أكبر مصافي التكرير الأميركية تستعيد نشاطها والبقية ما زالت تعاني (تقرير)

تستعد أكبر مصافي التكرير الأميركية للعودة إلى نشاطها الطبيعي بعد هدوء موجة العواصف الشديدة التي عطّلت إنتاجها خلال الأسابيع الماضية، لكن المصافي الأخرى ما زالت تعاني، ما دفع خام النفط الكندي إلى البحث عن مشترين جدد في آسيا.

وتستعد مصفاة تكرير بورت آرثر في ولاية تكساس لإعلان الانتظام في دورة إنتاجها بصورة طبيعية بعد نجاحها في استعادة نشاطها الاعتيادي، الأربعاء 25 يناير/كانون الثاني 2023، وفقًا لوكالة رويترز.

وتُعد بورت آرثر أكبر مصافي التكرير الأميركية، وتبلغ طاقتها التكريرية قرابة 626 ألف برميل يوميًا عبر شركة موتيفا إنتربرايزس.

موتيفا تابعة لشركة أرامكو

تُعد شركة موتيفا إنتربرايزس واحدة من كبرى شركات تكرير النفط في الولايات المتحدة (وهي مملوكة إلى أرامكو السعودية العملاقة)، ويقع مقرها في مدينة هيوستن بولاية تكساس.

ولم يصدر عن موتيفا إنتربرايزس بيانات تفيد بعودة العمل بصورة طبيعية تمامًا حتى الآن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعرّض إنتاج هذه المصفاة لاضطرابات شديدة بسبب موجة عواصف جديدة يوم الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني 2023.

ورُصدت عودة مضخات الشحن في وحدة المعالجة المائية للكيروسين النفاث (2)، للعمل بطاقة 19.2 ألف برميل يوميًا، ما يعادل قرابة نصف الطاقة الإنتاجية البالغة 42 ألف برميل يوميًا، وفقًا لرويترز.

عودة وحدة زيوت التشحيم

عادت وحدة إنتاج زيوت التزليق إلى العمل، صباح الأربعاء 25 يناير/كانون الثاني 2023، بعد خروجها من الخدمة في وقت سابق بسبب العواصف الشديدة.

ويطلق على زيوت التزليق أسماء أخرى مثل زيوت التشحيم المستعملة في تقليل نسب الاحتكاك بين أسطح الأجسام المتصلة ببعضها في محركات السيارات والشاحنات والسفن وغيرها.

وارتفعت هوامش تكرير النفط الأميركية -وفق "مقياس كريك سبريد"- إلى أعلى مستوياتها في 3 أشهر، بسبب تعطُّل مصافي التكرير الأميركية عن الإنتاج خلال الأيام الماضية.

هوامش التكرير تسجل 42.4 دولارًا

سجّلت هوامش تكرير النفط الأميركية على المؤشر قرابة 42.41 دولارًا للبرميل يوم الثلاثاء العاصف 24 يناير/كانون الثاني 2023، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022.

وليس من المعتاد ارتفاع هوامش التكرير إلى هذا المستوى خلال شهر يناير/كانون الثاني من كل عام، لانخفاض حركة التنقل والسفر بسبب بردوة الطقس.

وبلغ متوسط هوامش تكرير النفط الأميركية خلال شهر يناير/كانون الثاني وعلى مدار 5 سنوات مضت قرابة 15.56 دولارًا، وفقًا لبيانات صادرة عن شركة ريفينتيف إيكون المتخصصة.

وتعني البيانات المسجلة عن متوسط هوامش تكرير شهر يناير/كانون الثاني لعام 2023 ارتفاعها بمعدل الضعفيْن تقريبًا، مقارنة بمتوسطها خلال عام 2018، وفقًا لحسابات منصة الطاقة المتخصصة.

أسعار البنزين فوق 3 دولارات للغالون

يشيع استعمال مقياس"كراك سبريد" لمعرفة الفارق بين أسعار النفط الخام وبيع المشتقات النفطية النهائية للجمهور، وهو مقياس معروف في أوساط شركات التكرير وتجارة العقود الآجلة.

