تتطلع إيران إلى زيادة إنتاج الغاز من مليار متر مكعب يوميًا حاليًا، إلى 1.5 مليار متر مكعب يوميًا بحلول عام 2030، في إطار خطة البلاد لتلبية الاحتياجات المحلية، فضلًا عن تعزيز الصادرات.
وأكد نائب وزير النفط الإيراني لشؤون التخطيط، هوشانغ فلاحتيان، عزم بلاده لاستثمار 80 مليار دولار أميركي في قطاع الغاز الطبيعي على مدى الـ 8 سنوات المقبلة، لزيادة الإنتاج.
وشدد على أن هذا الأمر يستلزم جلب رأس المال المحلي والأجنبي، وفق التصريحات التي نقلتها وكالة أنباء وزارة النفط الإيرانية (شانا)، واطّلعت عليها منها الطاقة المتخصصة.
وقال: "على سبيل المثال، قمنا الآن بتحويل أجزاء كثيرة من الاستثمارات إلى حيازات اقتصادية كبرى، ونأمل أن نشهد زيادة في إنتاج الغاز في الـ 5 سنوات المقبلة".
خطة زيادة إنتاج الغاز والنفط
قال نائب وزير النفط الإيراني لشؤون التخطيط هوشانغ فلاحتيان -في مقابلة متلفزة السبت 7 يناير/كانون الثاني-: "على الرغم من كوننا منتجًا كبيرًا، يجب زيادة إنتاج الغاز وفقًا لاحتياجات الدولة".
وأضاف أنه يُخَطَّط -حاليًا- لعقود بقيمة 100 مليار دولار مع شركات محلية وأجنبية، بالإضافة إلى مذكرات تفاهم بـ40 مليار دولار مع شركات أجنبية، وُقِّعَ أكثر من 5 مليارات دولار منها.
وأشار إلى أن هناك مجموعة من المشروعات في مراحلها النهائية، مع توقُّع تنفيذ العديد من هذه المشروعات في العام المقبل (2024)، وأن تزيد أرقام إنتاج الغاز في الـ 5 سنوات المقبلة.
وأضاف أن وزارة النفط وضعت خططًا مختلفة لزيادة إنتاج النفط، بحيث ستزداد صادرات البلاد أيضًا، وفقًا للاحتياطيات الحالية وخلق ثروة للبلاد، مع زيادة إنتاج النفط من 3.8 مليون برميل حاليًا في الخطة الـ 7.
ومن أجل زيادة إنتاج النفط، تُوُقِّعَت سيناريوهات مختلفة: في أحد السيناريوهات، من المفترض أن تزيد كمية الإنتاج من 3.8 مليون برميل يوميًا إلى أكثر من 4.2 مليون برميل يوميًا.
وقد تتجاوز كمية إنتاج النفط حدّ 4.5 مليون برميل يوميًا، من خلال القيام بمزيد من العمل، بحسب ما أكده نائب وزير النفط الإيراني لشؤون التخطيط.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج النفط الخام في إيران منذ عام 2019 حتى يوليو/تموز 2022:
استهلاك الطاقة في إيران
شدد هوشانغ فلاحتيان على أن إيران من الدول الغنية بالنفط والغاز في العالم، وتحتلّ المرتبة الأولى في العالم من حيث قدرة النفط والغاز الجوفية.
وقال -في تصريحاته المتلفزة-: "بفضل جهود زملائنا في صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات، لدينا القدرة على إنتاج 4.1 مليون برميل من النفط الخام يوميًا.. تبلغ الطاقة الإنتاجية لقطاع التكرير 2.2 مليون برميل يوميًا".
وأضاف: "حتى الآن، لدينا سجلّ إنتاج يزيد عن مليار متر مكعب يوميًا، ولدينا كمية كبيرة من احتياطيات النفط والغاز تحت الأرض، وفي هذه الحالة، أبقينا هذه الصناعة واقفة على قدميها دون الاعتماد على الغرباء".
