قصف صاروخي يضرب خط أنابيب دروجبا قبل نقل النفط القازاخستاني إلى ألمانيا
عمرو عز الدين
تتجه أول شحنة من خام النفط القازاخستاني للمرور إلى ألمانيا خلال 15 يومًا، عبر خط أنابيب دروجبا، الذي تعرَّض -منذ دقائق- للقصف بصاروخ متجه من أوكرانيا، ما قد يعطّل خطة التصدير خلال الأسابيع المقبلة.
وقالت وزارة الطاقة القازاخستانية، اليوم الأربعاء (1 فبراير/ شباط 2023)، إنها ستسلّم أول شحنة من النفط إلى ألمانيا، عبر خط دروجبا المارّ من الأراضي الروسية، خلال النصف الأول من الشهر الحالي، وفقًا لوكالة رويترز.
ولم تحدد الوزارة موعدًا معينًا لتسليم أولى شحنات النفط القازاخستاني خلال هذه المدة، مكتفية بالإشارة إلى تحديده بالنصف الأول من فبراير/شباط 2023، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
قصف خط دروجبا بصاروخ أوكراني
في هذه الأثناء، تعرَّض جانب من خط أنابيب دروجبا للقصف بصاروخ متجه من أوكرانيا سقط على محطة نوفوزيبكوف بمدينة بريانسك الروسية، وفقًا لخبر عاجل نشره موقع إكسبريس (express).
ويعدّ خط أنابيب دروجبا من أكبر خطوط نقل النفط في العالم، ويمتد طوله لنحو 4 آلاف كيلومتر ويمر من مدينة ألميتيفسك شرق روسيا إلى أوكرانيا وبيلاروسيا وبولندا والمجر وسلوفاكيا و التشيك وألمانيا.
وتبلغ قدرة هذا الخط قرابة 1.4 مليون برميل يوميًا، وهو من أكبر الخطوط التي تنقل ثلث صادرات النفط الروسي، إضافة إلى جانب من نفط قازاخستان الحبيسة جغرافيًا.
موسكو أصدرت موافقة بالعبور
أبدت روسيا موافقتها الرسمية، في 13 يناير/كانون 2023، على نقل 300 ألف طن (2.13 مليون برميل) من النفط القازاخستاني إلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا، خلال الربع الأول من 2023.
وأكدت شركة "قاز ترانس أويل" المحلية حصولها على تأكيد العبور من وزارة الطاقة الروسية في هذا التاريخ، وفقًا لموقع أستانا تايمز المحلي (astana times).
وتأتي موافقة موسكو على نقل النفط القازاخستاني عبر خط أنابيب دروجبا الذي تديره شركة "ترانس نفط" الروسية، في إطار الاتفاقية الموقّعة بين البلدين في يونيو/حزيران 2022.
وكان المقرر تصدير عينة من النفط القازاخستاني في حدود 20 ألف طن (142 ألف برميل) خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023، لكن يبدو أن التسليم سيتأخر أسبوعين، وفقًا لبيان وزارة الطاقة المحدَّث الذي حدّد التسليم بمدة تصل إلى منتصف فبراير/شباط 2023.
مفاوضات ألمانيا مع قازاخستان
ودخلت برلين في مفاوضات مع نور سلطان (الاسم الجديد لعاصمة قازاخستان) منذ سبتمبر/أيلول 2022، لشراء كميات بديلة من النفط القازاخستاني لتعويض مصفاة تكرير شويدت في ولاية براندنبورغ عن الإمدادات الروسية المحظورة.
وتواجه صادرات النفط الروسي إلى أوروبا حظرًا كاملًا منذ 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، كما تستعد صادرات الديزل الروسي لحظر جديد بداية من 5 فبراير/شباط 2023.
واستثنت العقوبات الأوروبية والأميركية عمليات النقل والتصدير من اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين؛ حتى لا تتأثر دول مصدّرة للنفط عالميًا، مثل قازاخستان.
وتمدّ شركة "قاز موناي غاز" القازاخستانية ولايات ألمانيا الشرقية بالنفط، بما في ذلك برلين، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
لماذا تحتاج قازاخستان إلى روسيا؟
قازاخستان هي أكبر دولة حبيسة في العالم، أي لا تطل على شواطئ، وليس لها منفذ بحري، رغم اتّساع مساحتها إلى 2.7 مليون كيلومتر مربع.
نتيجة لهذا الوضع الجغرافي، تضطر قازاخستان إلى استعمال خطَّي أنابيب بحر قزوين، ودروجبا، المارَّين من الأراضي الروسية، للعبور بصادراتها النفطية إلى أوروبا والأسواق العالمية.
ويدير خط أنابيب بحر قزوين تحالف من شركات روسية وقازاخستانية وأميركية وبريطانية، عبر كيان يحمل اسم" اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين".
ويستحوذ خط بحر قزوين على 1% من إمدادات النفط العالمية، أغلبها يأتي من قازاخستان عبر محطة متخصصة في الجانب الروسي من البحر الأسود، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وبلغ حجم النفط المنقول عبر هذا الخط، خلال عام 2022، قرابة 58.7 مليون طن (نحو 420 مليون برميل)، شاملة 52.2 ألف طن (370 مليون برميل) من قازاخستان.
* (الطن يعادل 7.1 برميلًا)
وواجه الخط اضطرابات في عمليات نقل خام النفط، خلال العام الأول من الحرب الأوكرانية، بسبب مشكلات في صيانة في المحطة الناقلة للنفط.
كما تأثّرت الإمدادات القازاخستانية بحادث الانفجار الضخم الذي وقع في حقل تنغيز القازاخستاني يوليو/تموز 2022، وهو ثاني أكبر حقول النفط في العالم، بعد حقل الغوار السعودي.
وزير الطاقة يتوقع زيادة الصادرات
توقّع المدير العام لاتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين نيكولاى غوربان زيادة الإمدادات المتوقعة عبر الخط خلال عام 2023، مع انتهاء أعمال التوسعات في الطاقة الاستيعابية.
وأكد نائب وزير الطاقة القازاخستاني هذه التقديرات في تصريح حديث، أشار فيه إلى استعداد بلاده لزيادة صادرات النفط عبر نظام اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين بنسبة 8.7%، لتصل إلى 56.5 مليون طن في 2023، وفقًا لرويترز.
وتُعدّ قازاخستان ثاني أكبر منتج للنفط في جمهوريات الاتحاد السوفياتي المستقلة رسميًا في أوائل تسعينيات القرن الماضي.
تصل قدرة الدولة العضو في منظمة أوبك إلى 1.5 مليون برميل يوميًا، بينما تتفوق عليها روسيا بفارق ضخم يصل إلى 10 ملايين برميل يوميًا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وبلغت صادرات قازاخستان من النفط الخام قرابة 1.32 مليون برميل يوميًا خلال عام 2021، مقارنة بـ1.42 مليون برميل يوميًا في عام 2020، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- أنظار ألمانيا على النفط القازاخستاني.. هل تنجح في نقله عبر خط دروجبا الروسي؟
- إنتاج النفط القازاخستاني في ديسمبر يسجل أعلى مستوى خلال 34 شهرًا
- موانئ أبوظبي تتولى تقديم خدمات شحن النفط القازاخستاني من بحر قزوين
اقرأ أيضًا..
- المشتقات النفطية الروسية ستواصل التدفق رغم سقف السعر الأوروبي (تقرير)
- مصر تنفذ مشروعًا لزيادة إنتاج الغاز من حقول الصحراء الغربية
- الأردن يدعم توصيل الكهرباء لـ479 منزلًا بـ2.1 مليون دولار