وارتفع متوسط أسعار البنزين في ولاية تكساس إلى 3.07 دولارًا للغالون في اليوم نفسه، بزيادة قدرها 44 سنتًا عن متوسطها خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2022.

كما ارتفع متوسط أسعار البنزين في ولاية أوكلاهوما إلى 3.31 دولارًا للغالون بزيادة 45 سنتًا، وفقًا لبيانات شركة" إيه إيه إيه" للسيارات.

وارتفعت هوامش تكرير البنزين في أوروبا، خلال شهر يناير/كانون الثاني 2022، إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2016، مدفوعة بالطلب الأميركي المتزايد بسبب أعطال مصافي التكرير في الولايات المتحدة، وفقًا لموقع أرغوس المتخصص في تحليل أسواق الطاقة.

وصعدت هوامش تكرير البنزين الأوروبية إلى 15.7 دولارًا لبرميل خام بحر الشمال، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة في 16 يناير/كانون الثاني 2023.

ارتفاع هوامش التكرير في أوروبا

بلغ متوسط هوامش التكرير في أوروبا، خلال الأسابيع الـ3 الأولى من شهر يناير/كانون الثاني 2023، قرابة 13 دولارًا للبرميل، وهو أعلى متوسط موسمي مسجل في شهر يناير/كانون الثاني منذ عام 2016، الذي يُشار إليها دائمًا في المقارنة، إذ سجلت 14.3 دولارًا للبرميل.

وتسبّبت عاصفة إليوت الثلجية في زيادة واردات الولايات المتحدة من البنزين إلى 600 ألف برميل يوميًا، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2022، مقارنة بنحو 546 ألف برميل يوميًا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني.

ومن المقرر أن يدخل قرار الحظر الأوروبي والأميركي على شحنات الديزل الروسي المنقولة بحرًا حيز التنفيذ، بداية من الأحد الموافق 5 فبراير/شباط 2023، كما ستدخل المصافي الأوروبية في موسم الصيانة الدورية خلال الربيع، ما يرجح استمرار هوامش التكرير مرتفعة في أوروبا.

وسيؤدي قرار الحظر إلى انخفاض معروض مادة النافثا المستعملة بصورة رئيسة في مزيج تكرير البنزين، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

إغلاق وحدة تكرير الديزل

أغلقت وحدة لإنتاج الديزل في مصفاة شماليت بولاية لويزيانا التابعة لشركة "بي بي إف إنرجي"، بعد تعرّضها لحريق يوم السبت 21 يناير/كانون الثاني 2023؛ ما قد يعطّل إنتاجها لمدة شهر على الأقل لأعمال الصيانة.

كما تعرّضت مصفاة بيميكس في مدينة دير بارك بولاية تكساس للتوقف حتى الأربعاء 25 يناير/كانون الثاني (2023)، بسبب نقص إمدادات البخار الخارجية في أعقاب عواصف الثلاثاء.

وتبلغ طاقة هذه المصفاة قرابة 312 ألف برميل يوميًا، وتعمل في الوقت الحالي على إصلاح تسرّب في وحدة التكسير السائل التي تنتج 70 ألف برميل يوميًا، ما أدّى إلى خفض قدرتها الإنتاجية، وفقًا لرويترز.

تعطُّل وحدة تكرير بنزين

أعلنت شركة إكسون موبيل الأميركية -أيضًا- يوم الإثنين 23 يناير/كانون الثاني (2023) استعدادها لبدء أعمال الصيانة الدورية المخططة لعدة وحدات في مجمع "باي تاون" لصناعة البتروكيماويات بولاية تكساس.

وأكدت الشركة الأميركية -في بيان محدث- عودة مجمع باي تاون لصناعة البتروكيماويات إلى العمل بصورة طبيعية يوم الأربعاء (25 يناير/كانون الثاني (2023)، باستثناء وحدة التكسير المنتجة للبنزين، وبعض الوحدات الأصغر المتوقفة عن العمل لإجراء إصلاحات مخطط لها قبل العواصف.