وتابع: "في مجال الخدمات الهندسية والإصلاحات وبناء مصافي النفط، نقدّم خدمات في جميع أنحاء العالم، ولكن بالإضافة إلى الحجم الهائل للإنتاج، فنحن لسنا مستهلكين جيدين، استهلاك الطاقة في بلدنا ضعف المتوسط العالمي، لذلك علينا النظر في تحسين استهلاك الطاقة".
وأوضح أن البلاد تنتج -حاليًا- 850 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز في البلاد، منها 650 مليون متر مكعب تُستهلك في القطاعات المنزلية والتجارية والإدارية.
وأشار إلى أن خفض درجة حرارة المنازل في جميع أنحاء البلاد بمقدار درجتين يعادل إنتاج الغاز على مرحلتين في مصفاة في عسلوية بجنوب إيران.
إنتاج الغاز في إيران
في سياقٍ متصل، أعلن مدير الإشراف على الإنتاج في شركة النفط الوطنية الإيرانية، هرمز قلافند، أن الشركة تنتج حاليًا مليارًا و40 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز من 23 حقل غاز في البلاد، "وتُسَلَّم نحو 980 مليون متر مكعب منها إلى شركة الغاز الوطنية الإيرانية لتوزيعها".
وقال -في تصريحات نقلتها وكالة شانا-: "بالإضافة إلى إنتاج النفط في البلاد، فإن شركة النفط الوطنية الإيرانية مسؤولة عن إنتاج الغاز في البلاد لتزويد مصافي النفط والصادرات بالمواد الأولية".
في الأيام الأخيرة، أُضيفت نحو 10 ملايين متر مكعب من الغاز من محطة سوائل الغاز الطبيعي 1000 إلى الطاقة الإنتاجية للبلاد، بأمر من الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية، وبجهود على مدار الساعة لموظفي الشركة في المناطق الجنوبية الغنية بالنفط، بحسب ما أوردته "شانا".
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور إنتاج الغاز الطبيعي في إيران منذ عام 1970 حتى عام 2020:
بدء تشغيل مشروعات نفطية
من جانبه، قال وزير النفط الإيراني جواد أوجي، إنه من المقرر أن يبدأ تشغيل عدد من المشروعات النفطية غير المكتملة بقيمة إجمالية 8 مليارات دولار بحلول نهاية السنة الإيرانية الحالية حتى 23 مارس/آذار 2023.
وأضاف أوجي -في مقابلة متلفزة يوم الجمعة (6 يناير/كانون الثاني)- أن المشروعات تهدف إلى معالجة أولويات، مثل تعزيز إنتاج النفط والغاز، وتعزيز طاقة تكرير الغاز، وخطوط أنابيب نقل الغاز، والمركبات البتروكيماوية، وتجميع الغازات النفطية المصاحبة.
أحد هذه المشروعات هو المرحلة 11 من تطوير حقل غاز بارس الجنوبي الضخم، الذي سيضيف -بمجرد تشغيله- 14 مليون متر مكعب من الغاز إلى الطاقة الإنتاجية للبلاد من الغاز الطبيعي، وفق ما نقلته وكالة شانا.
كما أعلن أوجي انتهاء خط التحلية الثالث لمصفاة بارس الجنوبية المرحلة 14، قائلًا: "أهم المشروعات كانت مصفاة بارس الجنوبية المرحلة 14، والتي ستصبح جاهزة للعمل بكامل طاقتها بحلول نهاية السنة التقويمية حتى مارس/آذار 2023".
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الغاز من حقل بارس الإيراني القطري "المرحلة 11" يتأخر 20 عامًا (مقال)
- استيراد الغاز الروسي قد يعوض نقص الإنتاج في إيران (مقال)
- هل تبدأ إيران إنتاج الغاز من حقل تشالوس في بحر قزوين؟ (مقال)
اقرأ أيضًا..
- ما سعر النفط المناسب للسعودية وأوبك+؟.. 6 خبراء يجيبون لـ"الطاقة"
- إيرادات صادرات الغاز المسال الأسترالي تسجل رقمًا تاريخيًا بـ90 مليار دولار
- استثمارات إعادة تدوير ألواح الطاقة الشمسية قد تصل لـ15 مليار دولار
- انتكاسة جديدة لشركات السيارات الكهربائية.. أهداف 2022 لم تتحقق
