مستقبل واعد أمام الهيدروجين في تركيا.. وخطط لتصنيع المحلل الكهربائي محليًا (تقرير)
محمد عبد السند
أصبح إنتاج الهيدروجين في تركيا يمثل هدفًا أساسيًا للحكومة؛ ما دفعها إلى استحداث إجراءات تستهدف جذب الاستثمارات إلى تلك الصناعة الحيوية؛ بغية تعزيز سعة الكهرباء النظيفة المولَّدة من الهيدروجين في البلد العابر للقارات.
ويتنامى اهتمام الحكومة التركية بإنتاج تلك السلعة الحيوية يومًا تلو الآخر، في إطار خطط أنقرة ذات الصلة بالحياد الكربوني؛ بما يتماشى مع أهداف اتفاقية باريس المناخية.
وفي هذا المسار، أزاح وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، الستار عن ملامح خريطة طريق إستراتيجية جديدة لتقنيات الهيدروجين في تركيا، بينما تخطط أنقرة لإنتاج الهيدروجين عند سعر 2.40 دولارًا لكل كيلوغرام، بحلول عام 2035، بل تستهدف خفض هذا الرقم إلى النصف بحلول عام 2050، حسبما ذكر موقع مجلة بي في ماغازين (pv magazine).
بدورها، قالت كبيرة الزملاء الباحثين الزائرين في معهد أُكسفورد لدراسات الطاقة، غولميرا رزاييفا: "حينما نتحدث عن تركيا، يصير كل شيء ممكنًا، وكلي يقين بأن هذا البلد سيحقق هذا المستهدف الخاص بالهيدروجين، إلا أن أهم شيء هنا هو الكهرباء الرخيصة، والتي ستتولد في معظمها من الطاقة الشمسية"، وفقًا لما نشرته "بي في ماغازين".
توقعات أسعار الهيدروجين في تركيا
ستدعم توجهات أسعار الطاقة المتجددة، وتوافر مصادر المياه، وارتفاع الطلب المحلي، إضافة إلى مرونة خُطط الدعم المحلية، توقعات أسعار الهيدروجين.
وأشارت رزاييفا إلى أن تركيا ستستورد تقنية التحليل الكهربائي على المدى المتوسط.
وفي هذا الخُصوص، أوضحت رزاييفا: "حتى الآن، لا تمتلك تركيا هذا النوع من التقنية".
وأضافت: "من الآن فصاعدًا، إذا ما قررت أنقرة إنتاج الهيدروجين الأخضر؛ فستحتاج لاستيراد أجهزة التحليل الكهربائي".
وأشارت إلى أن تركيا ستضخ استثمارات في مجال الإبداع والابتكار بغية إنتاج تقنية التحليل الكهربائي محليًا في غضون العقد المقبل.
وتابعت: "ستحاول تركيا، في السنوات المقبلة، استنساخ قصة النجاح التي عاصرتها في تقنية الخلايا الشمسية".
وواصلت كبيرة الزملاء الباحثين الزائرين في معهد أُكسفورد لدراسات الطاقة حديثها بالقول: "قبل عقد مضى، كانت أنقرة تستورد تقنية الخلايا الشمسية بنسبة 100%، لكنها الآن تنتجها محليًا بنسبة تصل إلى 90%".
إنتاج الطاقة المتجددة
لفتت رزاييفا إلى أن تركيا تستهدف تضمين هيدروجين بنسبة تتراوح من 2% إلى 5% في شبكات الغاز قبل نهاية العقد الجاري (2030)، وبنسبة 10% بحلول عام 2040، وبنسبة 20% بحلول عام 2050.
وقالت إن تركيا ستزيد إنتاجها من الطاقة الشمسية عبر استخدام الهيدروجين أو حتى دونه.
وفي هذا الصدد، أوضحت: "بالنظر إلى إنتاج الهيدروجين، ستكون الزيادة أقوى من الأهداف المتوقعة".
وواصلت: "الآن تتوقع أنقرة أن تصل سعة الطاقة الشمسية المُركبة إلى 52 ألفًا و900 ميغاواط بحلول عام 2035".
ومن المتوقع أن ترتفع مصادر الطاقة المتجددة التي تسهم بحصة نسبتها 16.7% في استهلاك الطاقة الرئيسة في عام 2020، إلى ما نسبته 23.7% في عام 2023".
على صعيد متصل، قالت رزاييفا: "الحكومة التركية تدفع بقوة في مسار دعم الخلايا الشمسية، وهو ما يمكن أن يتأتى في الغالب عبر التعرفات والمزادات".
وعلى المسار نفسه، تدعم أنقرة مصادر الطاقة المتجددة من خلال تقديم شهادات ضمان مدتها 10 سنوات، على الشراء، وفق ما ذكرته رزاييفا.
وأردفت: "بمقدور الشركة أن تبيعها إلى الحكومة أو على المنصات الإلكترونية المتخصصة، وبأسعار مرتفعة أيضًا".
ويوضح التصميم التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- كيفية إسهام الهيدروجين في مزيج الطاقة:
عقبة شديدة
تقف أمام طموحات تركيا في مجال الهيدروجين عقبة رئيسة تتمثل على ما يبدو في عدم اليقين الذي يغلف السياسات المُطبقة في دول الاتحاد الأوروبي خصوصًا، بحسب رزاييفا.
وأوضحت: "من وجهة نظر الشركات، تسود حالة عدم يقين بشأن آفاق السوق بعد سنوات قلائل؛ إذ لا توجد قواعد مُنظمة للسوق، أو حتى تصميم واضح لها".
وقالت: "ثمة مخاطر كثيرة تعترض عملية الاستثمار في إنتاج الهيدروجين في تركيا، ومنشآت التصدير، وستستغرق البلاد بعض الوقت كي تكون أمامها صورة جلية في هذا الأمر".
زيادة متوقعة في الإنتاج
توقّع تقرير صادر عن مركز "شورا" لتحول الطاقة أن يلامس حجم إنتاج الهيدروجين الأخضر في تركيا 3.4 مليون طن سنويًا، بحلول عام 2050، ضمن مساعي أنقرة لتعزيز قدرتها من الطاقة النظيفة.
وفي سبيل تحقيق ذلك، ستكون تركيا بحاجة إلى استثمارات سنوية قدرها 4 مليارات دولار؛ لبدء التصنيع المحلي، وفق ما ورد في تقرير "شورا" الصادر بالتعاون مع مركز بيلكنت لأبحاث سياسة الطاقة.
ويبرز الاقتصاد التركي الرابح الأكبر من تلك الأهداف الطموحة؛ إذ سيستقبل دعمًا بقيمة 8 مليارات دولار بحلول عام 2050.
وتنتظر تركيا ارتفاعًا في الطلب على الهيدروجين الأخضر بفضل خُطط تتمحور حول استبدال الهيدروجين الأخضر بما نسبته 10% من الوقود الأحفوري في قطاعات التصنيع والغاز الطبيعي والنقل، وفق أرقام أوردها موقع إنرجي نيوز (energy news)، وتثبتت منها منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر في تركيا يترقب قفزة بدعم حكومي
- هل يمكن لتركيا تصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا؟.. 5 نقاط تجيب
- الهيدروجين الأخضر.. تقرير يتوقع قفزة في إنتاج تركيا بحلول 2050
اقرأ أيضًا..
- الغاز المغربي يتلقى ضربة غير متوقعة على يد شركة بريطانية
- إيرادات صادرات النفط السعودي ترتفع 12% في نوفمبر
- أسوة بالجزائر.. الغاز الليبي يترقب صفقة ضخمة مع إيطاليا خلال أيام