تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز بـ900 موقع في سريلانكا
محمد عبد السند
تُعوّل سريلانكا بصورة كاملة على أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في تعزيز إنتاجية الطاقة لديها، في ظل معاناة البلد الكائن جنوب آسيا شُحًا في إمدادات الوقود جرّاء أزمة مالية تبدو عصية على الحل، في الوقت الراهن على الأقل.
وفي هذا السياق تستعد الدولة لإصدار تراخيص لمدة عامين في استكشاف النفط والغاز لنحو 900 موقع بحري إلى الشركات الأجنبية، بغية استكشاف مصادر الطاقة، واستقطاب الاستثمارات الحيوية إلى البلد المأزوم اقتصاديًا وسياسيًا، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ويُعد الشروع في التنقيب عن النفط والغاز محور خطة ينتهجها الرئيس رانيل ويكريمسينغه لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، في إطار مساعيه الرامية لرأب الصدع الاقتصادي، ومن ثم إعادة الاستقرار إلى الاقتصاد الوطني المترنح، وسط أعنف أزمة اقتصادية تمر بها البلاد في 7 عقود، وفق ما أورده موقع "إنرجي فويس" Energy Voice.
التنقيب عن النفط والغاز
قال المدير العام لهيئة تنمية النفط الحكومية سورات أوفيتيغاما، إن الحكومة السريلانكية قد انتهت من وضع حُزمة جديدة من اللوائح التنظيمية في مجال التنقيب عن النفط والغاز الأسبوع الماضي، كما حددت إطارًا للشركات، لإبداء رغبتها في استكشاف الأصول النفطية البحرية في البلاد، وفق وكالة رويترز.
ومن المزمع أن تعلن كولومبو قواعد التنقيب عن النفط والغاز، خلال شهر يناير/كانون الثاني (2023)، وتأمل الحكومة الشروع في إصدار تراخيص لنحو 900 موقع استكشافي في غضون أسبوع، حسبما ذكر أوفيتيجاما.
يُشار إلى أن المحاولات السابقة التي أقدمت عليها سريلانكا لبدء التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما قد ركزت بصفة أساسية على الساحل الشمالي للبلاد، لكن الحكومة حددت هذه المرة أصولًا تحيط بكل جوانب الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.
أزمات مركّبة
تشهد سريلانكا نقصًا حادًا في المعروض من الوقود والغذاء والطاقة، وهو ما نجم عن أزمة طاحنة في سعر الصرف الأجنبي، تُعد هي الأصعب منذ استقلال البلاد عن بريطانيا عام 1948.
وفي أواخر يونيو/حزيران (2022)، دفعت هذه الأزمة السلطات في سريلانكا إلى وقف استعمال وقود التجزئة، فيما عدا الخدمات الضرورية لمدة أسبوعين، في ظل معاناة البلاد من أزمة سيولة طاحنة، جعلتها عاجزة بالكلية عن تمويل احتياجاتها من الطاقة.
وضمن محاولاتها للتصدي لتلك الأزمة المالية، اضطرت كولومبو إلى اللجوء إلى صندوق النقد الدولي، الذي وافق خلال سبتمبر/أيلول (2022) على منحها قرضًا بقيمة 9.2 مليار دولار، لتدبير احتياجاتها من واردات الطاقة، من بين التزامات أخرى عديدة.
وتعتمد سريلانكا بصورة كاملة على واردات النفط الخام، وهو ما تسبّب في غلق متكرر لمصفاة تكرير كيلانيا الوحيدة لديها، والبالغة سعتها 50 ألف برميل يوميًا، حينما عجزت عن سداد تلك المدفوعات في خضم أزمة سعر الصرف العميقة.
يُذكر أن معدل استهلاك سريلانكا من منتجات النفط يلامس عادة نحو 110 آلاف برميل يوميًا، في حين لا يتجاوز حجم النفط المُنتَج من مصفاة تكرير كيلانيا 35 ألف برميل يوميًا، ما يعكس الأهمية القُصوى للتنقيب عن النفط والغاز في سريلانكا وتطويره من قبل المستثمرين الأجانب.
وكانت واردات سريلانكا من النفط الخام قد لامست 3.8 مليون برميل، أو ما يعادل 10 آلاف برميل يوميًا في العام المنصرم (2022)، ما يقل عن نصف النفط الخام الذي استوردته البلد الذي مزقته الاضطرابات في عام 2019، الذي لامس 36 ألف برميل يوميًا، بحسب أحدث البيانات الصادرة عن شركة "فورتيكسا" المتخصصة في تتبع تدفقات النفط والغاز عالميًا، وطالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
أزمة وقود مستعصية
في يونيو/حزيران (2022)، قادت أزمة الوقود التي بلغت مداها في سريلانكا إلى اندلاع احتجاجات شعبية غير مسبوقة، في البلاد، في ظل نفاد وقودي الديزل والبنزين؛ ما دفع الحكومة -آنذاك- إلى قصر الإمدادات على الخدمات الأساسية لمدة أسبوعين من 28 يونيو/حزيران وحتى 10 يوليو/تموز.
ودفعت الأزمة الاقتصادية الشرسة في سريلانكا إلى اندلاع مظاهرات حاشدة في الشوارع على مدار أسابيع، ضد تدني مستويات المعيشة وانهيار الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار الجنوني، وانقطاع التيار الكهربائي، بالتوازي مع شُح في المواد الغذائية والأدوية.
وتمخض هذا الاستياء الشعبي في النهاية عن إسقاط الرئيس غوتابايا راجاباكسا الذي اضطر إلى مغادرة البلاد في 9 يوليو/تموز (2022)، قبيل اقتحام المحتجين القصر الرئاسي في العاصمة كولومبو.
موضوعات متعلقة..
- التنقيب عن النفط والغاز في سريلانكا يفتح أبوابه للمستثمرين الأجانب
- سريلانكا تشتري النفط الروسي للخروج من أزمة وقود وكهرباء عاصفة (صور)
- سريلانكا ترفع أسعار الوقود 22% في أسوأ أزمة طاقة منذ 7 عقود
اقرأ أيضًا..
- إنتاج أوبك النفطي يرتفع 91 ألف برميل يوميًا خلال ديسمبر
- إيران تعلن اكتشاف غاز في حقل بلال المشترك مع قطر
- بالأرقام.. حصة مصر في اكتشاف الغاز الضخم بحقل النرجس (خاص)