنبيه الموظفين على الفور بأي مشكلات، أو إيقاف العمليات تلقائيًا لمنع الضرر أو الإصابة.

وذكر التقرير أن حادثة اشتعال الغاز لم تسفر عن نشوب حريق أو انفجار على متن أول ناقلة هيدروجين مسال "سويسو فرونتير"، التي يبلغ طولها 116 مترًا (381 قدمًا).

وقال رئيس المفوضين في مكتب سلامة النقل الأسترالي أنغوس ميتشل: "لم تكن ضوابط السلامة الآلية التي تهدف إلى الكشف عن عطل لمنع مثل هذا الحادث فعّالة".

وأضاف ميتشل: "التحقيق الذي أجراه مكتب سلامة النقل الأسترالي يسلط الضوء على أهمية ضمان أن أنظمة التشغيل الآلي على ظهر السفن مجهزة بضوابط السلامة لمنع العواقب الخطيرة في حالة حدوث عطل".

وقال: "يُظهر الحادث -أيضًا- أهمية ضوابط الجودة الصارمة من قبل الشركة المصنعة لضمان تحديد مكونات النظام الصحيحة وتثبيتها على المعدات".

اختبار أول ناقلة هيدروجين مسال في العالم

كانت شركة "يابانية-أسترالية" تنتج الهيدروجين من الفحم البني قد أعلنت شحن حمولتها الأولى على متن أول ناقلة هيدروجين مسال في العالم بالقرب من ملبورن إلى كوبي، في اختبار تأخر قرابة عام بسبب جائحة فيروس كورونا.

ووصلت "سويسو فرونتير" -التي بنتها شركة كاواساكي اليابانية للصناعات الثقيلة- من كوبي بجنوب اليابان، بعد رحلة أطول من المتوقع امتدت إلى 16 يومًا، في محاولة لتجنب سوء الأحوال الجوية والبحار الهائجة، حسبما قال متحدث باسم شركة سلسلة إمداد الطاقة الهيدروجينية (إتش إي إس سي).

بقيادة شركة كاواساكي للصناعات الثقيلة، "إتش إي إس سي" هو مشروع بقيمة 500 مليون دولار أسترالي (360 مليون دولار) تدعمه الحكومتان اليابانية والأسترالية بوصفه وسيلة للتحول إلى طاقة أنظف وخفض انبعاثات الكربون، وفق ما نقلته صحيفة "ذي إيكونوميك تايمز" (The Economic Times).

في عام 2021، بدأ المشروع في استخراج الهيدروجين من الفحم البني في مصنع تجريبي بسعة 70 كيلوغرامًا يوميًا في وادي لاتروب بولاية فيكتوريا، على بُعد نحو 135 كيلومترًا شرق ملبورن؛ حيث غذت مناجم الفحم البني منذ مدّة طويلة بعض محطات الكهرباء الأسترالية الأكثر تلويثًا.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- مصادر إنتاج الهيدروجين المختلفة:

مصادر إنتاج الهيدروجين

إنتاج الهيدروجين المسال

يُعَد الهيدروجين -الذي يُنظر إليه على أنه طريق لإزالة الكربون من الصناعات التي تعتمد على الفحم والغاز والنفط- أمرًا أساسيًا لتحقيق هدف اليابان المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050؛ كما تهدف أستراليا إلى أن تصبح مُصدرًا رئيسًا للوقود.

ويُنتج الهيدروجين عن طريق تفاعل الفحم مع الأكسجين والبخار تحت حرارة وضغط عاليين في عملية تنتج -أيضًا- ثاني أكسيد الكربون.

ثم يُنقل الهيدروجين بالشاحنات إلى موقع الميناء، حيث يُبَرَّد إلى 253 درجة مئوية تحت الصفر (-423 فهرنهايت)، ما يؤدي إلى تسييله للتصدير.

إذا وسَّع الشركاء في النهاية نطاق المشروع إلى 225 ألف طن سنويًا؛ فإنهم يخططون لإنتاج هيدروجين محايد للكربون عن طريق دفن ثاني أكسيد الكربون الناتج عن العملية تحت قاع البحر قبالة شاطئ فيكتوريا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق