توربينات الرياح تثير الجدل مجددًا بعد انهيار شفرات في أميركا
دينا قدري
شهدت ولاية ويسكونسن الأمريكية سقوط جزء من توربينات الرياح وشفراتها على الأرض، ما أدى إلى تناثر الحطام عبر أحد الحقول.
ولم يصب أحد عندما انهارت الشفرات والجزء العلوي من توربينات الرياح، مساء الأربعاء الماضي (18 يناير/كانون الثاني)، في مقاطعة دودج، بالقرب من بلدة هيرمان، بحسب ما نقلته فضائية "دبليو آي إس إن" الأميركية (WISN-TV).
التوربين هو جزء من مزرعة الرياح "بتلر ريدج"، ويقع على ارتفاع 400 قدم فوق سطح الأرض، وفقًا لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية.
هذا الحادث أثار التساؤلات مجددًا حول مدى خطورة طاقة الرياح بوصفها مصدرًا للطاقة المتجددة، وتهديدها لحياة المواطنين في المناطق المحيطة بمزارع الرياح.
انهيار توربينات الرياح
قال مارك ديتريش -الذي يمتلك والده العقار الذي وقع فيه الانهيار-، إن اثنين من السكان القريبين قالا، إنهما سمعا دويّ انهيار توربينات الرياح الذي هزّ منزلهما.
وروى ديتريش أنه عاش هناك عندما قامت أطقم العمل بتركيب توربينات الرياح لأول مرة في عام 2008.
وقال: "أعتقد أنه من الجنون تمامًا لأنني نشأت هنا، ورأيتهم يضعونها عندما كنت طفلًا، ويتحدثون دائمًا أنه لا يمكنهم بناء منازل من حولها؛ لأن هناك احتمالًا أن تسقط، لكنك لا تفكر أبدًا أن ذلك الأمر قد يحدث".
وأعرب ديتريش عن سعادته لعدم إصابة أحد؛ إلّا أن الحادث ترك فوضى كبيرة وثقبًا كبيرًا، قائلًا: "هذا وزن كبير ينزل دفعة واحدة.. لقد ترك حفرة كبيرة"، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
الشركة المالكة تردّ: حادث منفرد
تمتلك شركة "نكست إيرا إنرجي ريسورسيز" الأميركية توربينات الرياح، مؤكدة إجراء تحقيق حول سبب حادث التحكم الأخير في مقاطعة دودج.
وأضافت: "نحن على دراية بفشل التوربينات في مزرعة بتلر ريدج، والأهم من ذلك، لم يصَب أحد"، بحسب بيان أرسلته الشركة إلى فضائية "دبليو آي إس إن 12 نيوز".
وتابعت: "نعتقد أن هذا كان حادثًا منفردًا، لأن أعطال التوربينات نادرة، نحدد سبب فشل التوربينات، ونقيم التوربينات الأخرى في الموقع من أجل مراقبة الجودة".
ولاحظت أطقم الأخبار التابعة لـ"دبليو آي إس إن 12" موظفي "نكست إيرا" في الموقع وهم يراقبون الأضرار الناجمة عن الحادث.
توسيع أعمال الطاقة المتجددة
تسعى شركة نكست إيرا إنرجي إلى توسيع محفظتها من مصادر الطاقة المتجددة، مع ارتفاع الطلب على الطاقة النظيفة.
في هذا الإطار، أعلنت شركة نكست إيرا إنرجي بارتنرز -في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022- توقيع صفقة للاستحواذ على بعض أصول الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مقابل 805 ملايين دولار، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
ستستحوذ نكست إيرا إنرجي بارتنرز -وهي شراكة محدودة شكّلتها نكست إيرا إنرجي- على حصة 49% في إميرالد بريز، وهي شركة قابضة تمتلك نحو 1.5 غيغاواط من أصول توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في تكساس وأوكلاهوما ونيويورك ونيفادا.
بالإضافة إلى ذلك، ستحصل إيرا إنرجي بارتنرز على عضوية منفصلة وكاملة غير مباشرة في 3 منشآت لتوليد طاقة الرياح في أوكلاهوما وأيوا ونبراسكا، بإجمالي يصل إلى 345 ميغاواط.
وتتوقع الشركة أن تبدأ منشآت توليد الطاقة عملياتها بنهاية الربع الثالث من عام 2023؛ مشددةً على أن عمليات الاستحواذ ستسهم بما يتراوح بين 210 ملايين و230 مليون دولار في الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك وإطفاء الدين بحلول أواخر عام 2023.
خسائر سيمنس بسبب توربينات الرياح
في سياقٍ آخر، تسببت المشكلات في توربينات الرياح التابعة لشركة سيمنس إنرجي بخفض توقعات أرباح الشركة لعام 2023.
إذ كشفت الشركة الألمانية لصناعة توربينات الغاز وتكنولوجيا الشبكات أنها تتوقع الآن خسارة صافية في العام الجاري عند مستوى العام الماضي (2022) تقريبًا، وهو ما سيرفع العجز على مدى السنوات الـ 4 الماضية إلى نحو 3.7 مليار يورو (4 مليارات دولار).
وكشفت عمليات الفحص في وحدة سيمنس جاميسا التابعة لها عن عيوب مكلفة في توربيناتها، ما أدى إلى تعويض التحسينات التي أحرزتها الشركة في مجالات الأعمال الأخرى، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
ووجدت مراجعة لتوربينات الرياح الحالية لشركة جاميسا أن احتمال حدوث أعطال أكبر مما كان متوقعًا في السابق؛ كما تحمل المكونات عبر الأسطول علامات تآكل، ما سيؤدي إلى زيادة تكاليف الخدمة والضمان.
خفض توقعات سيمنس إنرجي
قالت سيمنس إنرجي -مورّد المعدّات لقطاع الطاقة التي انفصلت عن شركة سيمنس في عام 2020-، إنها تتوقع هامش ربح قبل البنود الخاصة بنسبة 1-3% في السنة المالية المنتهية في 30 سبتمبر/أيلول، انخفاضًا من التوقعات السابقة عند 2-4%.
تمتلك سيمنس إنرجي 92.7% من سيمنس جاميسا، وتهدف إلى الحصول على الملكية الكاملة لحيازة معالجة أفضل لقضايا التشغيل التي أصبحت عبئًا على أداء المجموعة.
عمومًا، أبلغت سيمنس جاميسا خسارة قدرها 760 مليون يورو (826.69 مليون دولار) في الربع الأول من العام، قبل تخصيص أسعار الفائدة والضرائب السابق للشراء، وقبل تكاليف التكامل وإعادة الهيكلة.
نتيجةً لذلك، تتوقع شركة سيمنس إنرجي أن تكون خسارتها الصافية في عام 2023 مساوية لخسارة العام الماضي البالغة 647 مليون يورو (703.77 مليون دولار)، بعد أن توقعت سابقًا أن تتقلص خسائرها للعام بأكمله بشكل حادّ.
موضوعات متعلقة..
- صناعة توربينات الرياح العالمية تواجه معضلة زيادة الإنتاج
- توربينات الرياح الصينية تستعد لغزو الأسواق العالمية بأسعار منافسة (تقرير)
- خطة لإنشاء 6 مصانع لتدوير توربينات الرياح منتهية الصلاحية في أوروبا
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: سقف أسعار النفط لم يُخفّض إيرادات روسيا
- الغاز الجزائري يترقب صفقة جديدة خلال زيارة رئيسة وزراء إيطاليا
- 5 دول تقود مسيرة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. أبرزها المغرب ومصر
- بالأرقام.. وزن السيارات الكهربائية خطأ مميت يهدد سلامة الطرق