انبعاثات غازات الدفيئة في أميركا قد تتجه إلى الانخفاض بعد ارتفاعها خلال 2022 (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
ارتفعت انبعاثات غازات الدفيئة في أميركا للعام الثاني على التوالي خلال 2022، في ضربة جديدة لهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، رغم السياسات الخضراء المعلنة مؤخرًا.
وتهدف الولايات المتحدة إلى خفض انبعاثات الاحتباس الحراري بنسبة 50% على الأقل بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات 2005، حتى تكون على المسار الصحيح لتحقيق الحياد الكربوني.
وتتوقع شركة الأبحاث وود ماكنزي، في تقرير حديث، أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة تتجه نحو الانخفاض قريبًا، وهو الاتجاه الذي من المرجح أن يستمر خلال العقود المقبلة، لكن أهداف الإدارة الأميركية الخاصة بالانبعاثات تبدو صعبة للغاية، بل قد لا تتحقق بناءً على السياسات الحالية.
وجاء ذلك بعدما أشارت التقديرات الأولية لشركة الأبحاث روديوم جروب (Rhodium Group) إلى ارتفاع انبعاثات غازات الدفيئة في أميركا بنسبة 1.3% خلال 2022، مع توقعات نمو الاقتصاد الأميركي 1.9% في العام نفسه.
ورغم ذلك، تشير البيانات إلى انخفاض كثافة انبعاثات غازات الدفيئة في عام 2022، إذ ارتفعت بأقل من معدل النمو الاقتصادي، عكس عام 2021، الذي شهد نموًا اقتصاديًا قدره 5.9%، لكن الانبعاثات قفزت 6.5%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
عوامل زيادة الانبعاثات في أميركا
جاء ارتفاع انبعاثات غازات الدفيئة في أميركا خلال 2022، مع استمرار تعافي الاقتصاد من تداعيات وباء كورونا، إذ دفع انتعاش السفر والترفيه إلى نمو الطلب على النفط في الولايات المتحدة بنسبة 2%.
واستمرت القطاعات الصناعية والسكنية والتجارية والزراعية في التعافي من الوباء، ما أدى إلى ارتفاع انبعاثاتها، حسب تقرير وود ماكنزي.
في المقابل، كان قطاع توليد الكهرباء الوحيد الذي لم يشهد زيادة في الانبعاثات، إذ أدى الانتقال من الفحم إلى الغاز الطبيعي وطاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى خفض الانبعاثات حتى مع زيادة التوليد.
وبلغت حصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية معًا في مزيج توليد الكهرباء بالولايات المتحدة 14% خلال 2022، ارتفاعًا من 8% عام 2018، مع توقعات زيادتها إلى 16% في 2023، وفق إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ومن المقرر أن يكون لهذا التحول -إلى جانب التغييرات الأخرى طويلة الأجل في أنماط استهلاك الطاقة- تأثير كبير في انبعاثات الولايات المتحدة بمرور الوقت.
ويوضح الإنفوغرافيك الآتي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- انبعاثات غازات الدفيئة في أميركا لعام 2021 ومزيج توليد الكهرباء في البلاد:
توقعات انبعاثات غازات الدفيئة في أميركا
انخفضت الانبعاثات الناتجة عن استهلاك الفحم في الولايات المتحدة بنسبة 45% منذ عام 2000، لكن من المتوقع أن تنخفض بنسبة 55% بحلول 2030، قبل أن تصل إلى الصفر تقريبًا عام 2040، حسب تقديرات وود ماكنزي.
وبالنسبة إلى انبعاثات قطاع النقل في أميركا، فلم تتغير تقريبًا في عام 2022، عمّا كانت عليه قبل 22 عامًا، ولكن مع زيادة كفاءة المحركات وتزايد حصة السيارات الكهربائية، من المتوقع أن تبدأ في الانخفاض.
ومن المتوقع ارتفاع الطلب على النفط في الولايات المتحدة لعدّة سنوات أخرى، قبل أن يبدأ في الانخفاض بحلول نهاية العقد تقريبًا، حسب التقرير الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.
ونتيجة لذلك، تتوقع وود ماكنزي انخفاض انبعاثات الولايات المتحدة من النفط بنحو 40% عن مستوياتها الحالية بحلول عام 2050.
وبناءً على ما سبق، من المرجح انخفاض انبعاثات غازات الدفيئة في أميركا بنسبة 10% بين عامي 2022 و2030، حسب شركة الأبحاث.
وعلى الرغم من إقرار قانون خفض التضخم الأميركي الذي يشجع الاستثمار في الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة الأخرى، فإن الوتيرة المتوقعة للانخفاض طويل الأجل في الانبعاثات لا تبدو سريعة بما يكفي للوصول إلى هدف خفض الانبعاثات للنصف بنهاية العقد.
موضوعات متعلقة..
- كيف تستطيع أميركا خفض انبعاثات غازات الدفيئة للنصف بحلول 2030؟
- لماذا ترتفع انبعاثات غازات الدفيئة في أميركا؟ (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- أنواع السخانات الشمسية في مصر وكيفية اختيار الأفضل
- أكثر 5 شخصيات اعتبارية تأثيرًا في أسواق الطاقة العالمية خلال 2022 (تقرير)