أسواق الطاقة في 2022.. رحلة صعود النفط والفحم و"النووي" مجددًا (صوت)
أنس الحجي: تبنّوا الأسواق المدارة بدلًا من "الحرة"
أحمد بدر
قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصاديات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أسواق الطاقة في 2022، شهدت عددًا من التحولات، لم يكن الخبراء ليصدّقوا إمكان حدوثها قبل عامين من الآن.
وأضاف، خلال حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، بموقع تويتر، تحت عنوان "أسواق الطاقة في 2022.. دروس وعبر"، أن ما حدث خلال العام الماضي كان تاريخيًا بكل المقاييس، والأمر لا يتعلق بارتفاع أسعار الطاقة أو الغزو الروسي لأوكرانيا فحسب، بل هناك عوامل أخرى تجعل العام مختلفًا.
وأضاف: "شهدت أسواق الطاقة في 2022 تحولات عديدة، فأسعار الكهرباء في أوروبا بلغت مستويات قياسية لم تشهدها من قبل، وأسعار الغاز الطبيعي ارتفعت إلى مستويات تاريخية، كما عادت أميركا ودول أوروبا إلى الفحم والوقود الأحفوري، رغم أنها على مدار 30 عامًا كانت تحاول التخلص منه".
وتابع: "عادت دول أوروبا وأميركا للفحم والنفط، وقبل أيام شهدت ألمانيا مظاهرة ليست ضد الفحم، أو لأن المانيا عادت إلى الفحم، ولكنها كانت بسبب سماح الحكومة الأميركية لشركة الكهرباء بإزالة قرية كاملة، وتهجير سكانها؛ لكي يكون مكانها منجم فحم".
تغيرات تاريخية حول العالم
قال خبير اقتصاديات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أسواق الطاقة في 2022 شهدت تغيرًا كبيرًا فيما يتعلق بالكهرباء، ففي شمال شرق الولايات المتحدة عادوا لحرق النفط خلال الإعصار، عندما ضربت عاصفة ثلجية المنطقة، وكانت العاصفة تاريخية.
وتساءل الحجي: لماذا عادوا للنفط؟ موضحًا أنهم يعتمدون على استيراد الغاز المسال، وهو مرتفع التكلفة بشكل كبير، لذلك ضحّوا بكل المبادئ، وعادوا إلى النفط؛ لدرجة أن حرقه وصل في بعض الليالي إلى 40% من الكهرباء المولدة، وهي بدورها أرقام تاريخية لم تشهدها أميركا منذ السبعينيات.
وأوضح الدكتور أنس الحجي أن ما يجعل عام 2022 تاريخيًا -أيضًا- هو التحول فيما يتعلق بالطاقة النووية التي كانت تشهد حربًا شديدة، إذ حاولت عدّة دول التخلص من المفاعلات، بما في ذلك ألمانيا، والآن الجميع يعودون إلى الطاقة النووية لتوليد الكهرباء.
ولفت إلى أن ألمانيا نفسها تشهد حربًا شديدة بين عدّة أحزاب فيما يتعلق بموضوع الطاقة النووية، فقد كان من المفترض إغلاق بعض المفاعلات النووية، ولكنها بدلًا من ذلك مددت عملها، وهو ما فعلته دول أخرى، مثل فرنسا التي قررت بناء المزيد من المفاعلات النووية رغم المشكلات التي تعاني منها بعض المفاعلات الفرنسية، أو عانت منها خلال الأشهر الماضية.
وأضاف: "أميركا بدورها كانت مستوردًا كبيرًا للغاز، وكان المتوقع لها أن تعتمد بشكل كبير على استيراد الغاز المسال، خاصة من قطر، ولكنها الآن أكبر مصدّري الغاز المسال في العالم، وأصبحت أكبر مصدّر للغاز في أوروبا بدلًا من روسيا".
وأكد الحجي أن التحولات التاريخية التي شهدتها أسواق الطاقة في 2022، خاصة فيما يتعلق باستغناء أوروبا عن الغاز الروسي، إذا طُرحت على الخبراء قبل عامين، لقالوا، إنها غير ممكنة بأيّ شكل من الأشكال، وإنه لا يمكن أن يصبح الاعتماد الأكبر على الغاز الأميركي، ولكن هذا ما حدث.
العودة إلى الأسواق المدارة
قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن تبنّي سقف لأسعار صادرات النفط الروسي يُعدّ تحولًا تاريخيًا لأسواق الطاقة في 2022، لا سيما أنه يعكس تغيرًا في التفكير من الأسواق الحرة إلى الأسواق المدارة، إذا صحّ التعبير.
وأضاف: "هم عادوا إلى إدارة الأسواق مرة أخرى، وهو أمر يختلف، أو عكس الأسواق الحرة، ليس فقط في تبنّي سقف أسعار النفط الروسي، ولكنهم قاموا بتحديد الأسعار لمنع التضخم، مثل أسعار للبنزين والديزل في بعض الدول".
وتابع: "كما قاموا بتقديم إعانات، وهم الذين كانوا يحاربون الإعانات. فقد كانوا يحاربون الإعانات بشدة، وكانوا يشترطون على صندوق النقد الدولي بالنسبة لدول العالم الثالث ألّا يقدّم قروضًا لها إلّا إذا ألغت الدعم أو الإعانات، أو على الأقلّ خففت منها، ولكنهم عادوا إليها الآن".
وأشار مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصاديات الطاقة الدكتور أنس الحجي إلى أن أسواق الطاقة في 2022 شهدت أيضًا فرض ضرائب استثنائية على أرباح شركات النفط، وهو ما حدث في بعض الدول لأول مرة في التاريخ.
موضوعات متعلقة..
- 10 توقعات لأسواق الطاقة والمعادن والسيارات الكهربائية في 2023 (تقرير)
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022.. أسواق الطاقة في 365 يومًا
- أنس الحجي: آثار أزمة الجفاف في أسواق الطاقة أكبر من تبعات غزو أوكرانيا
اقرأ أيضًا..
- مشروع الطاقة الشمسية سولار 1000 في الجزائر يواجه تأخيرًا جديدًا (خاص)
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022.. أسواق الطاقة في 365 يومًا
- توقعات أسعار النفط في 2023 وأعلى مستوى قد يصل إليه البرميل.. 10 خبراء يتحدثون