وتبلغ طاقة مصفاة تكرير مصنع باي تاون قرابة 560.5 ألف برميل يوميًا، وتخطط إكسون موبيل لتكثيف عمليات إنتاج البنزين والديزل من وحدات مصفاة بومونت في ولاية تكساس خلال الأيام المقبلة لتعويض النقص، وفقًا لبيان نقلته وكالة رويترز.

ومن المتوقع أن يطول موسم صيانة مصافي التكرير الأميركية الحالي أكثر من المعتاد، إذ ما تزال عدة مصافٍ في ساحل الخليج الأميركي تعمل بأقل من طاقتها التكريرية منذ عاصفة الشتاء إليوت.

وتسبّبت عاصفة إليوت في انخفاض طاقة التكرير اليومية في الولايات المتحدة بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2022.

مصفاة سنكور غير متصلة بالإنترنت

ما تزال مصفاة سنكور في مدينة كوميرس سيتي بولاية كولورادو غير متصلة بالإنترنت منذ عاصفة ديسمبر/كانون الأول 2022، وحتى الآن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويُضاف إلى ذلك تأخير بعض الشركات خطط بعض الإصلاحات خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا، ما يرجح مضاعفة حجم أعمال الإصلاحات والصيانة في المصافي خلال موسم الصيانة الحالي.

وسيؤثر تكثيف الصيانة من ضغوط إمدادات الوقود في الولايات المتحدة، وسط توقعات بانخفاض المخزونات، ما يرجح استمرار ارتفاع أسعار البنزين والديزل.

وتقل مخزونات البنزين في الولايات المتحدة في الوقت الحالي بنسبة 10% عن المعدل الطبيعي، كما تنخفض مخزونات الديزل بنسبة 20%، ما يضيّق هامش الخطأ بالنسبة إلى خطط صيانة مصافي التكرير ومددها الزمنية، وفقًا للمحلل الأميركي روب ثوميل.

كما يتوقع رئيس قطاع السلع الأساسية في ساكسو بنك أولي هانسن مخاطر أكبر على إمدادات الوقود في الولايات المتحدة مع دخول قرار حظر واردات الديزل الروسي المنقولة بحرًا حيز التنفيذ في 5 فبراير/شباط 2023.

ويخشى هانسن تزايد الطلب الأوروبي على المشتقات النفطية المكررة في الولايات المتحدة بعد حظر واردات الديزل الروسي، ما قد يلقي بمزيد من الضغوط على قطاع مصافي التكرير الأميركية.

ويتوقع هانسن أن يُسهم مركز التكرير الناشئ في الشرق الأوسط بتعويض جانب من الديزل الروسي، لكنه لا يرجّح تغطية النقص بالكامل لمدة أشهر على الأقل.

هروب النفط الكندي إلى آسيا

من ناحية أخرى، أدّى تعطل مصافي التكرير الأميركية إلى هروب النفط الخام الكندي إلى آسيا، وفقًا لحركات الشحنات الكندية التي رصدتها وكالة بلومبرغ.

وتعاقد بعض التجار الآسيويين على شراء 7 ملايين برميل من النفط الخام الكندي في فبراير/شباط 2023، وهي أكبر كمية يشتريها الآسيويون منذ عام تقريبًا، وفقًا لبيانات شركة فورتيكسا المتخصصة.

واضطر النفط الخام الكندي إلى البحث عن مشترين جدد، لحين عودة مصافي التكرير في البلد الأميركي المجاور، لكن عودته ربما تكون بأسعار مختلفة، ما قد يزيد من ضغوط التكلفة على المصافي بعد أعمال الصيانة.

موضوعات متعلقة..

• 4 عوامل تتحكم بأسعار البنزين في الولايات المتحدة (تقرير)
• ارتفاع أسعار البنزين في أميركا.. المسؤولية عالقة بين إدارة بايدن وشركات النفط (تقرير)
• الجمهوريون يحاصرون سلطة بايدن في سحب احتياطي النفط الأميركي (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• تعطُّل إمدادات الوقود في فرنسا بسبب إضراب عمال النفط
• إضراب محطات الوقود في إيطاليا احتجاجًا على اتهامات التلاعب بالأسعار
• البرلمان الأردني يقرر إلغاء مشروع لاستغلال الصخر النفطي